عماد قميحة/حزب الله يصطاد فرائسه بـ«صقر» المستقبل

340

حزب الله يصطاد فرائسه بـ«صقر» المستقبل
عماد قميحة/جنوبية/ الأربعاء، 14 يناير 2015

عند مقاربة العلاقة المستجدة بين تيار المستقبل وحزب الله، نلاحظ ان مجمل الطرائد التي يتم اصطيادها انما هي التي تصبّ في خدمة مشروع الحزب ليس الا، ولو تحت عناوين مختلفة. تربية الصقور او البيزرة هي هواية من الهوايات التي يمارسها العرب، خاصة في منطقة الخليج العربي، وتربّى الصقور بهدف استخدامها في الصيد، اذ يتم بها صيد الحيوانات الصغيرة كالارانب والطيور خصوصا طير الحباري وغيرها من الطرائد. تبدأ هذه الهواية ابتداءا من صيد الصقر نفسه، حتى استئناسه وتدريبه والاعتناء به ومن ثم استخدامه في الصيد، ونشوء هذه العلاقة المتينة جدا بين الصقر ومربيه، حتى اننا نكاد نخال حالة تكاملية بينهما ولا نستطيع التفريق بين مصالحهما المشتركة، فالصقر حين يصتاد انما يمارس غريزته المستقلة التي يجيدها وان كانت المحصلة النهاية تقول بأن الطرائد جميعها ستكون في جعبة الصياد نفسه.

هذه الحالة عينها يمكن ان نتلمسها اذا ما قاربنا العلاقة المستجدة بين تيار المستقبل وحزب الله، فبمجرد مراجعة بسيطة “للانجازات” التي حققها ويحققها تيار المستقبل نلاحظ ان مجمل الطرائد التي يتم اصطيادها انما هي التي تصبّ في خدمة مشروع الحزب ليس الا، ولو تحت عناوين مختلفة. فالطريق الذي تم فتحه بقرار مشترك بين نهاد المشنوق كوزير للداخلية وبين الحج وفيق صفا، وتم بموجبه وصل قرية الطفيل اللبنانية باراضينا شكّل الخطوة الاولى التي رسمت معالم المرحلة التي وفقها سيمارس تيار المستقبل ادائه الحكومي، فحاجة الحزب لهذه الطريق وتسليم القرية بعد ذلك صوريا للاجهزة الامنية الرسمية انما تعتبر بالواقع ضرورة ميدانية ما كان بمقدور الحزب مباشرتها لولا انقضاض “صقر” المستقبل عليها واصطيادها وجعلها في المحصلة بجعبة الحزب.

وهذا تماما ما آلت اليه الخطة الامنية لمدينة طرابلس، فـ”الصقر” نفسه فتح أبواب هذه المدينة ليصطاد ما تعارف على تسميتهم بـ”قادة المحاور” وساقهم جميعا الى السجون في حين انّ مخالب هذا الصقر بقيت بعيدة كل البعد عن المقاتلين في المقلب الآخر حيث لم يتوجّه اليهم، ففرّ علي ورفعت عيد وباقي الطرائد المفترضين لينجح مرة جديد حزب الله، وما كان من الوزير المشنوق، أحد أبرز ركائز “الصقر” المستقبل، وأحد أقوى مخالبه، إلا أن صرخ: “لاء مش ماشي الحال” في ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن بالأونيسكو.

ومجدّدا إنطلق “صقر المستقبل” هاجماً على سجن رومية بعملية صيد جديدة صوّرها تيار المستقبل تصويرها على انّها انتصار سياسي وامني له. وهلّل لها إعلام المستقبل. صحيح ان الوضع الذي كان قائما داخل السجن وما كان يتمتع به هؤلاء الارهابيون وما وصلت اليه الحال من تحويله لغرفة عمليات يقودون من داخله اعمالهم الارهابية ضد اللبنانيين هو امر مرفوض ويجب انهاؤه، وهذا ما كان يستعصي على حزب الله القيام به لدقّة الامر وحساسيته وامتدادته المذهبية المترتبة عليه، فلا يقدر عليه الا قوة تتمتع بالحضور المذهبي عينه، شأنه بهذا شأن باقي الانجازات. وكنا لنبارك لتيار المستقبل على هذا الانجاز وهذا النصر الالهي لو ان كل الذي يحصل وما يتحقق يأتي في سياق مشروع استعادة الدولة وهيبتها المفقودة وليس فقط في اطار اصطياد طراد يستفيد منها الحزب حصرا. على أمل أن يتمكّن “الصقر” هذه المرّة من ضرب المربعات الأمنية في البقاع، كما طالب الوزير المشنوق، ومن دخول ضاحية بيروت الجنوبية وبقية المربعات الأمنية العصية على الدولة.