كلمات اللحظات الأخيرة؛ من الكاتب والمخرج ي. يوسف الخوري إلى السيد نصرالله قبل اطلالته اليوم…لا تصدّق أن سلاحَك يحمي لبنان ويحمينا، وعليك ألّا تتلفّظ بهكذا هرطقات خلال استعراضك اليوم

607

كلمات اللحظات الأخيرة؛
الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/03 تشرين الثاني/2023

أردتُ قولها الآن وقبل ظهور حسن الاستعراضي بعد قليل، لأنّ ترجمتها قبل خطابه ستختلف عن ترجمتها بعده. أمّا قولها بعد الاستعراض، فقد يعرّضني إلى تُهم التعامل والخيانة وتهديد السلم الأهلي.

ما ستقوله اليوم يا حسن، لن ينفع، وقد يضرّ! وتجنيد وسائل الإعلام اللبنانيّة، وأبواقك المحليّة، للترويج لإطلالتك الهوليووديّة المُرتقبة، لن يرفع من شأنك، ولن يغيّر حرفًا ممّا كُتِب!

لا أعرف لماذا ينتظر الناس كلمتك، خصوصًا أنّ الحرب على غزّة أثبتت كم أنت ضعيف وخارج القرار؛ ليس لأنّك تتحايل في موضوع “قواعد الاشتباك” وما استتبعه من هَبَل حربي، بل كَوْن الأحداث برهنت أنّك خارج المعادلة ولا أحد يأخذك في حسابه. إذا حذّرت بعض الدول الغربيّة من دخولك الحرب، فليس خوفًا ممّا ستفعله صواريخك بـ “ما بعد بعد حيفا”، وإنّما رأفةً بنا، كلبنانيين، وخوفًا علينا ممّا سيقع على رؤوسنا جرّاء طيشك في حال تجرّأت أن تطيش.

فلّا يغشّك الأشاوس ومدّعو الفهم والسيادة الممتعضين من كَوْن قرار السلم والحرب في لبنان في يدك، إذ لا قرار الحرب في يدك، ولا قرار السلم! اسمع نصيحتي ولا تصدّق مبيّضي الطناجر؛ قرار الحرب والسلم هو في يد إسرائيل وحدها، إذا أردتها أنتَ بعد قليل حيادًا وأرادتها إسرائيل حربًا، فستكون حرب! وإذا أردتها أنتَ حربًا وأرادتها إسرائيل هدنةً، فستكون هدنة! لذا، وحبّذا، لو تتراجع عن اطلالتك اليوم، وتوفّر علينا قليلًا من أوهامك وادّعاءاتك الزائفة بـ “الصلاة في القدس” و “محي إسرائيل من الوجود” و”النصر الإلهي” و “توازن الرعب”…
انت في عنق الزجاجة؛

إذا تجرّأت ودخلت الحرب، ولن تجرؤ، فسيكون سلاحك سبب دمار جديد للبنان وسنقاضيك أمام المحاكم الدوليّة على فعلتك هذه.
وإذا هادنتَ ولم تدخل الحرب، فسنسائلك منذ الآن “ما الحاجة لسلاحك”، ولن نقصّر في المطالبة بتسليم هذا السلاح الخردة الذي لم يخدم إلّا في استيلائك على آليّة صنع القرار في لبنان، كما لن نتوانى في محاكمتك بتهمة خيانة لبنان والإمعان في تدميره منذ حلّ الميلشيات بعَيد اتّفاق الطائف.
الأهم،
لا تصدّق أن سلاحَك يحمي لبنان ويحمينا، وعليك ألّا تتلفّظ بهكذا هرطقات خلال استعراضك اليوم، وتذكّر جيدًا أنّه في العامين 1996 و2006، نحن، المسيحيين على وجه الخصوص، مَن حماك واحتضنك بوقوفنا في صفّك، ولولا موقفنا هذا لكنتَ اليوم في خبر “غزّة”. وكم كنّا سُذّج!!!

ملاحظة/ لقراءة كل مقالات الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري المنشورة على موقعنا اضغط هنا