رابط فيديو قراءة سياسية ورؤيوية مهمة من موقع جريدة النهار للصحافي السيادي والكاتب المميز نبيل بومنصف تتناول الإستحقاقات الدستورية المعطلة، وحرب غزة وانعكاساتها على لبنان، ودور حزب الله، وغياب الدولة، وخطورة ترك المنظمات الفلسطينية والإسلامية مهاجمة إسرائيل من جنوب لبنان/مع آخر 3 مقالات ل بومنصف نشرت في النهار

97

رابط فيديو قراءة سياسية ورؤيوية مهمة من موقع جريدة النهار للصحافي السيادي والكاتب المميز نبيل بومنصف تتناول الإستحقاقات الدستورية المعطلة، وحرب غزة وانعكاساتها على لبنان، ودور حزب الله، وغياب الدولة، وخطورة ترك المنظمات الفلسطينية والإسلامية مهاجمة إسرائيل من جنوب لبنان/مع آخر 3 مقالات ل بومنصف نشرت في النهار

10 تشرين الثاني/2023

*تشهد الاستحقاقات الدستورية مزيدا من التعطيل وهذه المرة بسبب إحتمالية نشوب حرب على الجبهة الجنوبية، كيف يستفيد الحزب من الحالة السائدة ولماذا يحول الجنوب إلى حمـاس لاند؟
*الاستحقاقات الدستورية معطلة أكثر في ظل أجواء الحرب، ماذا يمكن أن تفرزه من خيارات؟

في أسفل آخر 3 مقالات ل بومنصف نشرت في النهار

*إلى قواعد اشتباك “مسنونة”!
نبيل بومنصف/النهار/10 تشرين الثاني/2023

*أبشروا بـ”الإنجاز الشامل”!
نبيل بومنصف/النهار/08 تشرين الثاني/2023

*فائض انفصام… وبعد؟
نبيل بومنصف/النهار/06 تشرين الثاني/2023

******************
إلى قواعد اشتباك “مسنونة”!
نبيل بومنصف/النهار/10 تشرين الثاني/2023
لسنا نغالي في التقدير ولا نهول ونضخم اذا تخوفنا مسبقا ، والوقت بات داهما ، من ان “العودة” الوشيكة الى ملفات الداخل السياسي بكل ما صار يختزنه لبنان من مخزون خانق بالكوارث والازمات وآخرها تداعيات معادلة وقوفه عند معادلة “مشاغلة” الحرب ومحاذرة الانتحار ، كل هذا سيضع اللبنانيين في الآتي من الحقبة “الجديدة” امام مشهد التشظي الاشد حدة من كل ما سبق . بل لعل عودة لبنان بعد حرب تموز 2006 قد تبدو افضل بالمقارنة التي ستبدأ معالمها بالاتضاح في قابل الايام والاسابيع على رغم الخلاف الحاد العمودي الذي كان قائما آنذاك في ظل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ومقاطعتها من الثنائي الشيعي ولو لم تكن هذه التسمية “الرسمية” دارجة وسائدة ومسلما بها على نحو غير مسبوق حتى في عز التقسيم الطائفي في الحرب .
لسنا نخترع وقائع مبتكرة ان قلنا ان السنة الفائتة من عمر الفراغ الرئاسي والتدمير المتدحرج للمؤسسات والمواقع الكبيرة في الدولة بلوغا الى الراهن من اعتمال الكثير من مخزون الانقسامات المتفجرة علنا او المكبوتة التي تنتظر الوقت المتاح للتفجر بعد ان تضع حرب غزة وتمددها الميداني المضبوط على معادلة المشاغلة في الجنوب ، قد حقنت الواقع المتهالك الداخلي بكم لا يحتمله من التوتر والتحفز لمعارك سياسية اين منها كل ما مر في السنين الاخيرة وليس السنة الاخيرة فقط . سيكون الواقع الصراعي المقبل في لبنان ، في اقل التقديرات تخفيفا وتقليلا وتلطيفا للتقديرات الموضوعية القاسية ، وبقاموس المفردات الحربية السائدة راهنا ، امام قواعد اشتباك جديدة ومتبدلة تماما كما الصورة الميدانية الناشئة للجنوب في واقعه الحربي الحالي ، مع الفارق طبعا بين قواعد اشتباك حربية مع العدو وقواعد اشتباك سياسية بين الخصوم السياسيين الداخليين . لكن حذار التقليل والاستهانة بقواعد اشتباك من النوع “المسنون” والخارج لتوه من “تحديث” فرضته وقائع الحرب الطاحنة التي تشهد يوميات المجازر الاسرائيلية وتضع لبنان مجددا في طاحونة التمزق المتصلة بالصراع العربي الاسرائيلي كأنما كتب عليه هذا القدر القسري خلافا لكل العرب . المهم ان المؤشرات “الاولية” لليوم التالي بعد ان تحط الحرب رحالها في موعد ما لن نضرب المندل الان لتحديده ، واذا ما مر قطوع اجتياز معادلة “المشاغلة والمساندة” من دون اشتعال حرب جهنمية شاملة ، تنذر بعودة اشد حدة في تعقيداتها الى مجريات الازمات الداخلية ولنا في ملف “ادارة” شبح الفراغ الثالث في قيادة الجيش الدليل القاطع والنموذج الاكثر سخونة . ان الجاري في هذا الملف ، بصرف النظر عن “الطالع والنازل” في مسخرة المشاريع الساقطة لتطويب نفوذ هالك فارغ واجوف للفريق المسيحي الذي ثبت بالوجوه الشرعية والمشروعة كلها انه عصي عن استخلاص اي درس او عبرة او حكمة من كل مراسه الكارثي السابق واللاحق ، يثبت ايضا ان حلفاء هذا الفريق في المقلب الاخر يهرولون نحو اسقاط لبنان في المتاهة الاخطر من متاهة حرب محتملة لمجرد انهم ماضون في سياسات ثبت اثرها المدمر على الانتظام الدستوري والتوازن الميثاقي والسياسي ولم يراجعوا مرة جدوى تلك الاكذوبة المسماة توفير غطاء مسيحي للاستئثار بالجمهورية والسلطة والدولة ومصادرتها تماما . يجري كل ذلك والجنوب عاد “حماس لاند” بقرار من “حزب الله” ولا يرف جفن حلفاء الحزب ولا خصوصا “اغطيته” المسيحية المزعومة . فاي عودة غدا الى الداخل بغير القواعد “الناعمة”؟

أبشروا بـ”الإنجاز الشامل”!
نبيل بومنصف/النهار/08 تشرين الثاني/2023
أكثر ما استوقفتنا في ضجيج الردود والتعليقات التي اثارها الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله ، “طرافة” عدم اتيانه اطلاقا على ذكر بشار الأسد في مجريات ما يسمى “وحدة الساحات والميادين”! استفقد كثيرون تغييب الأسد من الخطاب المنتظر ولم يلحظوا قط تغييب كل الهيكلية الدستورية والمؤسساتية والجمهورية اللبنانية قاطبة ، بصرف النظر عن المضمون الاخر المتصل باتجاهات المواجهة مع إسرائيل . ليست اثارة هذه “الطرافة” الان من باب العودة الى ذاك الخطاب فيما الكلمة الثانية للسيد تتحفز على الباب بعد أيام ، وانما من باب آخر مرادف هو نصح الغيارى الذين يتفجعون على تمزيق القرار 1701 ومعادلة الشرعية الدولية – اللبنانية في الجنوب بامتلاك اعصابهم لان الآتي أسوأ .
انهيار القرار 1701 حصل من اللحظة الأولى للمعادلة الميدانية التي نشأت في 8 تشرين الأول الماضي ولم ينتظر بدء توسيع المواجهة نحو قصف حيفا والرد بقصف إسرائيلي تجاوز جنوب الليطاني كله . ولكن الأسوأ الذي تعنيه ليس ميدانيا فقط وانما ما يفوق المجريات الحربية فداحة ويرجح ان نشاهد ونشهد نموذجا صادما من دلالاته السبت المقبل في الرياض . في القمة العربية الطارئة تلك كما في القمة العادية التي سبقتها ، جلس بشار الأسد ممثلا سوريا بكل ما صارت عليه بافضاله الى طاولة الرؤساء والملوك والامراء العرب فيما سيغيب الرئيس اللبناني المغيب للمرة الثانية ( وهو الرئيس المسيحي الوحيد في الدول العربية) عن القمتين ولو تمثل لبنان برئيس الحكومة نجيب ميقاتي .
بطبيعة الحال لن نقول “واعرباه” ولن ننوح على ما انتهى من نظام عربي ودولي يتشابهان تماما امام كوارث وازمات وحروب ، وانما يستفزنا كلبنانيين ان يغدو التطبع مع لبنان “المقطوع الرأس” ، بالتعبير الأشد تقززا ، صنيعة الداخل صانع الفراغ الرئاسي ومشتقاته في المواقع الكبيرة كما صنيعة الخارج المتعامل براغماتية مشبوهة مع هذا اللبنان المشوه الإرادة . قيل ان مسألة الفراغات المسيحية تعتمل الان بفعل اقتراب الضربة الثالثة التي يخطط من خلالها صانعو الفراغات ومعهم حزبان مسيحيان لاحداث خلخلة خطيرة في مؤسسة الجيش بالتواطؤ . اذن لماذا التفجع على القرار 1701 في الجنوب ما دام انهيار الشرعية الدستورية اللبنانية دخل سنته الثانية ولم يرف جفن ولا قامت قيامة على تغييب رئيس الجمهورية الرابع عشر وصار الفراغ في الدولة الذريعة التالية الجاهزة لافراغ الجنوب من القوات الدولية والجيش اللبناني نفسه وانتشار معادلة اذرع “محور المقاومات” بشتى فروعها حتى ليكاد بعضهم يناشد “حزب الله” ان يحصر الانتشار الميداني به وحده خشية من تعاظم التفلت والتسبب بالمحظور المدمر الساحق الذي ينذرنا به الجميع .
والحال ان استحضار القمة العربية الطارئة الى هذه العجالة الان لا تتصل باي تعويل وهمي على ما يمكن ان يصدر عنها ولكن صار يمكن الجزم بان الخطر المحدق بانزلاق لبنان تصاعديا نحو حرب ، يوازي تماما خطر المضي برعونة انتحارية في ترك لبنان بلا رئيس ونظامه بلا ضوابط لان اثر الحرب المحتملة المخيفة يوازيه تماما خطر تفجر بقايا الوحدة اللبنانية تماما بجوانبها الميثاقية والطوائفية والسياسية والاجتماعية متى تكرس فعل التعطيل والاستهانة بالمواقع المغيبة على غرار ما جرى ويجري منذ اكثر من سنة . انه السباق الجهنمي على الأرض وفي السياسة وعبر التفريغ التصاعدي للمواقع وكأننا صرنا في الميل الأخير من الاجهاز على كل لبنان الشرعية فابشروا !

فائض انفصام… وبعد؟
نبيل بومنصف/النهار/06 تشرين الثاني/2023
بصرف النظر عما يمكن ان تؤدي اليه الديبلوماسية الناشطة في المنطقة الان وعشية انعقاد قمة عربية طارئة في المملكة العربية السعودية بعد أيام ، لعل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي احسن صنعا في توقيت تزخيم تحركه الخارجي الأخير لتذكير الدول بان في لبنان سلطة شرعية لا بد من المرور بها في مسألة الحرب والسلم ! بطبيعة الحال كان الامر ليكون اشد خطورة وقتامة لو ان لبنان انزلق الى حرب شاملة مع إسرائيل كما كان ولا يزال الكثيرون يخشون ذلك ، ولو ان الذين انتظروا الكلمة الفصل من السيد حسن نصرالله اطمأنوا الى ان هذا المحظور لن يقع في مدى المعطيات التي ساقتها كلمته وجاءت متطابقة و”متساوقة” مع المعادلة الميدانية التي التزمها “حزب الله” في الجنوب على قاعدة “المشاغلة” للجيش الإسرائيلي حتى اشعار اخر . واذا كان ثمة متسع بعد ، او اذا كان لا بد من مرور بما قبل الكلمة وبما بعدها ، فان التقويم الموضوعي يفترض ان يعاين افتضاح فائض الانفصام اللبناني بين غلاة التضخيم واللاواقعية في ضفة والانكار واللامنطق في ضفة أخرى . كان المناخ “الترويجي” الاستباقي للخطاب وصاحبه على الضفة “المقاومة” كأنه القضاء والقدر وراسم المصير والبقاء من عدمه بالغ الأذى والانفعال والتسرع فجاء الخطاب المتسم بتخفيض الحرارة في الرؤوس الحامية محبطا ب”عدالة” قاسية لاصحاب هذا الغلو . ولكن سرعان ما رسمت الضفة المناهضة الأخرى معالم انفصام مختلف اذ راحت تعير الخطاب وصاحبه بما كانت ولا تزال تطالب به وتحذر من حصوله لمجرد السعي الى تسجيل “المعايرة” والسخرية من الخصم .
بين هذه وتلك من ظواهر الانفصام اللبناني ترانا نتساءل كيف سيبحر لبنان المتخبط بواقعه الداخلي المأسوي أساسا قبل حرب غزة وتمدد معادلة “المشاغلة” الى حدوده وجنوبه في حالة الوقوف فوق فوهة البركان من دون الابتعاد عنها، بعدما انهارت المعادلة الدولية – اللبنانية ميدانيا ورسميا و”علقت” القرار 1701 تعليقا يخشى ان يكون استباح الجنوب والحدود منذ 8 تشرين الأول وسط انكار رسمي لا يعترف بعد بهذا السقوط الذي كرسه السيد نصرالله جهارا نهارا بلا أي جدل على رغم إيجابية قراره والتزامه واتجاهه حتى الساعة لعدم التورط في حرب شاملة مع إسرائيل ولو ان الدوافع والأسباب الحقيقية العلنية اوالمضمرة لهذا الموقف صارت معروفة ؟
ان قاعدة “الكحل احلى من العمى” تنطبق على الكثير في السياسة ولكنها لا تصلح قطعا لمعادلات مخيفة تتصل بالحروب خصوصا مع واقع لبنان . ولذا تتركز التساؤلات من الان وصاعدا حول طبيعة هذا التخبط المريع الذي يطبع لبنان السياسي والرسمي كما لبنان “الشعبي والجماهيري” اذا كان لهذا الأخير من مكان في رسم الاتجاهات المقبلة . هي حالة لا حرب ولا سلم أي انك تعيش التداعيات مرغما بالقبول لان الأخطر لم يقع “بعد” والامل متاح بعدم وقوعه ، فاصمدوا تاليا على جوع وفقر وجفاف انتاجي ومزيد من الانهيارات ، واشكروا العناية الإلهية التي حالت وتحول دون حرب لا نتخيل فظائعها . بذلك نتساءل ، اذا كان مجديا التذكير ، ماذا لو استعصت حرب غزة على الهدنات والمساعي وطالت الحرب ومعها معادلة “الاسناد والمشاغلة” عند الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل ؟ وهل يكفي “تذكير” الدول بان في لبنان سلطة شرعية هي صورة طبق الأصل عن فراغ الدولة وانفصام الرأي العام الداخلي ؟