لبوس الجردي من كندا/بأية قوة نفاوض ونحن عراة وعديمي الإمكانية التي تفرض ذاتها على جُلاس القرار

89

بأية قوة نفاوض ونحن عراة وعديمي الإمكانية التي تفرض ذاتها على جُلاس القرار.
لبوس الجردي من كندا/25 تشرين الأول/2023

أشباحٌ سوداء تلفُّ العالم…استفقنا على عهود كان السلام جنينا في رحمها، والمِشرط يُسَنُّ ليحين وقت المخاض فيُجهض عنه ولكن بأوجاع وألم وعذاب.
نتيجة الإجهاض اغتراب لنا وتبديل أحوال وانتحال أسماء جديدة بجنسيات جديدة كأنها هويات جديدة.
لن أصّبّ جام غضبي على جبناء وغباء وعماوة قادة من شرائحنا، لأن الوقوف على الدَوارِس لا ينفع ولا يجدي ولا يفيد.
وإذا تطلعنا ولو بشكل عَجول خجول، ننحو على جهل وخيانة مسؤولينا باللائمة… أغلاطهم خلقت ما نعاني منه اليوم على أرض الواقع. والسوآل، من تراه سبّب نكبتنا وانتكس وباع وتاجر وأورثنا الكوارث؟
لا يعقل ما نتخبط فيه، بأي حال نحن حيارى في هزائمنا، لنُقر ولا نختبي، ماذا فعل وكيف خدم الغدر مجتمعنا؟
لو حافظنا على ما كان عندنا من مخزون قتالي عسكري لَمَا كان نمي وكبُر واستكبر من يتبختر اليوم ويتطاوس على الساحة أمام عيوننا ونحن عُزّّل لا قدرة عندنا ولا سلاح لدينا للدفاع الذاتي.
يقول الجنرال ديغول:”عليك أن تمتلك القوة ليتسنى لك الجلوس على طاولة الكبار”.
بأية قوة نفاوض ونحن عراة وعديمي الإمكانية التي تفرض ذاتها على جُلاس القرار.
وأسفاه، لذلك نطرح السوآل كيف نصمد ونفاوض وإلى أين المسار والمصير؟ منطق الضعيف محكوم بالخضوع لمنطق القوة. لا حول ولا قوة إذاً إلا بأعاجيب القديسين العظماء عندنا.
إن من دفع الغالي والرخيص ودافع عن لبنان في الحرب هم المسيحيون…
واليوم ماذا وكيف نرد؟
نستحي من انحراف وانعدام الرؤية حتى بلغنا هذا الدرك.
يا ليتنا في المستهل توكلنا على قديسينا شربل ونعمة الله ورفقا، كانوا كفيلين بتخليصنا، ولكن لمَّا تهاونا واستخففنا بأقداسنا وقديسنا ومقادسنا ابتلينا بالخسران. مع كل ذلك ورغم ما يدور حولنا من مجازر ومصائب، لسنا خائفين لأن المدافعين الأصليين هم الأقدر والأفعل، فقط يتوجب علينا التوسّل والصلاة والاستشفاع للنجاة من مضايق ومقابح الويلات الحالّة حولنا مع الجيران.. رباه أعطيتنا جنة في قلب مشرقنا
فليبقَ حارسُها يمناك والعلمُ