الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/الحروب لا يقودها أشباح، والانتصارات لا تصنعها الهَلوَسات

248

الحروب لا يقودها أشباح، والانتصارات لا تصنعها الهَلوَسات.
الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/موقع الكلمة أونلاين/23 كان الأول/2023

“نحن دخلنا الحرب في الثامن من تشرين الأول”؛ موقف ما كاد حسن نصرالله يُطلقه حتّى علَت الأصوات، المُفترض أنّها سياديّة، رافضةً دخول حرب جديدة مع إسرائيل!! لكنّني لم أفهم لغاية اللحظة أيّ حرب دخلها نصرالله، وأيّ حرب لا يُريدها السياديون.
كيف يكون نصرالله يحارب إسرائيل وهي لغاية الأمس تحذّره من خَوض حرب ضدّها!!!؟
هل باستخدام تعبير “ارتقى شهيدًا على طريق القدس” بدلًا من “سقط قتيلًا في الجنوب” نكون في حرب؟
وهل بالإعلان عن “الردّ بالأسلحة المناسبة” على العدوان الإسرائيلي من دون أيّ ذكر لنتائج هذا “الردّ” نكون في حرب؟
وهل باحتلال أبواق حزب الله الشاشات، وبالإعلان عن انتصارات وهميّة في غزّة وغزّة تحترق بأهلها وأنفاقها، نكون في حرب؟
وهل بفبركة وتركيب أفلام عن عمليات مزعومة للمجاهدين الأصوليين الغزّاويين، وبدفع “المحلّلين” و”الخبراء” إلى الترويج لها وتبنّيها، نكون في حرب؟
باسم رسول الله محمد (صلعم) أُسائلُكَ يا نصرالله: هل يُتيح الإسلام خَوْض معارك عبثيّة، وخاسرة، يسقط فيها مئات الشباب المُسلمين من دون تحقيق إصابات تُذكر في صفوف العدو؟
وبلسان الخميني أسألُك: هل يجوز للمقاومة أن تنتحر خيرة أشبالها من دون تكبيد العدو خسائر في الأرواح مضاعفة؟
أنت يا حسن نصرالله، والحقيقة يجب أن تُقال، تخوضُ “حربًا” هي أشبه بالهزل والمُزاح ضدّ إسرائيل، بينما حربك الباطشة تُوجّهها ضدّ لبنان واللبنانيين، ونحن نعاني من نتائجها السلبيّة منذ إطلاق الإعلان “البوليوودي” لإطلالتك الأولى بعد بدء حرب غزّة، وهي التالية:
– سيطرة مُطلقة وسريعة، سواء بضخّ الأموال أو بهزّ العصا، على كلّ وسائل الإعلام اللبنانيّة من خلال فرض حضور حاملي رسائلك عبرها، كما ورسم خطوط حمراء لأصحاب الآراء المناهضة لأفعالك المدمِّرة.
– حَجْب كلّ روايات الطرف المعادي لحزبك ولـِ “حماس” بهدف التعتيم على الحقائق وإدخالنا في عالم الأوهام.
– الترهيب والتخويف بتُهم العمالة لكلّ مَن لا يتضامن مع إجرام “حماس” في السابع من أكتوبر.
– جَرّ الجميع، وسائل إعلام ومواطنين، إلى استخدام مفرداتك الذهنيّة مثل “ارتقاء”، “فلسطين المُحتلة”، “العدو الصهيوني”، “تحرير القدس”، ….الخ.
– استخدام عملائك المحليين، لاسيّما المسيحيين منهم، لإشغال المعارضة والسياديين بمطالب تُظهرهم أقوياء وفاعلين، بينما في الحقيقة هي تخدُم أهدافك البعيدة لإحكام سيطرتك على لبنان، ولإخراجك من عنق الزجاجة الذي أنت فيه.
النقاط الأربع الأولى أعلاه هي بديهيّة في بلد محتلّ، وهي تؤكّد أنّ بلدنا يحتلّه حزب الله، ولا ريب بأنّها عابرة وستزول مع زوال الاحتلال. امّا النقطة الأخيرة فهي الأخطر وسأتوقّف عندها للحدّ من الأضرار التي قد تتأتى على اللبنانيين من جرّاء “زحطات” المعارضين والسياديين؛
هؤلاء، يُطالبون بعدم الدخول في حرب غير محمودة النتائج مع إسرائيل، وبذلك هم يخدمون حزب الله ويحمونه من أيّ حرب ضدّه لأنّه عاجز عن الصمود في وجه آلة الدمار الإسرائيليّة، ولأنّه لا يحتمل تدميرًا جديدًا للبنان بعد دمار الـ 2006 الإلهي. لذا، كان حريٌّ بالمعارضين والسياديين ان يجاهروا “اليوم اليوم وليس غدًا” بنزع سلاح حزب الله ومحاسبته على كلّ جرائمه السابقة.
وهم يُطالبون بتطبيق القرار 1701، ومنهم مَن يُطالب بتطبيق جزئي للقرار 1559 في الجنوب اللبناني، لكن مَن يقرأ مليًّا مواقف الدول الفاعلة في تحديد مستقبل الشرق الأوسط، يُدرك تمام الإدراك أنّه متّى تحقّقت سلامة سكان المستوطنات الشماليّة الإسرائيليّة، ستتوقّف هذه الدول عن متابعة تطبيق القرارات وسيبقى السلاح وهيمنة حزب الله على رؤوسنا في الداخل، وسيتابع اللبنانيون بعدها الخروج من التاريخ.
وهم، يُحسبون علينا برلمانيون ومعارضون وسياديون، وهم مَن تكلّمهم دول القرار، لكن مَن يحمل هذه الصفة لبنانيًّا، عليه أن يلمّ بأمور حسّاسة ومفصليّة في مستقبل بلدنا، ألا أهمّها:
ألّا يتضامن مع القضيّة الفلسطينيّة وهذه القضيّة أوصلت بلدنا إلى الدرك الذي نحن فيه، وخصوصًا أنّ في لبنان مَن يُطالب بالحياد!
وألّا يدّعي الإنسانيّة والتضامن مع أهل غزّة بينما الفلسطينيون تختلف وُجهات نظرهم حول غزّة! “حماس” نفسها تركّز اهتمامها على مَن يعيشون في الأنفاق، ولا يعنيها مصير شعبها الذي تفتك به إسرائيل فوق الأرض!
وعلى السيادي والمعارض، برلمانيًّا كان أو غير برلماني، ألّا يتغاضى عن أنّ الحرب على غزّة بدأت في 7 أكتوبر وليس في الثامن منه! وأن يمتنع عن ذكر أكذوبة “فلسطين المحتلّة” لأنّ فلسطين ليست محتلّة، وهذا كلام موجّه للمسيحيين اللبنانيين تحديدًا، إذ يكفيهم أن يقرأوا انجيلهم الذي لا ذكر فيه لمدينة اسمها “القدس” ولا لأرض اسمها فلسطين. وليمتنع المسيحيون عن استخدام تعبير “العدو الصهيوني” أقلّه كي لا ننسى أنّ عدوّ لبنان الحقيقي، لغاية الان، هما الفلسطيني والسوري.
باختصار،
كما تسير الأمور اليوم لا تبشّر بالخير؛ في وقت قريب سيخرج حسن نصرالله بخطاب إلهي يقول: “أنتم مَن لا يريدني أن أحارب، وأنا ردعتُ إسرائيل ومنعتها من الاعتداء على لبنان، ومن أجل ذلك خسرت مئات “الشهداء”، ويبقى سلاحي مقدّسًا وسأقطع اليد التي ستمتدّ إليه”.
أمّا أنا، وعلى طريقة الممانعين، فسأستبق الردّ على كلام نصرالله المتوقّع، لا بل المؤكّد، بالقول: أنتَ مدّعي ومتعجرف، الآخرون جبناء خانعون لا يجرؤون على دحض هلوساتك، أنتَ لم تحارب عنّا ولم نطلب منك حمايتنا، والحرب لا تُدار من الأقبية، “الحرب ما هو بالنظر الشيخ يرخي عْنانْها”.
آه، كدتُ أن أنسى! أين الفدراليون لم نعد نسمع لهم صوتًا والوقت اليوم أكثر من مناسب لطرحهم!؟ أنا فعلًا أفتقدهم، أفتقد صداحهم “الفدراليّة حتمًا” كلّما كان يعطس أحدهم في لبنان!! وأين المُعَورَبون!؟ أراهم اليوم يُطالبون بالقرارات الدوليّة وكأنّهم أدركوا أنّ المتاجرة بانتماء لبنان إلى محيطه العربي لا تُفيد إلّا للبيع والشراء!!
صَدَقَت صديقتي السفيرة حين قالت عن هؤلاء إنّهم “صنّاع ضوضاء” وليسوا صنّاع رأي عام. ربّما أنا أتجنّى عليهم، لأنّه تنامى إليّ أنّ الفدراليين والمُعَورَبين انتقلوا إلى غزّة لقتال “العدو الصهيوني” إلى جانب المجاهدين الإسلاميين، فعسى أن يبقوا هناك لإدارة غزّة الجديدة، فيَنجو لبنان من شرورهم.
#سلاحك_لا_يحمينا
#إذا_رأيت_الأعمى_فاكسر_عصاه

This image has an empty alt attribute; its file name is 410912005_10227878675306022_2014134249470388354_n.jpg

*الياس بجاني/ان كان لكلمة الحق والشهادة لها وللبنان الكيان الهوية والقومية والعنفوان من ملك فانت يا شيخ يوسف الخوري هذا الملك المتوج عن جدارة واستحقاق. انت كبير من زمن كبار قادة الضمير والمقاومة الحقيقية. هؤلاء اليوم نفتقدهم ولا نجدهم إلا في شجاعة وفروسية وثقافة وقلم قلة انت في مقدمهم. حماك الله وزادك إيمانياً وعطاءات وتعرية للمتخاذلين والذميين