إسرائيل تهدد بتدمير لبنان أياً كان مصدر الرد على غارة القنيطرة الأنباء

232

الأبناء: إسرائيل تهدد بتدمير لبنان أياً كان مصدر الرد على غارة القنيطرة

الأنباء/22/01/15

جدد مجلس الوزراء اللبناني امس التزامه بالقرار الدولي 1701 الحافظ للاستقرار على الحدود الجنوبية مع اسرائيل، وقال وزير الدولة نبيل دو فريج ان لبنان لا يتحمل ردود الفعل او ان يتهدم مرة اخرى كما حصل في العام 2006، لأنه لا احد الى جانبه اليوم، والدول الشقيقة مشغولة بأمورها، بينما اكد وزير الاعلام رمزي جريج ان موضوع القنيطرة طرح على مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال. وتمحور النقاش حول انتفاء المصلحة اللبنانية في استدراج اسرائيل الى الحرب في لبنان، مع ظهور قناعة مشتركة بأن حزب الله يقدر الوضع، ولهذا استبعدت مصادره الرد من لبنان، وتلقى الرئيس تمام سلام تطمينات شخصية بهذا الخصوص. وكان اللافت هنا اللقاء الذي عقد مساء الاربعاء الماضي بين رئيس الحكومة تمام سلام والسفير الاميركي ديفيد هيل تحت عنوان دعم الاستقرار في لبنان والتحذير من المس به.

وشدد السفير هيل على اهمية التزام جميع الاطراف المعنية بالقرار 1701، وقال ان بلاده تتواصل مع بعض العواصم المعنية من اجل الحث على ضبط النفس وابقاء الوضع تحت السيطرة، ملاحظا ان نبرة الكلام الاسرائيلي عن خطأ في تقدير طبيعة الموكب هو خطوة الى الوراء، نافيا ان تكون واشنطن على علم بالغارة مسبقا. في هذا السياق، علمت «الأنباء» نقلا عن مصدر نيابي ان سفير دولة غربية تحدث عن تهديدات اسرائيلية بأن ردها على اي رد من جانب حزب الله سيكون مدمرا للبنان بصرف النظر اذا انطلق هذا الرد من الاراضي اللبنانية او خارجها. اما بالنسبة لايران فهي تحدثت بداية عن ان حزب الله سيتولى الرد، ثم عاد قائد حرسها الثوري ليهدد اسرائيل بالرد المباشر والصاعق، ما اوحى بأن طهران باتت متيقنة ان الغارة الاسرائيلية المحكمة انما استهدفت العميد الايراني في الموكب بالذات، وبالتالي ان انكار اسرائيل معرفتها بوجوده مجرد تضليل ومحاولة للتخفيف من وطأة ردود الفعل الايرانية.

يذكر ان العميد محمد علي دادي هو ثاني ضابط ايراني كبير يسقط في سورية، الاول كان ضابطا لوجستيا اغتيل فيما كان يخطط لشبكة طرق تربط حمص بحلب ضمن اعتبارات ديموغرافية من خارج اللعبة الكبرى في سورية.

الاوساط السياسية في بيروت واثقة من ان رد الفعل الايراني لن يكون انفعاليا، بل محسوبا من مختلف وجوهه المحلية والدولية، وبحسب اوساط لبنانية قريبة من حزب الله فإن طهران تدرس بهدوء مدى الضرر او نسبة الفائدة من رد عسكري، على مصالحها العليا، والمتمثل بمتابعة المفاوضات مع الاميركيين، لكن ذلك لم يمنعها من تطيير رسائل صاعقية، الى كل من يعنيهم الامر في المنطقة من البوابة اليمنية، او من خلال التمهيد لاعلان الجولان جبهة جديدة مع اسرائيل، وتمتد جنوبا الى مزارع شبعا في جنوب لبنان بإدارة ميدانية من حزب الله، انطلاقا من هامش البيان الوزاري للحكومة الذي يعطي الحق للمواطنين اللبنانيين بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي ورد الاعتداءات وتحرير الاراضي المحتلة. وفي التقديرات السياسية في بيروت ان الولايات المتحدة ليست اقل احراجا مما حصل بعدما اقتربت قضية الملف النووي الايراني من الحل بجهود الرئيس باراك اوباما وتحت الحاحه، ومن هنا فالمتوقع ان تقنع واشنطن طهران بعدم ملاءمة اي تصعيد للموقف مع اسرائيل الآن للمرحلة المتقدمة التي بلغها ملف المفاوضات النووية، والملاحق السرية المفترض وجودها معه، والتي ترسم حدود النفوذ الايراني في المنطقة. في هذه الحالة، تتوقع الاوساط السياسية لـ «الأنباء» ان تكثر حوادث الطعن والصدم للمستوطنين الاسرائيليين على غرار ما حصل اول من امس كنموذج قابل للتعميم دون ان يحرك ردود فعل اسرائيلية اكثر من امنية داخلية.