الصحافي صبحي منذر ياغي/مخطط في “الغرف السوداء”: نقل قادة وكوادر حماس والجهاد الى لبنان

89

مخطط في “الغرف السوداء” : نقل قادة وكوادر حماس والجهاد الى لبنان
الصحافي صبحي منذر ياغي/الكلمة أونلاين/25 تشرين الثاني/2023

تؤكد مصادر أمنية اقليمية مطلعة ، عن لقاءات دولية وإقليمية سرية،عقدت خلال الاسبوعين الماضيين في دولة أوروبية محايدة ، باشراف كبار السياسيين الامريكيين،تركزت على ايجاد مخرج نهائي، وحل جذري لموضوع الصراع بين “حركة حماس” و”اسرائيل” في قطاع غزة.

اللقاءات في العاصمة الاوروبية ، أكدتها “تقارير أمنية”، وصلت لجهاز مخابراتي غربي في بيروت ، تضمنت معلومات عن التحضير لمشروع حل أولي لحرب غزة، يبدأ بوضع خطة تقضي بترحيل قادة حركة حماس ،والجهاد الاسلامي والكوادر العسكرية من غزة ، باتجاه لبنان في مشهدية تشبه ترحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت خلال الاجتياح الاسرائيلي عام 1982.

المصادر لم تخفِ بأن الاردن ومصر كانتا المكان المطروح لترحيل قادة وكوادر حماس والجهاد،ولكن التشدد والرفض المصري ومعه الاردني ، أحبط هذا المشروع الاسرائيلي – الاميركي الذي كان ينص على تهجير حوالي مليوني فلسطيني الى سيناء .

لذا فان الأنظار توجهت نحو”الحلقة الأضعف “، نحو لبنان، من خلال عوامل لبنانية تتيح تمرير هذه الخطة ، ومنها :
1- حالة انقسام سياسي وشعبي يعيشه لبنان ، وفراغاً في عدة مناصب ، ومراكز ، وأبرزها منصب رئاسة الجمهورية،وربما في مركز قيادة الجيش قريباً.
2- وجود “حاضنة” شعبية وطائفية كبيرة للمقاومة الاسلامية، والفلسطينية ، من شأنها أن تتقبل هذا المشروع “عاطفياً” .
وأبدت المصادر مخاوفها من تحقيق هذا المخطط الذي سينعكس بكل سلبياته وتردادته على الواقع السياسي ، والاجتماعي، والديموغرافي، والامني في لبنان، الذي دفع غالياً أثمان النزوح الفلسطيني الى اراضيه في الاربعينيات والستينيات ،خاصة وأن هناك فروقات كبيرة وعميقة بين وضع لبنان في تلك الازمنة ، ووضعه المآساوي حالياً على كافة الأصعدة.

وبرأي المصادر أن هذا المخطط لا يخدم الا اسرائيل ، والمصالح الامنية الاسرائيلية ، التي تسعى للتخلص من هذا “الكابوس”، وتدرك أن هذا النزوح الفلسطيني الجديد ، سيغرق المخيمات الفلسطينية في صراعات فلسطينية داخلية،خاصة بين حماس وحركة فتح ، وسيدخل لبنان في “أتون النار” ، وفي أزمة داخلية مستعصية،ستزيد الانقسامات اللبنانية، بين معارضين لهذا الواقع الجديد ، وبين فئة ستجده فرصة للاستقواء كما كان الحال في الستينيات، عندما جاهر أقطاب طائفة لبنانية ” معلنين أن الفلسطينيين هم جيشهم في لبنان”، وسيؤدي الى تغييرات ديموغرافية ، وانقلاب في الموازين الاجتماعية،ومصادمات دامية ومواجهات مسلحة،وحروب مذهبية ومناطقية،ولن يكون حزب الله و حركة أمل في منأى عنها،بل سيكون حزب الله بالتحديد في خضم هذه الصراعات، فليس سراً انه على الرغم من كل التضامن والتأييد في بيئة حزب الله لحركة حماس، الا ان “جمهور الحزب”، لم ينس “الانعطافة”، و”التكويعة الحمساوية”، خلال اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 ، ووقوف حماس الى جانب المعارضة السورية ،قبل أن تعود حماس الى ” المظلة الايرانية” عام 2021 بشروط ايرانية ،عندما أعاد مجلس الشورى العام للحركة،انتخاب إسماعيل هنية،رئيساً للمكتب السياسي، وصالح العاروري، نائباً للرئيس، وما يمثلانه من حضور للجناح الايراني داخل الحركة .

وتعتبر المصادر انه مجرد التفكير بهذا المخطط ، الذي تحاك خيوطه باشراف خبراء عسكريين ، واستراتجيين أميركيين، واسرائيليين،ما يدل على ان “رصاصة الرحمة”، أُطلقت على مشروع “حل الدولتين” ومبادرة السلام العربية ألتي أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في القمة العربية المنعقدة في بيروت عام 2002 ، وبالتالي سيكون هذا المخطط فرصة لاسرائيل للقيام بحروب اسرائيلية على لبنان ، تحت ذريعة “ضرب القوى والمنظمات الارهابية والمتطرفة “،قد لا تختلف عن الحرب المدمرة على قطاع غزة.

انتقال حماس ، والجهاد ، الى لبنان،سيؤدي الى محاولة نزع ورقة المخيمات الفلسطينية من أيدي منظمة التحرير، لتصبح “ورقة حمساوية”، وهذا بالطبع لن تقبل به حركة فتح ، وسيأخذ المخيمات الفلسطينية، وخاصةمخيم عين الحلوة الى صراعات دامية فلسطينية – فلسطينية قد تصل شظاياها الى الداخل اللبناني.
المستقبل اللبناني مفتوح على كافة الاحتمالات السوداء،التي تهدد مصيره ،و” ضريبة القضية الفلسطينية” ، و”القضايا القومية والاسلامية”،مازالت قدر لبنان وحده بين الدول العربية،فهل سيكون من جديد ضحية حروب الآخرين على أرضه؟وهل سيعود مسرحاً للنشاطات العسكرية الفلسطينية التي سبق وأن شرّعتها “اتفاقية القاهرة” عام 1969 ، ولكن هذه المرة وفق اتفاقية الغرف السوداء؟