ايلي الحاج/سمير فرنجية ورفاقه يعودون إلى مبادئ ما قبل القرنة المؤتمر الدائم اليوم من جديد مع تغييرات وعِبَر

259

 سمير فرنجية أجّل الاعلان عن “مؤتمر للسلام” الى الاسبوع المقبل وصيغة البيان تقارب بين تزاوج المكونات وبناء الوطن الافضل
الجمعة 30 كانون الثاني (يناير) 15
المركزية- علمت “المركزية” ان النائب السابق سمير فرنجية ارجأ الاعلان عن “مؤتمر للسلام” الذي كان ينوي اطلاقه في خلال اليومين المقبلين الى نهاية الاسبوع المقبل بسبب التطورات الامنية المستجدة. واشارت المعلومات الى ان اتصالات واجتماعات تعقد بين فرنجية وعدد من نشطاء المجتمع المدني وغير المنضوين في احزاب سياسية الذين يشكلون نواة التيار التنظيمي تحت عنوان “مؤتمر للسلام” من اجل وضع اللمسات الاخيرة على ورقة اللقاء الذي يضم شخصيات من مختلف الطوائف والمذاهب، والهادف الى تكوين قوة ضغط في اتجاه بناء دولة عصرية تواكب التطورات الخارجية لا سيما الاقليمية منها وهو يشبه الى حد ما مؤتمر الحوار الدائم الذي انشئ عام 1993 وضم انذاك شخصيات من التلاوين الطائفية كافة، من اجل تعزيز مشروع الشراكة اللبنانية الداخلية التي لطالما شكلت انموذجا للتعايش يمكن ان يحتذى في دول العالم التي تشبه في تركيبتها السياسية والطائفية التركيبة اللبنانية. وترتكز صيغة البيان الذي اعده فرنجية مع النشطاء المدنيين الى مقاربة كيفية تزاوج المكونات اللبنانية على اختلافها وتعزيز الشراكة في ما بينها لقيام الوطن الافضل عبر روح الانصهار بين ابنائه، خصوصا ان “مؤتمر للسلام” وفق ما يصفه فرنجية حركة عابرة للطوائف يلتقي اعضاؤها على فكرة مشروع الشراكة بين المواطنين من ضمن اطار مؤسسات الدولة.

سمير فرنجية ورفاقه يعودون إلى مبادئ ما قبل “القرنة” “المؤتمر الدائم ” اليوم من جديد… مع تغييرات وعِبَر
ايلي الحاج/النهار
31 كانون الثاني 2015

لعلّها مصادفة أن يقرر سمير فرنجية وعشرات من رفاقه إطلاق حركة سياسية تحمل رسالة ثقافية على أبواب الذكرى العاشرة لانطلاقة قوى 14 آذار، انتفاضة عرفت أن تنتصر وأخفقت في إدارة مرحلة ما بعد الانتصار لأسباب شتى ليس أقلها انقلاب “حزب الله” المضاد، يقول “البيك الأحمر”. من فندق “لورويال” في الضبية قرروا بعد اكتمال الدوافع والظروف أن تكون اليوم الخطوة الأولى، والمتجددة لأنها تستند إلى تراث “المؤتمر الدائم للحوار اللبناني” الذي نظم أنشطة سياسية وفكرية جمة في كل لبنان، محاضرات وندوات ولقاءات، أطلق نداءات ووضع ما لا يُحصى من الأوراق وبلغ عدد من كانوا على اتصال وتفاعل معه نحو 2500 شخصية من كل الطوائف والخلفيات جلّهم من المثقفين والفاعلين في بيئاتهم.

نشط “المؤتمر الدائم” بعد تأسيسه عام 1993 سبع سنوات. إثر إطلاق البطريرك السابق نصرالله صفير نداءه الشهير في 20 أيلول 2000 قرر تجميد عمله والإنتقال إلى كنف بكركي لتطابق أهدافهما آنذاك، فانبثق “لقاء قرنة شهوان” برئاسة المطران يوسف بشارة ممثلاً البطريرك، وواجه “اللقاء” أصعب الظروف والضغوط لكنه تخطاها وتمكن من بناء جسر ثقة بين أطراف لبنان وفئاته. جسر عبروا عليه إلى “البريستول” ثم إلى 14 شباط و14 آذار.

ليس من عدم يلمّ الرفاق القدامى الشمل، ومعهم آخرون جدد، عاقدين العزم على ملء فراغ في الموقف والطرح السياسي – الفكري – الثقافي بعيداً من لعبة السلطة وإغراءاتها والتطلع إلى مكاسب آنية لفئة أو فريق أو شخص. في قراءتهم أن الحوار الماضي أدى المطلوب منه والمرحلة الحالية كما الآتية تتطلب تركيزاً على سبل تثبيت السلام وثقافة العيش معاً، لذلك ارتأوا تعديلاً للتسمية ، صارت “المؤتمر الدائم لسلام لبنان والعيش معاً”، وقاموا بالخطوات القانونية.

في لقاء اليوم يناقش المشاركون، على قدم المساواة كما يصر فرنجية، مشروعاً كتبه الرجل الذي لا يتعب من توليد الأفكار وأدخل عليه تعديلات عدة خلال اجتماعات ولقاءات مصغرة، وتركه مفتوحاً للتعديل والتغيير حتى ما بعد لقاء الضبية. هكذا لن يكون المشاركون مجرد شهود على ولادة حركة أو نشاط يقتصر دورهم فيه على إبداء الرأي إذا شاءوا من غير إمكان تغيير. لا تنطبق هناك معادلة “ما كُتب قد كُتب”. يمكن الإنتظار يومين ثلاثة لإعلان الوثيقة آخذة في الإعتبار والإحترام جميع الملاحظات والإقتراحات والأفكار.

حتى توزيع الحضور على مقاعد قبالة طاولة يجلس خلفها فرنجية وسمير عبد الملك وصلاح حنين ومحمد حسين شمس الدين وآخرون لم يتقبلها “البيك الأحمر”. كان يريد أن يجلس المشاركون جميعاً خلف طاولات موزعة في شكل مربع كبير، كما في اجتماعات البريستول، تلافياً للإيحاء بتراتبية أو روح رئاسة. تعذّر تأمين صالة كبيرة تسمح بالشكل الذي يريد، فرضخ على مضض.

يستهل مشروع “المؤتمر الدائم لسلام لبنان” الخاضع للمناقشة والتعديل بعرض لحال لبنان والعالم العربي وأصل العنف المستشري والمخيف، ونظرة إلى مشكلات رئيسية تواجهها البلاد، وعِبر مستخلصة من تجربة قوى 14 آذار 2005 أو “ربيع بيروت” وتذكير بمساهمات “المؤتمر الدائم للحوار اللبناني”، ومبادراته، من أجل نشر ثقافة السلام والديموقراطية واحترام الآخر في لبنان والعالم العربي. يشدد على ضرورة إطلاق دينامية لحماية المجتمع اللبناني من أخطار العنف كما على إعادة الاعتبار إلى السياسة في لبنان والخروج من قاعدة الفرز الطائفي إلى فضاءات أرحب، ودعم المجتمع المدني في تحركاته ونضالاته، والسعي إلى تعميم ثقافة العيش معاً على المشرق ومنطقة المتوسط، وإنشاء مركز دراسات وأبحاث.

تبقى العبرة في إثبات الفاعلية والحضور والقدرة على إعادة الحوار مع القواعد التي صنعت 14 آذار. قواعد تلزم الصمت وتراقب منذ سنوات، وتتأمل.