المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري/كِنت رايح عَ راس السنِه لِـجديدِه ورجعت

188

كِنت رايح عَ راس السنِه لِـجديدِه ورجعت.
المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري/31 كانون الأول/2023
يُريدوننا أن نتضامن مع غزة بالقوّة وألّا نحتفل بقدوم السنة الجديدة! يا للعار، يحرِقون شجرة الميلاد في طرابلس، ويدعون إلى التظاهر في بيروت الليلة قبيل حلول العام الجديد، إذ يعتبرون أن ليس من حقّنا الاحتفال وغزّة تحترق.
لهؤلاء أقول:
تُريدون أن تتضامنوا مع القضيّة الفلسطينيّة وحماس وغزّة، فما عليكم إلّا أن تُعدّوا سلاحكم وتفارقونا “بريحة طيبِه” إلى غزّة لمحاربة الصهاينة. المعركة هناك وهي لا تعنينا، وعليكم الكفّ عن إزعاجنا بـ “لتلتاتكم” التلفزيونيّة والإذاعيّة ومظاهركم الوقحة، والانتقال إلى الأفعال والقتال في سبيل فلسطين. ولا تنسوا أنّه ليس بإمكانكم مناصرة القضيّة الفلسطينيّة، وأن تطلبوا في الوقت نفسه من حزب الله عدم الدخول في الحرب، بل عليكم أن تشدّوا إزر هذا الحزب والتضحية إلى جانبه حتّى الموت على طريق القدس.
لمَن يرغب في دحر جيش الدفاع الإسرائيلي، فرصته متاحة اليوم في غزّة وليس في كسروان وجونية وDown Town بيروت! ولمَن لا يعرف العنوان، تقع غزّة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط، خط طول: 17.18 ‘21˚31 – خط عرض: 33.10 ‘18˚34
عام 1977، يوم كان الفلسطينيون وأعوانهم من الخونة اللبنانيين يُمعنون فتكًا بأهالي الجنوب، مسلمين ومسيحيين، نظّم جيش الدفاع الإسرائيلي بالتعاون مع لجنة الغابات في الجليل الأعلى، سهرة لمسيحيي القرى الحدودية، في مستوطنة كفار بلوم، حيث حوّلوا أكبر شجرة أرز في المنطقة إلى شجرة الميلاد.
هل مَن بمستطاعه إقناعي أو أقلّه الشرح لي، لماذا إسرائيل عدوّتي؟ ولماذا عليّ أن اتضامن مع قضيّة فَعَلت ما فعلته بلبنان، ومناصريها اليوم في لبنان يحرمونني فرحة العيد، ويحرقون رمز العيد، وفي عقولهم فتاوى تحرّم عليهم معايدتي!!؟ ناهيك عن أنّ الغزّاويين يخرجون من تحت الأنقاض ويصرخون مناجين الصهاينة قبل ربّهم “نحن لسنا كفّارًا، فلماذا تقتلوننا؟!!”
بالله عليكم جاوبوني بعد أن تُشاهدوا احتفالات مستوطنة كفار بلوم عام 1977 (الفيديو المرفق)، يوم كان الارتقاء على طريق القدس لا يتم إلا بالتنكيل بأهلي الجنوبيين. (عذرًا على رداءة الصوت)