رابط فيديو تعليق من موقع النهار للصحافي علي حمادة عنوانه: لا عودة… إسرائيل تضخ مياه المتوسط وتقتل البيئة، 4 أسابيع لإنهاء الحرببدأ العد العكسي لإنهاء الحرب. إسرائيل تستعجل اقتحام الوسط والجنوب، والسلطة تنسق مع اميركا وبريطانيا لتسلم المسؤولية في غزة

125

رابط فيديو تعليق من موقع النهار للصحافي علي حمادة عنوانه: لا عودة… إسرائيل تضخ مياه المتوسط وتقتل البيئة، 4 أسابيع لإنهاء الحرب
بدأ العد العكسي لإنهاء الحرب. إسرائيل تستعجل اقتحام الوسط والجنوب، والسلطة تنسق مع اميركا وبريطانيا لتسلم المسؤولية في غزة.
08 كانون الأول/2023

بوتين وحصاد حرب غزة
علي حمادة/النهار العربي/08 كانون الأول/2023
تشكل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عودة شخصية إلى المسرح الدولي بعد طول انقطاع عن الزيارات الرئاسية خارج منظومة الحلفاء المباشرين مثل الصين، كوريا الشمالية، جمهوريات وسط آسيا. فقد غاب الرئيس الروسي عن قمم عدة، أهمها قمة مجموعة دول مجموعة “بريكس” في أفريقيا الجنوبية.
في زيارتيه يعود الرئيس الروسي إلى المنطقة للمرة الأولى منذ 2022، وقد حط أولاً في الإمارات ثم في السعودية، البلدين الشريكين لروسيا في مجموعة “اوبك-بلس” في توقيت بالغ الخطورة في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن أن الحرب مع أوكرانيا بدأت تميل لصالح روسيا قليلاً في ظل تراجع التمويل الأميركي والأوروبي لمجهود الحرب الأوكرانية، وفشل الهجوم المضاد، وبدء الجيش الروسي في تحقيق بعض الاختراقات على عدد من الجبهات.
ولعل الحفاوة التي استقبله بها كل من الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان أشرت إلى أن العلاقات المشتركة بين روسيا والقوتين الخليجيتين بلغتا مرحلة متقدمة. كما أن مشاهد اللقاءات مع الزعيمين عكست نوعاً من العلاقة الشخصية الخاصة معهما تتجاوز الأطر الرسمية. فمن شاهد أسلوب المصافحة بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس بوتين لا شك أنه فهم أن العلاقة أمتن من أن توصف بعلاقة قادة دول. إنها تنم عن علاقة سياسية حميمة فيها الكثير من الجوانب التي لم يكشف عنها حتى الآن. وهذا الأمر ينطبق تماماً على الابتسامات والمجاملات بين بوتين والشيخ محمد بن زايد.
ما تقم يدل على أن موسكو تمكنت في العامين الماضيين، تحت أعين الأميركيين، من صياغة علاقات مميزة مع السعودية والإمارات إلى حد وصلت معه العلاقات الى ما يشبه الصداقة مع القائدين الخليجيين الحليفين للولايات المتحدة. والرئيس الروسي كاد في مطلع العام أن يخسر الحرب في أوكرانيا، فإذ به ينجح في إفشال الهجوم الأوكراني المضاد ليتخذ وضعية هجومية في المرحلة الحالية للحرب.
طبعاً لم يربح بوتين الحرب بعد. أمامه طريق طويلة ومحفوفة بالمخاطر، خصوصاً اذا ما تمكنت إدارة الرئيس جو بايدن من اقناع الجمهوريين في الكونغرس الأميركي الذين حالوا دون إقرار حزمة مساعدات أميركية لأوكرانيا قيمتها 61 مليار دولار. والأسباب تراوحت بين إصرار الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري المسيطر على مجلس النواب على تغيير سياسة الهجرة إلى أميركا – وهذا ما يرفضه الديموقراطيون حتى الآن – ومعارضة الجناح المتطرف في الحزب الجمهوري جهاراً تمويل الحرب في أوكرانيا. على صعيد آخر يعول بوتين لكسب حرب أوكرانيا على تعب الأوروبيين وخصوصاً بعد الخلافات التي نشبت في آخر اجتماع قمة للاتحاد بشأن حزمة المساعدات الأوروبية لأوكرانيا بمبلغ 20 مليار دولار.
اذاً ثمة فرصة أمام روسيا لتحقيق أهدافها في حال نفد التمويل اللازم لدعم أوكرانيا.
لكن بالنسبة الى الشرق الأوسط، يستطيع الرئيس الروسي إضافة الى تأييده سياسة خفض انتاج النفط لرفع الأسعار (بما يتعارض مع مطالب واشنطن) أن يستند الى أدوار يلعبها بعيداً عن الأضواء مع الشريك الصيني في ضبط سلوك إيران تجاه دول الخليج العربي، ومنع طهران من اللعب على وتر حرب غزة التي يبدو أنها ستخسر فيها الجولة مع الأميركيين والإسرائيليين. هنا ربما النطاق الذي أمكن لبوتين أن يتحرك ضمنه للمساهمة في تقديم جزء من الضمانات الأمنية التي يحتاجها شركاؤه الخليجيون من خلال علاقاته المميزة مع إيران.
وثمة مؤشرات تفيد بأن روسيا ساهمت مع الصين بالضغط على ايران لتحييد الخليج تماماً عن خضات حرب غزة. وها هو بوتين يفتتح موسم الحصاد السياسي والاقتصادي.