رابط فيديو تعليق من موقع النهار للصحافي علي حمادة تحت عنوان: إسرائيل تتقدم وتخفي خسائرها وايران ترفع التحدي وماذا لو اعلن نصرالله الحرب؟/في حرب غزة إيران تنأى بنفسها وتُنازل المحور العربي

84

رابط فيديو تعليق سياسي من موقع جريدة النهار للصحافي علي حمادة تحت عنوان: إسرائيل تتقدم وتخفي خسائرها الكبيرة وايران ترفع التحدي. ماذا لو اعلن نصرالله الحرب؟/في حرب غزة إيران تنأى بنفسها وتُنازل المحور العربي/

هل سيعلن السيد حسن نصرالله انخراط حزبه بالحرب او يرسم خطوطًا حمراء

يكاد حصار مدينة غزة وشمال القطاع يكتمل. حماس تقاتل بقوة وإسرائيل تستعجل انتصارا لكن الحرب مكلفة.

بعد الحوثي، وبعد الفصائل العراقية هل سيعلن السيد حسن نصرالله انخراط حزبه بالحرب او يرسم خطوطًا حمراء ؟

وماذا عن الكلام الاميركي ان العد التنازلي لانهاء الحرب قد بدأ؟
02 تشرين الثاني/2023

حرب غزة: إيران تنأى بنفسها وتُنازل المحور العربي
علي حمادة/النهار العربي/02 تشرين الثاني/2023
مع بدء الاجتياح الإسرائيلي البري الواسع، وبعد مرور أكثر من 25 يوماً على نشوب حرب غزة في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”، بدأت تظهر ملامح تراجع كبير لاحتمال دخول إيران مباشرة في حرب ضدّ إسرائيل وحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في إطار ما يُسمّى “وحدة الساحات”.
ومع قيام طهران بخطوات تراجعية، فإنّها تدفع بوكلائها في المنطقة إلى انخراط أكبر في ساحات عدة، إنما محدود الفعالية، ولا يؤثر اطلاقاً على مسرح العمليات بين إسرائيل وحركة “حماس” والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. لكن اللافت، أنّ ابتعاد إيران عن خطر المواجهة الكبيرة في مقابل تقدّم أذرعها في الإقليم، أكان في العراق أم سوريا أم اليمن وصولاً إلى لبنان، يبقى منضبط الإيقاع الى حدّ بعيد.
فلم يعد الحديث يدور عن احتمالات امتداد الحرب إلى كل المنطقة في ضوء الانخراط الفاعل للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي، وإبدائهم الاستعداد المعلن لخوض حرب ضدّ أطراف ثالثة. والمعني بالأطراف الثالثة إيران التي تعرف قيادتها أنّ هذه الحرب جدّية، وأنّ الالتزام الأميركي حقيقي ولا يندرج في سياق الحرب النفسية فقط. بل إنّ الحشد العسكري الأميركي والأطلسي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية في البحر الأبيض المتوسط موجود للاستخدام وليس للاستعراض. لذلك كله، بدأنا نسمع أصواتاً مختلفة صادرة عن المسؤولين الإيرانيين عمّا كان الحال في الأسبوعين الأوليين للحرب.
إنّ إيران البراغماتية تلعب لعبة نفوذ في المشرق العربي وتعرف قوانين اللعبة جيداً. وتعرف أنّ اعتبار إسرائيل وأميركا أنّ الحرب الدائرة لها طابع وجودي معناه ضرورة انكفاء طهران ريثما تمرّ العاصفة. لكن ثمة هوامش يمكن التحرّك ضمنها، كالإيعاز لأذرعها في العراق أو سوريا أو اليمن، بمهاجمة قواعد أميركية ببضع مقذوفات صاروخية من الجيل القديم، فيما يُعهد للذراع الأهم في المنطقة أي “حزب الله”، بمهمّة مناوشة الإسرائيليين، ومشاغلة قسم من الجيش الإسرائيلي تحت عنوان تخفيف الضغط عن حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” من خلال إجبار الجيش الإسرائيلي على حشد عدد من قواته عند الحدود مع لبنان وسوريا. هذه هوامش معقولة حتى الآن، ولا تؤثر كثيراً على نهائية الصراع الدائر في غزة.
والحقيقة أننا يقيناً لا نعرف مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على بلوغ أهدافه، لأننا نجهل القدرات الفعلية لـ”حماس”. ويمكن لهذه الأخيرة أن تفاجئ العالم بإفشال الحملة البرية وتكذيب معظم التوقعات.
في مكان آخر، تسعى طهران للتعويض عن كونها تطلب اليوم السلامة لنفسها بمحاذرة التورط في حرب بهذا الحجم، فتفتح جبهات ميدانية ودعائية ضدّ دول المحور العربي وفي مقدمتها السعودية والإمارات والأردن والمغرب، تحت شعار شيطنة مواقف هذه الدول الأربع مما يجري في غزة. طبعاً إنّها حملة دعائية واسعة النطاق في وسائل التواصل الاجتماعي ضدّ هذه الدول العقلانية وفي مقدمتها الإمارات والسعودية. لكنها أيضاً حملة أمنية – عسكرية منسّقة، تارة للتهويل على السعودية بتحرشات الحوثيين المتكرّرة، والضغط على الحدود الأردنية مع العراق، وأخيراً تفعيل ورقة تنظيم “بوليساريو” (مع الجزائر) ضدّ المغرب الذي تجلّى بالاعتداء على مدينة السمارة في الصحراء المغربية وسقوط ضحايا مدنيين فيها.
ستنتهي الحرب في غزة. وبصرف النظر عمّا إذا كان باستطاعة تل أبيب أن تحقق أهدافها العسكرية أم لا، ستظهر صورة الكارثة وخلفياتها الحقيقية.

إسرائيل و”حماس”… حرب وجودية للطرفين
علي حمادة/النهار العربي/30 تشرين الأول/2023
ليلة الجمعة – السبت انطلقت الحملة البرية الإسرائيلية عل قطاع غزة. وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أطلق على الحملة انها المرحلة الثانية، وآخرون أطلقوا عليها تسمية التوغلات المحدودة. لكنها من الناحية العملية بداية الاجتياح البري لما يعادل نصف مساحة قطاع غزة، حتى وادي غزة الذي أمر الجيش الإسرائيلي سكان القطاع الشمالي بمغادرته الى المناطق الواقعة جنوبه.
طبعا خرج مئات الآلاف من سكان مدينة غزة والمحافظات الشمالية، لكن ما يقارب 70 ألف نسمة إلى 100 ألف لا يزالون في القاطع الشمالي. وهذه معضلة كبيرة بالنسبة الى المعركة التي تتراءى لنا في الأفق.
كل ما قيل عن تأجيل الحملة البرية لم يكن صحيحاً، فقط جرى تغيير المصطلح في سياق حرب العلاقات العامة التي يخوضها الإسرائيليون ومن خلفهم الأميركيون على الصعيد العالمي.
إذاً نحن أمام حملة برية متدرجة وعلى مراحل كما أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي في المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه الى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بني غانتس ليلة السبت المنصرم. واللافت ان الأخير ربط خلال مداخلته بين الحرب الحالية وحرب 1948، وأطلق على الحرب الدائرة اليوم ضد حركة “حماس” تسمية “حرب الاستقلال” الثانية. بمعنى أنه أضفى على الحرب الراهنة صبغة وجودية وليس سياسية. وبالتالي فإن الخطوات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية في هذه الحرب مرتبطة حسب هذه القراءة الطوفانية بمصير إسرائيل أكثر مما هي مرتبطة بمصالحها او تموضعاتها الإقليمية. من هنا وبالرغم من فداحة قضية الرهائن بحوزة “حماس” والفصائل في غزة بالنسبة الى إسرائيل، فإن قراءة الموقف لا تتعلق بالحسابات السياسية او الإنسانية الشعبية الفورية، بل بما انزلته عملية “طوفان الأقصى” من اضرار وجودية كيانية بإسرائيل لن تمحى آثارها لأجيال قادمة. ولذلك فإنها تحتاج الى الحملة البرية او سمها الاجتياح البري الذي تهدف من خلاله الى سحق حركة “حماس” في قطاع غزة.
لكن الحملة البرية ليست خطوة بسيطة من طرف واحد. فحركة “حماس” والفصائل في غزة قادرة على تحويل ارض المعركة الى ارض “ملحمية”. وبصرف النطر عن التفوق النوعي في السلاح والقدرات بين إسرائيل والفصائل في غزة يمكن ان تفشل الحملة البرية، وأن تصاب تل ابيب بعطب اكبر بكثير من عطبها الحالي.
ان الحرب التي دخلت مرحلة الحملة البرية الإسرائيلية ضد غزة، تندرج في سياق حرب وجودية تخوضها إسرائيل. بالمقابل انها حرب وجودية بالنسبة الى حركة “حماس” والفصائل التي تعرف جيدا ان هدف الحرب هو سحق هذه القوى في قطاع غزة وإنهاء سلطتها عليها الى الأبد. و”حماس” تعرف جيداً ان الطرف الذي يقوم من خلال حربه بقتل آلاف من المواطنين يهدف في نهاية المطاف إن استطاع أن يقتلعها من غزة.
ما تقدم واقع يدركه الإيرانيون. وهم يحركون معظم وكلائهم في المنطقة من العراق الى سوريا ولبنان واليمن لرفع تكلفة حرب إسرائيل على “حماس”. وإذا ما استثنينا “حزب الله” فإن تحريك الوكلاء الإقليميين لإيران لا يزن كثيراً في المعادلة. لكن ثمة سؤال: هل إيران مستعدة للمغامرة بـ”حزب الله” في حرب إذا ما اشتعلت قد تنتهي بتدمير جزء كبير من قدراته العسكرية ومعها لبنان المعتبر قاعدة متقدمة ومضمونة للمشروع الإيراني في الشرق الأوسط؟
اما المسار الدبلوماسي فمن المستبعد ان تتضح معالمه قبل ان تحدد ارض المواجهة في غزة او ربما مع لبنان موازين القوة الجديدة.