الياس بجاني/فيديو ونص: استقلال لبنان مغيب ومصادر ومجرد ذكرى

88

فيديو ونص/استقلال لبنان مغيب ومصادر ومجرد ذكرى
الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2023

اضغط هنا لقراءة المقالة التي في أسفل باللغة الإنكليزية/Click here to read the below piece in English

إن استقلال لبنان مغيب ومصادر وغير موجود، وقد أصبح مجرد ذكرى دون محتوى، بسبب احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي والأصولي مباشرة منذ العام 2005 ومصادرته بالقوة والبلطجة والسلبطة والمال مواقع الحكم والقرار والهيمنة المباشرة على كل المؤسسات.

أما القوى المفترض أنها سيادية واستقلالية من شركات أحزاب وسياسيين تجار وذميين، فهي تعيش حالة من العبثية والضياع والتراجع والعجز والاستسلام كونها نفعية ونرسيسية، وليس عندها لا طرح ولا رؤية، كما أن العديد من أنفارها هم مرتزقة ومن بقايا وأيتام حقبة الاحتلال السوري الأسدي.

ورغم أن الاحتلال السوري قد انتهى عام 2005، إلا أن لبنان لا يزال يعيش وضعية الفوضى واللادولة والمّحل والبؤس والملجمية الفاقعة؟

في لبنان المحتل فإن غالبية السياسيين والحزبيين الرافعين رايات السيادة والاستقلال هم عملياً وواقعا معاشاً “أكلة جبنة”، كما كان يسميهم الرئيس فؤاد شهاب، وقد ارتضوا بذل، وكل واحد منهم لأسباب تخصه وتتعلق بمصالحه الذاتية، أن يتحولوا إلى أدوات رخيصة وطيعة وذمية تكتفي بردات الأفعال ليس إلا. وبالتالي فأنه لا يُعقل أن يستعاد الاستقلال المغيب والمصادر من قبل المحتل الإيراني في ظل أطقم سياسية وحزبية مفككة وطروادية وذمية وعاجز عن غير ردود الأفعال.

إن بين لبنان والاستقلال فجوات كبيرة جداً لا يمكن ردمها بوجود السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الحاليين، وهناك استحالة لاسترداد الاستقلال ما دام القرار الوطني الحر مُختطف ورهينة وأسير بلطجة وإرهاب حزب الله، وفي ظل وجود عشرات الدويلات والمحميات الأمنية المنتشرة سرطانياً على الأراضي اللبنانية دون حسيب أو رقيب وخارجة كلياً عن سلطة الدولة.

وكما أن لحزب الله دويلاته ومحمياته وجيشه، كذلك هي وضعية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ال 13، التي تتمتع بالحكم الذاتي الفوضوي، وقد تحول أكبرها، الذي هو مخيم عين الحلوة إلى ملاذ آمن للعشرات من المنظمات الأصولية والمافياوية المحلية والإقليمية والدولية…كما بعض معسكرات الاحتلال السوري لا تزال موجودة كما هو الحال الناعمة وقوسايا.

من هنا لا يحق لأي لبناني كائن من كان، وطبقاً لمعايير الواقع اللادولاتي المعاش على الأرض أن يتعامى عن واقع احتلال وطنه ويحتفل بعيد الاستقلال الذي هو عملياً أمسى مجرد ذكرى لا أكثر ولا أقل.

لمن نقدم إذاً التهاني في ذكرى عيد الاستقلال المغيب، في حال أردنا ذلك رغم كل المآسي والكوارث التي يقف ورائها حزب الله؟
نقدمها للذين ضحوا بأنفسهم وبكل ما يملكون للدفاع عن الاستقلال والوطن والمواطنين وهم كوكبة شهداء لبنان الأحياء والأموات والمعاقين منهم، وما أكثرهم حيث لا يخلوا بيت من بيوتنا من عشرات الصور لهؤلاء الأبطال المعلقة على الجدران.

إن العرفان بالجميل واحترام الذات والكرامة والعزة والإيمان يقضون تقديم التهاني للشهداء والمعاقين ولذويهم فقط، وفقط، ونقطة على السطر.
أما كل حفلات الكذب والنفاق بتقبل التهاني، هي بالواقع إهانة كبيرة لكل لبناني يحترم نفسه وعنده كرامة وعزة نفس ويرفض وضعية الغنم والمسالخ.

نعم، الاحتفال بعيد الاستقلال واجب وطني وملزم أيضاً، ولكن فقط، وفقط عندما يُسترد هذا الاستقلال من حزب الله الإيراني والإرهابي ومن سلبطة أسيادة الملالي. وإلى أن يتحرر لبنان من الاحتلال الإيراني، فإن لا معنى ولا قيمة ولا مصداقية لكل الاحتفالات التي سوف تقام في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء.

 *حينما نظر موسى الى الشمال، الى ارض لبنان والجبال وسأل الله: “وهذا الجبل لمن؟” فأجابه الله بصوت مزلزل: “اغمض عينيك، محال! وقف لي، هذه الارض والجبال، لن تطأها، قدماك، ولا كل ما عندك من رجال! لبنان وقف الله الان والى الازل”.
(يشوع بن سياغ 1/4، حزقبال 30/3، 31/15).

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com