الياس بجاني/لا فرق بين جنون وأصولية بين من يريد رمي دولة إسرائيل في البحر ويرفع شعار الموت لإسرائيل وأميركا، وبين من دعا لرمي قنبلة ذرية على غزة

87

لا فرق بين جنون وأصولية بين من يريد رمي دولة إسرائيل في البحر ويرفع شعار الموت لإسرائيل وأميركا، وبين من دعا لرمي قنبلة ذرية على غزة
الياس بجاني/05 تشرين الثاني/2023

اضغط هنا لقراءة الخاطرة التي في أسفل باللغة الإنكليزية/Click here to read the below piece in English

بادية، من الضروري والواجب الإنساني والأخلاقي استنكار تصريح وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو الذي دعا فيه إلى استخدام قنبلة نووية ضد قطاع غزة. هذا التصريح الإجرامي يثير بشكل عام قلقًا كبيراً على خلفية خطورة الأفكار والثقافة التي يحملها، والتأثير السلبي له على السلام والاستقرار وقبول الآخر في منطقة الشرق الأوسط، مما يستوجب تناول هذا الكلام المستفز والحاقد والعدائي الأعمى بجوانبه الثقافية والأخلاقية وبكل ما له صلة بكرامة الإنسان وبحقه بحياة حرة وكريمة في كل بلدان العالم.

أولاً، يجب أن نشير إلى أن استخدام الأسلحة النووية هو خيار لا إنساني وإجرامي وغير مسؤول ويمكن أن يكون له عواقب وخيمة على المدنيين والبيئة، مما ينتهك ويُضر القيم والمبادئ الإنسانية، ولهذا يجب أن تكون إستراتيجية الدفاع والأمان والأمن في كل دول العالم حذرة ومعتدلة وبعيدة عن هكذا خيار، مما يوجب البحث باستمرار عن الحلول الدبلوماسية والسلمية لحل النزاعات، وبشكل خاص بما يخص الصراع العربي الإسرائيلي المعقد.

ثانيًا، إن مكونات الحقد والتعصب والأصولية والاستهتار والكراهية والسعي لقتل الآخر المختلف هي صفات ومعتقدات مرّضية لا تُنمي عناصر الحوار والتفاهم اللازمة لحل النزاعات في المنطقة، ولذلك من الضروري أن يعمل الزعماء والسياسيين والمسؤولين في الدول العربية ودولة إسرائيل تحديداً، وباقي قادة دول العالم الحر بشكل خاص، على تحقيق التواصل وفتح قنوات الحوار مع جميع الأطراف المعنية من أجل تجنب الحروب وأعمال العنف وتعزيز السلام والاستقرار، واحلال السلام العادل والمستدام في الشرق الأوسط.

ثالثًا، إنه من المهم أن لا نرى بعين واحدة، ونركز استنكاراً ونقداً فقط على كلام الوزير الإسرائيلي اللاانساني والهمجي، والذي عملياً وإنسانيا وعواقب لا يختلف كثيراً عن بربرية وعدائية وأصولية من يرفع شعار الموت لأميركا ولإسرائيل، ويدعوا علناً إلى إزالة دولة إسرائيل ورميها في البحر، كما هو واقع وحال خطاب وثقافة حكام إيران الملالي، وكل أذريعتهم الميليشياوية في لبنان وسوريا واليمن وغزة والعراق، وغيرهم الكثير من دول العالم الثالث الجهادية، وكذلك المجموعات الأصولية والجهادية والإسلامية السياسية كافة من مثل  حزب الله وحماس والقاعدة وداعش وكل متفرعات جماعة الإخوان المسلمين، وباكو حرام والعشرات من المنظمات التي تؤمن بنفس ثقافة ومخططات الملالي الجهادية.

في الخلاصة، لا فروقات بالمرة، بين أخطار وبربرية ولا إنسانية دعاة الأصولية والجهادية وقتل الآخر المختلف، كائن من كانوا، أفراداً ودولاً ومنظمات وفي مقدمهم جمهورية ملالي إيران وحكامها الدكتاتوريين، وبين كلام الوزير الإسرائيلي إلياهو المستنكر، كون لغة العنف وقتل الآخر المختلف، والتسوّيق لهكذا ثقافة وممارسات وشرعنتها لا يخدم مصلحة أي طرف، ولا يساعد في حل النزاعات أكانت كبيرة أو صغيرة بطريق حضارية وسلمية وبناءة.

من هنا، وباختصار، إن لا مصداقية لأي نقد واستنكار وشجب، يركز فقط على كلام الوزير الإسرائيلي المتعصب والأصولي والمستنكر والمدان، عملاً بكل المعايير الإنسانية والحقوقية، ولا يأخذ نفس الموقف، وربما اشداً منه استنكاراً علنياً، لكل ما يخص ثقافة وفجور وأصولية وجهادية وحقد من ينادي برمي إسرائيل في البحر، ومن يرى في أميركا وإسرائيل شياطين ويجاهر بكرههما وبالعداء الأبدي لهما.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com

في اسفل الخبر الذي هو موضوع التعليق في أعلى
وزير إسرائيلي: إلقاء «قنبلة ذرية» على غزة أحد الاحتمالات..نتنياهو يستبعده من اجتماعات الحكومة لأجل غير مسمى
تل أبيب/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/2023
أثار وزير إسرائيلي الجدل بتصريحات تضع إسقاط قنبلة ذرية على غزة «أحد الاحتمالات» في الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، فيما رد رئيس الحكومة الإسرائيلية على تلك التصريحات باستبعاده من اجتماعات الحكومة لأجل غير مسمى. وكان وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، قال في مقابلة مع إذاعة «كول باراما» نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليوم (الأحد)، عندما وجه الصحافي سؤالاً : «هل ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة؟»، فأجاب الوزير: «هذا أحد الاحتمالات، كما أنني أتمنى عودة الأسرى، لكنّ هناك أثماناً في الحرب، هذه طريقة لفحص ما يخيفهم وما الذي سيخلق الردع».وقال إلياهو في تصريحاته إن «الجيش الإسرائيلي يوجه ضربة قوية لـ(حماس)»، مشيراً إلى أنه غير راضٍ بنسبة 100 في المائة عن أداء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علق حضور إلياهو اجتماعات الحكومة بعد هذه التصريحات، إلى أجل غير مسمى. كان نتنياهو قد علق على كلام وزير التراث، في وقت سابق، قائلاً إنه «منفصل عن الواقع». وقال نتنياهو: «إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقاً لأعلى معايير القانون الدولي لمنع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، وسنواصل العمل على ذلك»، حسب قوله. وعلق أحمد الطيبي عضو الكنيست العربي، حسبما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي»، قائلاً: «وزير في الحكومة الإسرائيلية يقترح إلقاء قنبلة ذرية على غزة تمحو جميع سكانها (بما في ذلك الإسرائيليون). لا توجد كلمات لأتحدث بها عن هذا».
فيما علق يائير لبيد زعيم المعارضة الإسرائيلية على تصريحات عميحاي إلياهو، قائلاً: «تصريح صادم ومجنون من وزير غير مسؤول، لقد أساء إلى عائلات الأسرى، وآذى المجتمع، وأضر بمكانتنا الدولية، على نتنياهو أن يطرده من الحكومة». رئيسة حزب ميرتس زهافا غالؤون، وصفت الوزير، بـ«صفر ابن صفر»، مطالبة إياه بإرسال أبنائه للقتال. وقالت: «وزير شؤون لا شيء عميحاي إلياهو يقترح إسقاط قنبلة ذرية على القطاع! وماذا بخصوص الأسرى؟ يقول إن هناك ثمناً للحرب! اذهب وأرسل أبناءك ليدفعوا هذا الثمن». أما زعيمة «حزب العمل» ميراف ميخائيلي، فقالت: «تصريحات الوزير إلياهو سخيفة وخطيرة، يجب طرده من النظام السياسي». وتشن إسرائيل قصفاً مدمراً منذ شهر على قطاع غزة المحاصر، أسفر عن مقتل نحو 9500 شخص، معظمهم مدنيون، ونصفهم من الأطفال، وفقاً لمسؤولين في الصحة الفلسطينية.