مروان الأمين/سردية حزب الله والممانعة في النقاش حول اسرائيل متماسكة اكثر من سردية السياديين…نحن امام نموذجين للبنان، النموذج المصري والاردني او نموذج غزّة

56

سردية حزب الله والممانعة في النقاش حول اسرائيل متماسكة اكثر من سردية السياديين…. نحن امام نموذجين للبنان، النموذج المصري والاردني او نموذج غزّة
مروان الأمين/فايسبوك/27 تشرين الأول/2023

تقوم مقاربة حزب الله على ان لبنان في حالة عداء مع اسرائيل التي تشكل تهديد دائم للبنان، ولا قدرة عسكرية للمؤسسات الرسمية الجيش على حماية البلد من خلال المواجهة الكلاسيكية للجيوش النظامية، بينما العمل العسكري غير الكلاسيكي على طريقة ال guerrilla هي اكثر فعالية في مواجهة جيش يملك قدرات عسكرية كبيرة كالجيش الاسرائيلي، كما ان القرارات الدولية لم تأتِ بأي فعالية لحماية البلد.

تماسك سردية حزب الله تعود الى أن مقاربة السياديين بجميع اطيافهم لعنوان “حماية لبنان” تلتزم بالقواعد التي رسمها حزب الله، بحيث لا يجرؤون على كسر هذه القواعد القائمة على فكرة مركزية وهي “لبنان في حالة عداء مع اسرائيل”.

هل من يجرؤ بين القوى السيادية على طرح مبادرة لحماية لبنان تقوم على ذهاب لبنان منفرداً الى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، كما فعلت العديد من الدول العربية بما فيها السعودية (صاحبة مبادرة بيروت للسلام)، للوصول الى اتفاق سلام يحمي لبنان كما حال دول الطوق الاردن ومصر؟

هكذا مبادرة تكسر الحلقة التي رسمها حزب الله له وكذلك لخصومه سواء لجهة المفردات او السقف السياسي، نعم حزب الله فرض على خصومه مفرداتهم وسقفهم في السجال السياسي معه، وجميعهم يلتزم بما رُسم لهم.

يطرح السياديون عنوانين في مواجهة سردية حزب الله وهما: بعضهم يطرح “الاستراتيجية الدفاعية” وهي عنوان فارغ اراده قادة ١٤ آذار “ورقة تين” لستر عورة تسليمهم بسلاح حزب الله، وآخرون يطرحون التمسك ب”القرارات الدولية” لحماية لبنان، هذه القرارات لا قيمة عملية لها بالنسبة للمجتمع الدولي ولاسرائيل ما لم تندرج في اطار اتفاقية سلام بين لبنان واسرائيل. حزب الله يعرف ذلك جيداً، ويناسبه السجال السياسي مع خصومه تحت هذين العنوانين “الاستراتجية الدفاعية” و”القرارت الدولية”، كلاهما يساهمان في تقوية حجّته ويُظهران ركاكة حجة خصومه.

نحن امام نموذجين للبنان، النموذج المصري والاردني او نموذج غزّة، لا يمكنك ان ترفض نموذج غزة من دون الوضوح في تبني النموذج المصري والاردني. التردد وعدم الجرأة على المجاهرة بخيار الذهاب منفردين الى السلام يعزز خيار الممانعة ب “تغزيز” لبنان.

حمى الله لبنان، والرحمة للفلسطينيين الأحياء قبل الاموات.