المؤتمر الدائم لسلام لبنان شقّ طريقه شخصيات محورها سمير فرنجيه ولجنة متابعة

263

“المؤتمر الدائم لسلام لبنان” شقّ طريقه شخصيات محورها سمير فرنجيه ولجنة متابعة
3 شباط 2015/النهار

لعلّ كلمات وعبارات مثل “خلل في نظام القيم”، و”ضرورة إعادة الاعتبار للسياسة”، و”يأس الناس من الأوضاع، ومن إمكانية التعايش يجب محاربته وبث الأمل من جديد رغم كل شيء”، و”ثقافة العيش المشترك، الواحد”، و”لبنان النموذج في عصر الصراع الديني والعصبيات القاتلة”… كانت هي الكلمات والعبارات الأكثر ترداداً في الاجتماع التحضيري لإعادة إطلاق “المؤتمر الدائم للحوار اللبناني”، معدلاً بتسمية “المؤتمر الدائم لسلام لبنان”.

شاركت قرابة ستين شخصية، في الاجتماع الذي استمر نحو ساعتين في “أوتيل لورويال”- الضبية، وغلب عليه طابع فكري – سياسي، وتنظيمي، وتخللته مداخلات وملاحظات عدة سجّلها سمير فرنجية، محور هذا التحرك مع آخرين أبرزهم الدكتور سعود المولى والمحامي سمير عبد الملك والدكتور فارس سعيد والدكتور أنطوان قربان ورجل الأعمال ميشال مكتّف والسيد حسن بزيع والدكتور نسيم ضاهر والإعلامي يقظان التقي، وسواهم، وإن حرص فرنجية ورفاقه على عدم اعتماد تراتبية وانتهاج أسلوب العمل الجماعي بالمساواة.

تركزت المداخلات والمناقشات على “مشروع بيان”، تلته الإعلامية ماجدة داغر، واتفقوا بناء على اقتراح فرنجية على البيان الآتي:

“أمام تداعيات العنف الجاري في منطقتنا العربية وانعكاساته المخيفة على لبنان، وفي ظلّ دولة عاجزة عن ممارسة ولاياتها الدستورية التي تشكّل مبرّر وجودها، كما في غياب أي شبكة أمان وطنية بعد انكفاء مجمل القوى السياسية على أجندات خاصة داخل مربّعات طائفية متحاجزة،

وبعدما كان “المؤتمر الدائم للحوار اللبناني” قد علّق العمل باسم كيانه الخاص لصالح إطار وطني جامع، عابرٍ للطوائف والمناطق والأحزاب، حثَّ على قيامه وسعى إليه بعد انتفاضة الاستقلال، ولكنْ دونما استجابةٍ فعلية…

بادر عددٌ من أركان “المؤتمر” المؤسسين إلى سلسلة اتصالات ومداولات ومراجعات متأنية خلال الشهور الأخيرة، أفضت إلى اجتماع تشاوريّ موسَّع ضمَّ ستين شخصية مؤتمرية، إلى عدد من قيادات الرأي والتوجيه المشهود لها بالحرص على معنى لبنان وصَوْن عيشه المشترك.

ناقش المجتمعون واقع الحال وما يُمليه على الوطنية اللبنانية من واجب أمام تحدّيات مصيرية، كما تذاكروا الأدوار الايجابية التي أداها “المؤتمر الدائم للحوار اللبناني” في مراحل عمله المختلفة:

– بعد الحرب مباشرة، حيث نهض إلى إعادة الوصل بين اللبنانيين والتأسيس لثقافة الحوار والعيش معاً.

– في مرحلة الكفاح الوطني من أجل الاستقلال ورفع الوصاية، إذ ساهم بفاعلية في مختلف المبادرات التي أفضت إلى تكوين معارضة وطنية مشتركة، مسيحية وإسلامية، مهَّدت لانتفاضة الاستقلال.

– في مرحلة ما بعد الانتفاضة، حيث عمل بدرجة عالية من التجرُّد وتقديم المصلحة الوطنية الجامعة على أي مصلحة فئوية خاصة.

وعليه رأى المجتمعون أن هناك ضرورة لاستئناف المؤتمر عمله، بصيغته ونهجه ومبادئه المعلومة، تحت مسمّى “المؤتمر الدائم لسلام لبنان”. وهذا التعديل في التسمية وما يلزمها من مهمَّات إنما تفرضه المرحلة الحالية التي تتهدد لبنان بحرب جديدة من طراز الحروب الأهلية الجارية في المنطقة.

كذلك توافق المجتمعون على تشكيل هيئة متابعة وتنسيق تتولى التحضير لمؤتمر عام، يقرّ برنامج عمل للمرحلة المقبلة، وما يقتضيه ذلك من أشكال تنسيق وتضامن”.