حميد غريافي/حزب الله يدرس سحب نصف قواته من سورية تحسباً لهجوم إسرائيلي

234

“حزب الله يدرس سحب نصف قواته من سورية تحسباً لهجوم إسرائيلي
 تقرير استخباراتي: إيران تدخلت لمنع انفجار العلاقات بين الأسد ونصرالله
حميد غريافي/السياسة/28 كانون الثاني 2015

 قد يكون تعاظم الأخطاء المريرة والتبجحات الفارغة وسع هوة خلاف مستحكم بين نظام بشار الاسد وقيادة “حزب الله” منذ سقوط بلدة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية, في أيدي ميليشيات الحزب التي رفعت فوق المساجد لافتات “يا حسين” و”يا زينب” دلالة على أنها هي التي “حررتها” من الارهابيين التكفيريين, وان لا دور لقوات الأسد في ذلك “التحرير”, ثم تدرجت تلك الأخطاء وصولاً إلى التنافس بين الطرفين في حرب القلمون عندما امتنعت قوات المدفعية والصاروخية وكذلك الطائرات الحربية في جيش الأسد عن ضرب أهداف “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” و”الجيش السوري الحر” التي تقاتل “حزب الله” وتنزل في صفوفه قتلى وجرحى أكثر مما خسر في كل الحرب السورية.

وكادت الأوضاع تتفجر فعلاً بين قيادتي بشار الأسد وحسن نصر الله في مطلع العام الماضي, عندما اعلن أحد قادة “حزب الله” على شاشات التلفزة “انه لولا مقاتلتنا الى جانب الجيش السوري” النظامي “لكانت دمشق سقطت في ايدي الارهابيين”, الا ان تدخل السفارة الايرانية في بيروت وبعض الجنرالات الايرانيين الذين يقودون بعض العمليات العسكرية في أرياف دمشق وقرب الحدود الاسرائيلية في مرتفعات الجولان, جمد ذلك الانفجار, حتى وقوع حادث القنيطرة الذي قتل فيه ستة من “حزب الله” بينهم قياديون وابن عماد مغنية إضافة إلى جنرال إيراني, الأمر الذي كشف في نظر نظام الأسد التدخل العلني لإيران و”حزب الله” على الحدود مع اسرائيل, وهو ما يمكن أن تستغله الدولة العبرية لشن هجوم جوي على دمشق وإسقاط النظام. وفي السياق, أكد تقرير استخباري ألماني, وصل بعض عواصم حلف شمال الاطلسي الاوروبية في نهاية الاسبوع الماضي, المخاوف الحقيقية ل¯”حزب الله” وحلفائه, خصوصاً أسياده الإيرانيين, من إمكانية قيام اسرائيل بهجوم جوي مباغت على جنوب لبنان يعقبه هجوم بري واسع, حيث جاء فيه حرفياً “ينام الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بعين مغمضة وأخرى مفتوحة ترقباً لاجتياح اسرائيلي جديد لجنوب لبنان وصولاً الى الحدود السورية شمال البقاع ولساحل الاوزاعي غرباً عبر الضاحية الجنوبية من بيروت, عقر دار الحزب الايراني ومجمع مغامراته العسكرية والامنية والسياسية, على الرغم من تبجحات “السيد” بأن العدو الصهيوني “مرتاع ومحبط وخائف” من الإقدام على أي عمل ضد حزله بسبب امتلاكه ما بين 50 ألف و100 ألف صاروخ ايراني تغطي خريطة “الدولة العبرية المزعومة” من أقصاها إلى أقصاها, وتضع مستقبلها في مهب الريح”.

وعلى عكس تلك الثقة بالنفس الاصطناعية التي ظهر بها نصر الله في خطاب ومقابلة متلفزة, خلال الأسبوعين الماضيين, حين تحدث “باسماً” عن دخول مقاتليه الجليل و”أبعد من الجليل” في أي حرب مقبلة مع القوات الاسرائيلية, وعن امتلاكه صواريخ ايرانية يبلغ مداها 300 كيلومتر منذ ما قبل حرب يوليو 2006, يبدو منذ أشهر, حسب التقرير الاستخباراتي, “قلقاً وغير واثق بأحد من المحيطين به بعد اكتشاف تلك الخلايا الاسرائيلية في غرفة نومه, واغتيال كبار قيادات حزبه ومصرع المئات من كوادره وعناصره في الحرب السورية العبثية, كما بات يفكر ملياً وجدياً بوسيلة مشرفة تسحب نصف جيشه على الأقل من سورية, خصوصاً انه سيكون مضطراً لسحبه بكامله في أي حرب مع اسرائيل, ما قد يؤدي فعلاً الى سقوط نظام بشار الاسد, إذا أحسنت المعارضات العسكرية السورية التعامل مع هذا النظام بأسلحة حاسمة بات معظمها في متناول يديها, وإذا أقدم سلاح الجو الاسرائيلي على توسيع نطاق عملياته في لبنان لتشمل دمشق وأريافها وقواعد شبيحتها في منطقة القلمون”.

وأكد التقرير ان نصر الله “يأخذ تلك الاستعدادات العسكرية العبرية والحشود الاسرائيلية على الحدود اللبنانية والسورية على محمل “القلق الاقصى”, بالأخص بعدما ضربت اسرائيل بكل تهديداته وعباراته الساخرة الباسمة عرض الحائط مرات عدة تجلى آخرها في القضاء على قادته مع الجنرال الايراني في مرتفعات الجولان”. واضاف التقرير ان “معلومات ديبلوماسية وأخرى صادرة عن عملاء اسرائيليين في لبنان, تحدثت عن محاولات حثيثة من “حزب الله” لجعل مرتفعات الجنوب اللبناني المتاخمة لحدود اسرائيل على غرار الجولان بالنسبة للأنفاق والخنادق التي تعمل آلات حفر أنفاق إيرانية على انشائها, ما يعني ان ميليشيات “حزب الله” باتت على تماس كامل مع الاسرائيليين في أقوى خرق للقرار الدولي 1701 الذي يمنع هذه الميليشيات من دخول جنوب الليطاني الذي كانت فرت منه الى شمال النهر في غضون ثلاثة أسابيع فقط”. وكشف التقرير عن ان قيادة قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” في منطقة الناقورة اللبنانية الساحلية نقلت الى قيادة الجيش اللبناني في الجنوب, المسؤول عن ضبط تنفيذ القرار 1701, انها “تعرض قواتها للاخطار في حال استمرارها في غض الطرف عن حشود “حزب الله” وأسلحته في قرى ومدن وبلدات جنوب الليطاني وصولاً الى الخط الأزرق الفاصل مع اسرائيل.