ترقب وحذر في جبل محسن بعد التفجير المزدوج/توقيـف خمسـة منهـم اتصـلوا بالانتحارييـن وردود فعـل محليـة ودوليـة منـددة بالانفجـار

293

ترقب وحذر في جبل محسن بعد التفجير المزدوج/توقيـف خمسـة منهـم اتصـلوا بالانتحارييـن وردود فعـل محليـة ودوليـة منـددة بالانفجـار

المركزية- 12/01/15

تسود حالة من الحذر والترقب منطقة جبل محسن بعد التفجير الانتحاري المزدوج الذي أدى الى سقوط 9 شهداء و37 جريحا مساءِ السبت الفائت، وفي حين تتواصل التحقيقات والتشديدات الأمنية حول موقع التفجير الذي لايزال مغلقا أمام الاهالي، يستمر الجيش اللبناني باقفل كافة الطرقات المؤدية الى الجبل. ومن اجل ضبط الشارع الطرابلسي، عُقدت اجتماعات عدّة بين مشايخ من طرابلس وعدد من العلماء بعيدا من الاعلام ويُنتظر ان يكون هناك بيان يدعو الى تهدئة النفوس وضبط الوضع خصوصا بعد ربط البعض التطور الأمني في سجن رومية بالتفجير المزدوج في جبل محسن.

قضائيا، ينتظر القضاء العسكري انتهاء التحقيقات الاولية في التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في جبل محسن السبت الماضي وتسببا بسقوط شهداء وجرحى لمعرفة ما اذا كان هناك محرضون ومتدخلون وشركاء للانتحاريين اللذين باتا معروفين ليصار الى الادعاء على من توصل اليهم التحقيق. وفي حال عدم اكتشافهم أو معرفتهم يصار الى إصدار مذكرة تحرّ دائم توصلا الى معرفتهم وكامل هويتهم. أما التعويضات الشخصية عن أرواح الشهداء فتبقى على عاتق الدولة.

وأفادت المعلومات “ان عدد الموقوفين على ذمة التحقيق في جريمة التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن ارتفع الى خمسة حيث يتم الاستماع إليهم في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي”، لافتة الى “ان التحقيقات والافادات الأولية لثلاثة موقوقين من آل خير الدين وافيوني وشمسين أظهرت انهم كانوا على تواصل مع الانتحاريين طه الخيال وبلال المرعيان، كما كانت لهم اتصالات مع موقوفين إسلاميين في سجن رومية يؤيدون تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام – داعش”، إضافة الى اتصالات بمنطقة الرقة السورية حيث يسيطر هذا التنظيم”. كما تحدثت المعلومات عن “ان الانتحاريين تواجدا في لبنان وتحديدا في طرابلس قبل تنفيذ العملية بنحو أسبوع”.

وفي وقت تمّ التأكد من ان طه الخيال لم يتصل بذويه قبل التنفيذ، أشارت معلومات أخرى الى “ان الانتحاري بلال مرعيان قد يكون اتصل بأحد أفراد عائلته وأبلغه بأنه سينفذ عملية انتحارية”. والتحقيقات التي لاتزال جارية تحت اشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وهي تركّز بشكل خاص على معرفة المكان الذي مكث فيه الانتحاريان قبل تنفيذ العملية، وما إذا كانا قد حصلا على الحزامين الناسفين هناك أو أحضرهما معهما من سوريا.

وتجدر الاشارة الى ان الجيش كان قد أوقف الانتحاري الخيال قبل نحو 8 اشهر على خلفية الحوادث في طرابلس. وبعد التحقيق معه تمّ الافراج عنه.

الى ذلك، تواصل الوفود تقديم العزاء الى أهالي الشهداء في جبل محسن حيث يُقام عزاء مشترك بين العائلات من الثالثة بعد الظهر وحتى السادسة مساء.

“العربي الديمقراطي”: وأكد المسؤول الاعلامي في “الحزب العربي الديمقراطي” عبد اللطيف صالح في حديث متلفز “اننا نجدّد ثقتنا بالاجهزة الأمنية والجيش اللبناني، لكن هذا الموضوع اكبر من ذلك ورأينا هذا في بيان “جبهة النصرة” أمس الذي توّعد مجددا جبل محسن، ونقول لهم “هَزُلت جدا”، لاشيء يثنينا عن ان نكون يدا واحدة ومتماسكين مع أهلنا في طرابلس كي نكون خلف المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية والجيش الذي يضرب الارهاب”.

ردود فعل: تزامنا، توالت ردود الفعل السياسية والدينية المندّدة بالجريمة الارهابية في جبل محسن وشدّدت على ضرورة وأد نار الفتنة، وأتت على الشكل الآتي:

مقبل: وفي هذا الاطار، استنكر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل العمل الارهابي الذي طاول جبل محسن، وقال “إن هذا التفجير الآثم يهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في لبنان لا سيما في منطقة الشمال”، مؤكدا “ان مثل هذه الاعمال لن تثني الجيش والقوى الأمنية عن متابعة مهامها وعزمها على مطاردة واعتقال هؤلاء المخربين”. وختم مقدماً التعازي الى ذوي الضحايا ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى.

زعيتر: الى ذلك، أجرى وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر اتصالا برئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي، مستنكرا الجريمة في حق الآمنين في منطقة جبل محسن في طرابلس، معتبرا “ان هذا العمل الاجرامي هدفه ضرب الأمن والاستقرار وإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وفي ظل الحوار القائم لتحصين الساحة اللبنانية”. وأكد “ان بالتعاون والتضامن والحكمة نحصن وحدتنا الوطنية ونتصدى لكل الفتن والمخاطر التي تحيط بنا وتهددنا، وان المرحلة الحالية تتطلب من الجميع الوقوف في وجه براثين الارهاب لنجنب لبنان النار التي تواجه المنطقة المحيطة بنا”، مقدما التعازي لذوي الشهداء الذين قضوا في الانفجار، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

شبطيني: اعتبرت وزيرة المهجرين اليس شبطيني “ان مرة أخرى تكون فيها مدينة طرابلس ومعها كل لبنان على موعد مع الارهاب الدموي الاعمى الذي يحصد المواطنين الابرياء من دون تمييز بين طائفة وأخرى ولا بين منطقة وأخرى، كأن القدر كتب على لبنان ان يستمر بدفع ضريبة الدم الغالية، وان يبقى شعبه متألما على طريق الجلجلة ناشدا السلام والمحبة والخلاص”. وقالت في تصريح “آن الاوان من اجل صحوة ضمير لدى كل مسؤول، وذلك من خلال العمل الوطني الموحد الذي يقي وطننا دولة وشعبا شرّ البلايا والفتن المتربصة والمتنقلة بدل الاستسلام وانتظار الآتي الاعظم”، معتبرة “ان العملية الارهابية التي حصلت، جاءت لتضرب الاستقرار الأمني والخطة الأمنية الناجحة في منطقة الشمال، وجاءت كذلك لتضرب وتزعزع جو الحوار السائد في البلد”. ولفتت الى “ان الحكمة التي تحلى بها جميع القادة والسياسيون والاهالي في تلك المنطقة قطعت دابر الفتنة وما كان يخطط له، وبرهنت الوقائع والمواقف انها اقوى من العواصف والحقد وبأنها فوق الجراح والآلام، لان المستهدف ليس منطقة جبل محسن وأهلها فقط، وانما المستهدف الاول والاخير هو عيشنا المشترك ووحدتنا الوطنية”.

هاشم: من جهته، اعتبر عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم “ان الإرهاب الذي طاول جبل محسن تجاوز حدود المكان لانه استهداف للأمن والإستقرار الوطني، وشهداء وجرحى العمل الإرهابي الإجرامي كانوا شهداء الوطن في كل انتماءاته ومناطقه، وهو ما عبر عنه اللبنانيون باستنكارهم وإدانتهم ورفضهم للارهاب وإجرامه أيا تكن هويته”. وقال في تصريح بعد جولة تفقدية له في منطقة حاصبيا “أمام هذا العمل الإرهابي، الذي يحاول استهداف مسيرة الإستقرار والحوار التي سلكت طريقها الصحيح لدرء الأخطار عن وطننا، أصبحت المسؤولية مضاعفة على اللبنانيين لمواجهة خطر الإرهاب بمزيد من الوعي والحكمة ووحدة الموقف الوطني والإلتفاف حول المؤسسات الأمنية والعسكرية لوضع حد لاصحاب النيات الخبيثة والتي تضع وطننا في دائرة الإستهداف الإرهابي”. ورأى “ان الحكومة مطالبة اليوم بالاستثمار على المناخ الوطني الإيجابي الذي واجه المؤامرة والإبتعاد عن حالة الإنقسام والخلافات ومقاربة القضايا والأزمات من زاوية المصلحة الوطنية الجامعة بعيدا عن بعض الأهواء والمصالح والمواقف السياسية، وهذه فرصة للحكومة للعودة الى تفعيل انتاجيتها بما يرتقي الى مستوى دماء الشهداء ووحدة الموقف اللبناني في محاربة الإرهاب وأدواته”.

قباني: دان مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني التفجيرات في جبل محسن، وقال “إن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت الآمنين في جبل محسن هي محاولات يائسة لايقاظ الفتن الطائفية والمذهبية، وجرّ لبنان الى صراعات المنطقة العربية، خصوصا وانها جاءت بعد الخطة الأمنية الناجحة في طرابلس والشمال، الأمر الذي يوجب اليقظة أكثر، وتعزيز الخطة الأمنية، وتعزيز أمن وسلامة اللبنانيين في جميع المناطق اللبنانية”.

وأجرى قباني اتصالا برئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي وواساه بالمصاب الأليم لجبل محسن وعائلات الضحايا، وأمل بمزيد من اليقظة والحذر من مثيري الفتن.

قبلان: الى ذلك، دان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان “التفجير الإرهابي الذي استهدف الآمنين والأبرياء في منطقة جبل محسن”، معتبرا “انه عمل إجرامي وعدوان سافر وجبان على لبنان واللبنانيين”.

وأشاد بـ”المواقف الوطنية الرافضة للفتنة التي صدرت عن أهلنا في جبل محسن وأهلنا في طرابلس”، داعيا الى “المزيد من التمسك بالوحدة ونبذ الخصومات والخلافات والصبر على الجراح رغم مرارتها لان الهدف هو إنقاذ لبنان وحمايته في حين ان عصابات الشر والتكفير والإرهاب تريد إدخالنا في المخطط الفتنوي الجهنمي الذي يهدم البلد ويحرق أصابع الجميع”. وأضاف قبلان “إن المرحلة دقيقة وصعبة وعلى اللبنانيين جميعا بكل مكوناتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية ان يكونوا على درجة عالية من المسؤولية واليقظة والعمل معا بكل ما أوتيوا من قوة وإمكانات على إفشال كل مشروع من شأنه تدمير لبنان والنيل منه ومن وحدة أبنائه”.

لحود: اعتبر الرئيس السابق إميل لحود “ان التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في جبل محسن واستهدفا مدنيين ابرياء في مقهى وأوديا بحياة شهداء ابرار واوقعا جرحى بين المدنيين، هما عملان ارهابيان بكل المفاهيم والمعايير، ولولا شهادة احد المدنيين الذي القى بنفسه على الانتحاري الثاني لكانت حصيلة التفجيرين عددا مضاعفا من الشهداء والجرحى”، مشيرا الى “ان فظاعة الجريمة الارهابية التكفيرية قابلها تشييع نبيل للشهداء والتفاف طرابلسي حول الجيل بتنفديد جامع للارهاب الذي لا يوفر احدا ويستهدف كل الناس والطوائف والمذاهب والجيش والامن بدليل استمرار خطف الرهائن العسكريين في جرود عرسال. عزاؤنا الحار الى ذوي الشهداء ودعاؤنا الشفاء للجرحى، وطلب واحد من الدولة، ان تحزم امرها وتنقض على اوكار الارهاب على مساحة الوطن، من دون اي تردد او تمييز، وبتنسيق كامل بين الاجهزة الامنية والاستخبارية، على ما يحصل أخيرا لن يكون ذلك ممكنا الا بتجفيف طرق الامداد والتدريب، ورصد العناصر الشابة التي تتعرض لغسل دماغ ممنهج وفقا للتفكير العدمي، زيفا باسم الدين، وكل دين من الارهاب براء”.

عبيد: اعتبر الوزير السابق جان عبيد “ان ما يستهدفه تفجير بعل محسن لا تقتصر أهدافه على بعل محسن فقط بل انه يريد نسف التهدئة بين التبانة وجبل محسن وضرب الهدوء في طرابلس والتهدئة في الوطن، وفي طليعة الاهداف ايضا الحوارات الجارية وفي مقدمتها الحوار الدائر في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، لافتا الى “ان وراء التفجير الخطير تخطيط متآمر بصير. والرد عليه لا يكون الا بأبصر منه: صيانة الهدنة وتطويرها الى تهدئة راسخة وانفتاح ثابت تعزيز وتسريع الحوار وانجاز محصلة ملموسة في العمق والمضمون، فتح باب الوطن امام تفاهمات اعمق وارسخ في ما يتصل بالسياسة والرئاسة والامن والاستقرار”. وختم “الادانة والتعزية لهذا النوع من الارهاب من باريس الى طرابلس لا تكفيان. سيف الوقت ان لم تقطع به وخلاله رؤوس الفتن والافاعي قطع هو رأس الحكومة والحوار والحرية ووحدة البلاد”.

“حركة النضال”: دان المكتب السياسي لـ”حركة النضال اللبناني العربي” “التفجيريين الانتحاريين في جبل محسن”، معتبرا “ان العمل الإرهابي يأتي في سياق ضرب الحوار بين الاطراف السياسية في البلد والذي يهدف الى تعزيز الاستقرار، ومنع وقوع الفتنة”، منوّها بـ”وعي أهالي وفاعليات جبل محسن، وعدم استدراجهم الى ردّ فعل جنب طرابلس انفجارا أمنيا”. كما نوّه بـ”استنكار أهل المدينة للجريمة والتضامن مع جبل محسن وتعزية اهالي الشهداء”، مؤكدا “ان طرابلس أظهرت بكل أحيائها ومواطنيها وحدة متماسكة في وجه الإرهاب ومن يقف وراءه”.

مجلس الأمن: دوليا، أعرب مجلس الأمن الدولي عن “إدانته الشديدة للعمليتين الانتحاريتين اللتين وقعتا السبت الماضي في مقهى في مدينة طرابلس شمالي لبنان ولأسفرتا عن سقوط 9 قتلى و37 جريحا”.

وأعرب أعضاء مجلس الأمن الـ15 في بيان بالاجماع، عن “صدمتهم من هذا الاعتداء الارهابي الذي تبنته “جبهة النصرة”.

وأكد “ضرورة ملاحقة منفذي ومنظمي الاعتداء”، مطالبا “الجميع في البلاد التعاون بشكل فاعل مع السلطات اللبنانية في هذا المجال”.

وأضاف البيان “ان اعضاء مجلس الامن دعوا جميع اللبنانيين الى المحافظة على الوحدة الوطنية أمام محاولات زعزعة البلاد، وجددوا التأكيد على ضرورة امتناع لبنان عن الانخراط في الأزمة السورية”.