خالد موسى/لماذا نبش حزب الله قبر المعادلة الثلاثية؟

246

لماذا نبش “حزب الله” قبر المعادلة الثلاثية؟
٢٧ كانون الثاني ٢٠١٥
خالد موسى/موقع 14 آذار

 على وقع تطورات سياسية وأمنية كبيرة سيطرت على المشهد العام الأسبوع الماضي بدءاً من غارة القنيطرة مروراً بالمعارك التي خاضها الجيش ضد المسلحين في جرود رأس بعلبك وصولاً الى السعودية حيث انتقل العالم لتقديم واجب التعزية بالملك عبد الله بن عبد العزيز، انعقدت الجلسة الرابعة من الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” أمس، وسط تساؤلات عن الإيجابيات التي تحققت من الجولات الماضية، خصوصاً ما يتعلق منها بالشق الأمني الذي شكل الطبق الرئيس على طاولة الحوار.

قبل ساعات من إنطلاق الجولة الرابعة، سارع “حزب الله” على لسان قياديه الى إعادة إحياء معادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، الشهيرة بوصفها “الخشبية” بحسب الرئيس ميشال سليمان. وجاء ذلك بعد ربط نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بين دم شهداء الجيش الذين سقطوا في معركة رأس بعلبك ودم شهدائه الذين سقطوا على في الغارة الإسرائيلية على القنيطرة، معتبراً أن “دماء هؤلاء مع الشعب يشكلون ثلاثية القوة التي ستغير المعادلة. في وقت اعتبر فيه رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم السيد أن الجيش والمقاومة في محور واحد، وتحول ثالوث الجيش والشعب والمقاومة الى دم الجيش والمقاومة.

فتفت : تذاكٍ ليس له معنى لـ”حزب الله”

في هذا السياق، اعتبر عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب أحمد فتفت، في حديث خاص لموقع “14 آذار” أن “حزب الله يحاول إستغلال العملية الإجرامية الإسرائيلية في القنيطرة والعمليات الارهابية التي تعرضت لها بعض المناطق في الشمال، في محاولة الإستفادة منها سياسياً وإعادة عقارب الساعة الى الوراء عبر إسترجاع المعادلات التي ذهبت الى غير رجعة”، مشيرة الى أن “هذه المعادلات انتهت مع البيان الوزاري للحكومة، وهذا تذاكٍ ليس له أي معنى”.

ولفتت الى أن “هذا الأمر ليس موضوع الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، إنما يحتاج الى حوار وطني من أجل وضع إستراتيجية دفاعية للبنان، وهذا الحوار بحاجة الى وجود رئيس للجمهورية والى غطاء إقليمي لأن قرار حزب الله موجود في إيران وليس في يده”، معتبراً أن “الحوار الجاري بين “المستقبل” و”حزب الله” اليوم معروف يتناول قضايا وطنية أقل بكثير من هذا الموضوع، وعلى مستوى الأمن الداخلي وعلى مستوى تخفيف الإحتقان الموجود في الداخل، وجميع هذه الأمور اساسية تهم حياة المواطنين، ولكن نحن ندرك تماماً أن الأمور الوطنية الكبيرة: موضوع السلاح وتدخل “حزب الله” في سوريا، فهذه نطاقها آخر وليس نطاقها هذا الحوار الثنائي”.

خطة البقاع الأمنية

 وفي شأن التأخير في تطبيق الخطة الأمنية في البقاع بشكل كامل، أشار فتفت الى أن “خطة البقاع بدأ تطبيقها مع الجيش، وقد يكون تطبيق الخطة ليس كما يتصورها الناس، وهذا الموضوع يحتاج الى معالجة أمنية بين القوى الأمنية كافة”، معتبراً أنه “في حال فشل تطبيق هذه الخطة، فإنها ستكشف الدور الذي يلعبه “حزب الله” بأنه حتى على صعيد بيئته فهو غير مستعد على التضحية بمجموعة من زعران وأصحاب سوابق وخاطفين وسارقين وواضعي عبوات من أجل مصلحة الناس في شكل عام ولو كان هؤلاء الناس هم بيئته”.

جنجنيان: معادلة ذهبت الى غير رجعة

من جهته، اعتبر عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب شانت جنجنيان، في حديث خاص لموقعنا، أن “حزب الله ما زال متمسكاً بمثل هذه المعادلات التي تشرع وجود سلاحه ولم يعلم أنها ذهبت الى غير رجعة، كما أنه ما زال متمسكا بخطته للسيطرة على مفاصل الدولة”، مشيراً الى أن ” قوى 14″ آذار” لطالما طالبت وما زالت بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وقواها العسكرية ومرجعية قرار الحرب والسلم بيد الأجهزة الشرعية”.

الجيش والحق بالمقاومة

 ورأى أنه “قبل العام 2000 كان هناك احتضان للمقاومة ومشروعها من جميع اللبنانيين، لكن بعد تحرير الجنوب والبقاع الغربي من هذا الإحتلال وانتقل هذا السلاح الى الأزقة الداخلية والى الدول الإقليمية من أجل القتال الى جانب نظام مجرم وظالم يقتل شعبه، لم يبق هناك إجماع على هذا السلاح”، مشدداً على أن “من له الحق وحده بمقاومة اي اعتداء على الأراضي اللبنانية هو الجيش اللبناني فقط والقوى الأمنية الشرعية”. وأمل جنجنيان أن “تساهم الحوارات الثنائية التي تجري داخلياً، في تقريب وجهات النظر مع “حزب الله”، ومحاولة إيجاد التوافق على حصر قرار الحرب والسلم بيد الجيش اللبناني وحده دون غيره”.