علي العاملي/لماذا لم تحرروا القدس ولم تحتلوا الجليل؟

276

لماذا لم تحرروا القدس ولم تحتلوا الجليل؟
علي العاملي/جنوبية/الجمعة، 30 يناير 2015

فاجأت عملية مزارع شبعا جمهور المقاومة الذي كان يتوقع ردّاً عنيفاً على غارة القنيطرة لتطال القدس وتل ابيب واحتلال الجليل كما كان قد صرح السيد حسن نصرالله، ويبدو أن المعركة الاساسية لم تعد ضد اسرائيل بل مع الرئيس الاسد في سوريا ضد شعبه.

“حربا حربا حتى النصر…زحفا زحفا نحو القدس”، هذا هو هتاف انصار حزب الله الشهير على مرّ العقود الماضية وهو لم يتبدّل.

وقد استبشر جمهور الحزب وانصاره خيرا بكلام زعيمه السيد حسن نصرالله في حديثه لإحدى المحطات التلفزيونية قبل اسبوعين عندما قال إنه “إذا اعتدت علينا اسرائيل فاننا سوف نقوم بالهجوم على الجليل الاسرائيلي واحتلاله”.

وبعد غارة القنيطرة الأخيرة التي قام بها الطيران الاسرائيلي في منطقة الجولان والتي استهدفت كوادرا عسكرية مهمة في حزب الله، فقتلت ستة منهم، بينهم جهاد عماد مغنية وما يعنيه والده الشهيد من رمز كبير في وجدان جمهور الحزب، كما نالت من جنرال ايراني هو مساعد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، عدّ ذلك الجمهور ضربة مزدوجة للأصل والفرع لا يمكن السكوت عنها واعتبر ان ساعة تحرير الجليل والقدس قد حانت، وان ايام اسرئيل لا بدّ انها أصبحت معدودة، وان الصواريخ الإيرانية العابرة بالتأكيد تتجهّز وقد خرجت من مخازنها هي ونظيرتها في الجنوب اللبناني والبقاع التي يوفّرها حزب الله لهذا اليوم المنشود، وهي المئة ألف صاروخ التي طالما تباهى فيها الحزب امام العدو الخارجي والخصم الاذاري الداخلي، غير ان المفاجأة وقعت وقد عوّدنا حزب الله على المفاجآت!

فعمليّة شبعا التي نفذها الحزب أمس ظهر الاربعاء ثأرا لغارة القنيطرة قزّمت الأحلام وضيّقت آمال جمهوره واعادته الى حظيرة اللعبة الدوليّة التي تجعل من منطقة “مزارع شبعا ” الحدودية المتنازع عليها فقط هي المسرح المسموح به لتنفيذ هذه العملية الثأرية، وذلك تحت سقف الانضباط الدولي لا فوقه.

وهذا الردّ المتواضع، أراح جمهور اللبنانيين بعد قلق خوفا من قيام حرب تموز جديده ، واطمأنوا خاصة بعد التصريح الأميركي عقب العملية بساعتين الذي دان طبعا عملية حزب الله في شبعا ضد القوات الاسرائيلية ولكنها “عملية محدودة لا تستحق الرد من اسرائيل” كما أوضح البيت الأبيض، فنزل ذلك التصريح بردا وسلاما وأيقن الجميع في الداخل والخاج ان لا حرب ستندلع قريبا وعادت الأمور لما كانت عليه.

غير انه وعندما أعلنت تل ابيب عصرا ان خسائرها بلغت قتيلين من جنودها اضافة لعدد من الجرحى، فان الخيبة بدت جليّة في اوساط جمهور الحزب الذي منّ نفسه بالردّ الشامل وقصف تل ابيب واجتياح الجليل وربما تحرير القدس كما هو شعارهم دائما.

وفي النهاية، فان هذ الردّ الضعيف من قبل المقاومة على غارة القنيطرة الاسرائيلية الجسيمة يظهر دون ريب ان معركة حزب الله الوجودية لم تعد على الحدود الجنوبية مع اسرائيل وانما أصبحت منذ خمس سنوات على الحدود السورية اللبنانية، وفي حمص وحلب وريف دمشق نصرة لنظام الرئيس بشار الأسد ضدّ شعبه.