وزيرة العدل الفرنسية: يحق لنا رسم الأنبياء والسخرية من الأديان

597

وزيرة العدل الفرنسية: “يحق لنا” رسم الأنبياء والسخرية من الأديان
هولاند أكد أن المسلمين هم أول ضحايا التعصب والتطرف وعدم التسامح
(ا. ف. ب)16.01.16

البابا أكد أن حرية التعبير لا تعني إهانة معتقدات الآخرين وميركل تعهدت التصدي للتطرف باريس, برلين – ا ف ب, د ب أ: قالت وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا, أمس, انه “في فرنسا يمكن ان نرسم كل شيء حتى الأنبياء”, متحدثة عما أسمته “حق” الفرنسيين “في السخرية من كل الأديان”. وجاء موقف الوزيرة في إطار الدفاع عن صحيفة “شارلي ايبدو” الأسبوعية الساخرة, التي نشرت أول من أمس, رسماً كاريكاتورياً جديداً مسيئاً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم, أثار غضباً في أنحاء العام الإسلامي. وقالت الوزيرة, خلال مراسم تشييع أحد الرسامين الذين قتلوا في الاعتداء الدامي على الصحيفة الأسبوع الماضي في باريس, “يمكننا ان نرسم كل شيء حتى الأنبياء, لاننا في فرنسا … لدينا الحق بالسخرية من كل الاديان”. وفي موقف أكثر اتزاناً, أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان المسلمين في العالم هم اول ضحايا التعصب والتطرف وعدم التسامح. وقال في كلمة ألقاها, أمس, في معهد العالم العربي بباريس, إن “أول ضحايا التعصب والاصولية وعدم التسامح هم المسلمون … التطرف الاسلامي استفاد من كل التناقضات وكل التأثيرات وكل البؤس وانعدام المساواة وكل النزاعات التي لم تلق تسوية منذ زمن طويل”, مشيراً إلى أن “محاربة الإرهاب ستكون بالتأكيد بشراكة مع العالم العربي ولها أيضاً أوجه عدة غير العسكرية منها الثقافة”.

وأضاف أمام حشد من المثقفين العرب والفرنسيين والأجانب, إن الإسلام “لا يتناقض مع قيم الديمقراطية ولا بد من أن نرفض الالتباس والغموض بشأن ذلك”, مؤكداً أن المسلمين “هم أول ضحايا التطرف والأصولية”. وأشار هولاند إلى أن عدم تسوية الأزمة السورية يؤدي الى مزيد من الإرهاب, مشيراً إلى أن الأزمة السورية انتقلت إلى دول أخرى والبعض وجد فيها إلهاماً مثل جماعة “بوكو حرام” التي تصول وتجول في نيجيريا والكاميرون. واعتبر أن “الربيع العربي” “لم يحقق الازدهار المطلوب والمنطقة تشهد مرحلة انتقالية دقيقة”, مضيفاً “نحن متحدون في مواجهة الإرهاب, وفرنسا واعية بضرورة حل القضايا الكبرى التي تسبب الفوضى والإرهاب”. وشدد هولاند على أن الصراعات القائمة في الشرق الأوسط “لا مكان لها في فرنسا. لا يمكن استيرادها. لذلك بادرت فرنسا الى المشاركة في حل هذه النزاعات وتحمل مسؤولياتها عند الضرورة”. من جهته, قال البابا فرنسيس قبل وصوله الى مانيلا امس ان حرية التعبير هي “حق أساسي” لكنها لا تعني “إهانة معتقدات الآخرين”.

ورداً على سؤال بشأن الرسوم خلال مؤتمر صحافي في الطائرة التي كانت تقله من كولومبو الى مانيلا, قال البابا “لا يمكن استفزاز او إهانة معتقدات الاخرين, او التهكم عليها”. ورغم تأكيده ان حرية التعبير “حق أساسي” الا انه قال انها يجب ان تمارس “من دون إهانة” الآخرين. في سياق متصل, تعهدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التصدي لمروجي الفكر الاسلامي المتطرف والاسلاميين المتطرفين “بكل وسائل دولة القانون”, وذلك في خطاب ألقته أمس أمام البرلمان. وقالت ميركل بعدما لزم النواب دقيقة صمت تكريما لذكرى ضحايا اعتداءات باريس “سنحارب بشدة كل الذين يتفوهون بكلام حاقد ويرتكبون أعمال عنف باسم الاسلام والمتواطئين معهم والمنظرين للارهاب العالمي باستخدام كل الوسائل التي في متناول دولة القانون”.

وطالبت ميركل علماء الإسلام بتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام والتشديد على الفصل بين العقيدة الإسلامية والإرهاب الذي يمارسه متطرفون, مشددة على أن معظم المسلمين شرفاء وأوفياء للدستور الألماني وأن “أي إقصاء للمسلمين في ألمانيا وأي اشتباه جماعي أمر ممنوع”. وأكدت ليهود ألمانيا كما لمسلميها ان السلطات ستحميهم, مضيفة “نحن في المانيا لن ندع أياً كان يفرق بيننا”, ومؤكدة انه لا يمكن لاي شيء ان يبرر الارهاب, لا طفولة صعبة ولا مبادئ دينية. واضافت “ان كل ارهابي يقوم بتفجير او يطلق النار على احد يدرك جيداً انه يستهدف اشخاصا لا يعرفهم ولم يلحقوا به اي اذى … وبذلك فإن كل ارهابي يتخذ قرارا عليه ان يتحمل مسؤوليته”. وقالت ميركل “سنلاحق بتصميم الاعمال المعادية للسامية بكل وسائل دولة القانون .. والامر نفسه ينطبق على الاعتداءات ضد المساجد”. وكانت الحكومة الالمانية اعلنت تشديد القيود المفروضة على السفر لمنع المتطرفين من الانضمام الى القتال في سورية والعراق.