رابط فيديو مقابلة من موقع “هنا لبنان” مع الصحافي نبيل بو منصف/حزب الله إذا فكّر لبنانياً لن يتدخّل في هذه حرب غزة

94

أقلّه صارحونا قبل الجحيم؟!
نبيل بومنصف/النهار/11 تشرين الأول/2023

مشروعية “الطوفان” في أرضه
نبيل بومنصف/النهار/09 تشرين الأول/2023

رابط فيديو مقابلة من موقع “هنا لبنان” مع الصحافي نبيل بو منصف/حزب الله إذا فكّر لبنانياً لن يتدخّل في هذه حرب غزة
في هذه الحلقة من “هنا منحكي”، يوضح نائب رئيس تحرير صحيفة النهار نبيل بو منصف، انعكاسات حرب غزّة على لبنان؟ فكيف علّق على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان من قبل جهات غير لبنانية؟ وما هو العامل الخطر في هذه الحرب؟
11 تشرين الأول/2023

في أسفل أخر مقالتين لنبيل بومنصف نشرت في جريدة النهار

أقلّه صارحونا قبل الجحيم؟!
نبيل بومنصف/النهار/11 تشرين الأول/2023
ثمة “قاعدة” تاريخية ثابتة ، عمرها من عمر الحروب في العالم ، وهي انه يمكن التحكم ببداية اي حرب ولكن يستحيل التحكم بنهاياتها . انطبق ذلك وينطبق على مر الحروب “العادية” التقليدية في التاريخ القديم والتاريخ الحديث ، فكيف مع حرب تخرج خروجا صارخا هو الأعنف في كل مجريات ثمانية عقود من حروب وصراعات وواقعات الصراع العربي الإسرائيلي الذي تمثله الحرب التي لا تشبه أي من سابقاتها الجارية الان بين إسرائيل وقطاع غزة بالكامل؟ليس ثمة حاجة بعد أيام من الجحيم الأشد عنفا الجاري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة عقب عملية “طوفان الأقصى” وكل الاهوال الحربية والقتالية والمقتلة البشرية المتدحرجة غير المسبوقة ، الى قدرات “المحللين الاستراتيجيين” ومواهبهم الفذة في التبشير بان الآتي سيكون اعظم واشد اثارة لكل الذعر الذي تستنفده يوميات الحرب . فنحن امام ما يجنح بنا الى حرب شرق أوسطية أوسع من نطاق المواجهات الجارية على ارض غزة والمستوطنات والبلدات الإسرائيلية . ولبنان “الدولة” الذي بدأت تلدغه النار في مطالعها ، هو أساسا اعجز من ان يجيب عن سؤال مبسط بسيط عما اذا كان ثمة تنسيق وتشاور وتوافق بين “الدولة” و”المقاومة” اقله وفق المعادلة المعمول بها علنا وضمنا . ولذا وامام التدحرج الخيالي لعنف مدمر ساحق قد لا نكون شاهدنا وشهدنا على مثيل له في تجارب الحروب في المنطقة كلها ، مع انها منطقة الدماء بامتياز ، ترانا وقبل انفلات كل الضوابط الباقية التي تحول دون التحاق لبنان بالكامل بالاهوال الحربية الجارية ، نتساءل عما اذا كان ما يعرفه الجميع عن التداعيات المتخيلة والواقعية لاي انخراط كامل للبنان في الحرب سيشكل هذه المرة العامل الأخير والوحيد لمنع الهول الاتي من ان يسحق بقايا البلد المنهار أساسا ؟
بصريح التعبير ، لا يزال “حزب الله” حتى الساعة ولو من ضمن مجريات تكتية قتالية وقواعد اشتباك مدروسة ومحددة ، ممسكا بما قد يكون ترجمة لقرار بتدخلات “جراحية” هي مزيج من انخراط مع شركائه وحلفائه من الفصائل الفلسطينية في غزة ولبنان ومن ضبط لهذا الانخراط بسقوف تأخذ في الاعتبار الوضع الانهياري لخلفيته أي كل لبنان بما فيها أولا مناطق قواعده الشعبية التي بدأت معالم النزوح منها تشكل اول مؤشر على الواقع المخيف الذي سيقبل عليه لبنان . بذلك يغدو “الافتراض” الحتمي والمنطقي هو ان تكون مسالك التنسيق بين الدولة اللبنانية والحزب المتمثل في الحكومة الزامية لاستكشاف الطريق الى اجتياز لبنان ما قد يكون احدى اخطر الحقبات التي بدأت في الشرق الأوسط كله ما دامت الحرب البادئة منذ صباح السبت الماضي تنذر باستحضار اساطيل القوى الكبرى الى مسرحها . قد لا يقدم ولا يؤخر أي تعامل “تقليدي” مع مطالع انزلاق لبنان الى الهول الحربي الزاحف من مثل التحذيرات التي لا تسمع والتنبيهات التي لا تقرآ امام وقائع جارفة تخطت كل ما كان قبل اندلاع هذه الحرب . ولكن اللبنانيين لا يملكون سوى الذعر تحذيرا وتنبيها وتخوفا قياسا بما عايشوه هم أيضا وبما قد يستحيل تصوره من وقائع مخيفة في حال انهارت كل الضوابط الباقية امام التورط الكامل في الجحيم المشتعل . اقله ليس اقل من التحسب الاستثنائي ل”الدولة” عبر مكاشفة اللبنانيين بما ينتظرهم هو ما ينتظرونه الان .

مشروعية “الطوفان” في أرضه
نبيل بومنصف/النهار/09 تشرين الأول/2023
خمسون عاما ويوم واحد فصلت ما بين “حرب العبور” او “حرب تشرين” في 6 تشرين الأول 1973 و”طوفان الأقصى” اللذين جمع بينهما عامل المفاجاة والمباغتة ومكنا الطرف العربي المبادر من تحقيق “انتصار الضربة الأولى” ضد إسرائيل ، مع فارق كبير في دوي الصدمة الهائلة المتأتية على إسرائيل من تنظيم “حماس” مقارنة بالجيشين المصري والسوري . وما بين هذين التاريخين امضى لبنان سنته ال 48 منذ اندلاع شرارة الحرب فيه وعليه عام 1975 التي بدأت حربا لبنانية – فلسطينية قبل اعتمال تطوراتها تباعا في المراحل اللاحقة وتفاعل عوامل أخرى فيها فيما هو لا يخرج من مناخات الحروب ولا يتحصن اطلاقا لحماية زمن السلم.
هذا الحدث التاريخي الخارق البارحة ، الذي شاهده لبنان بذهول اسوة بالعالم امام خرق تنظيم فلسطيني لاسطورة الردع الإسرائيلية ، لا يعني لبنان أولا وقبل كل دول المنطقة لخوف من تمدد الحرب المتدحرجة اليه فقط ، وانما اكثر من ذلك لتبين واقعه وكيفية تعامله مع تطور يحتمل ان يشعل اخطر حرب إقليمية واسعة .
والحال انه سيتعين على اللبنانيين ، من كل الاتجاهات والمواقع السياسية والطائفية وبمعزل عن حسابات انفعالية هي غالبا مبررة ولكن ليس هذه المرة ، ان يقرأوا مجريات مواجهة فلسطينية – إسرائيلية غير مسبوقة اطلاقا لجهة حجم المفاجاة الصاعقة التي حققها الطرف الفلسطيني خارقا هيبة الردع لإسرائيل بهذا الشكل المباغت من عين شديدة الموضوعية سواء بقدر عال من التعاطف مع الطرف الفلسطيني الذي بادر الى فتح المواجهة أي “حماس” ، او بدرجات اخف ، او بحذر وتخوف من ارتباطات هذا التنظيم الإقليمية ، لا فرق .
هذا الذي جرى هو في الحصيلة ، ويجب ان يبقى كذلك من عين لبنانية ، تطور تاريخي حققه فلسطينيون على ارض النزاع المحق للفلسطينيين ولا يجب التنكر لتاريخيته خصوصا في ظل انفجار الرعونة اليمينية المتطرفة في إسرائيل الى درجات مرعبة وضرب إسرائيل بعرض الحائط المسار الحتمي لتسوية الدولتين واسقاطها ودفنها . ولكن هذه التاريخية تستقي مشروعيتها او شرعيتها ، في مسار الصراع الفلسطيني مع إسرائيل وليس خارج أي معيار لئلا تدخل عوامل التوظيف الإقليمي والدولي عليها وتجنح بها الى صراعات أخرى تبعد عن قضية حقوق الشعب الفلسطيني من جهة وتورط “الميادين والساحات” الأخرى فيها وفي مقدمها لبنان من جهة أخرى .
في ظل المعادلة الميدانية التي رسمتها العمليات الاقتحامية الصاعقة ل”حماس” في قلب المستوطنات والبلدات الإسرائيلية بمنطق الصراع المصيري بين إسرائيل والفلسطينيين ، لا شك في ان انقلابا جذريا طرأ على الشرق الأوسط برمته ، ولكن على تراب القضية المزمنة وليس خارجها ابدا . الخطورة القصوى التي تتربص بالساعات والأيام المقبلة تتمثل في احتمال انزلاق الوضع الناشئ بكل ما حملته التطورات الاستراتيجية هذه الى حيث ما يستعيد تماما ما حصل قبل خمسة عقود . بعد حرب تشرين 1973 والانجاز التاريخي في العبور المصري لسيناء والتحرير السوري للجولان ، انقلب مسار الأمور فاعادت إسرائيل احتلال الجولان وعقدت الصلح المنفرد مع مصر . تختلف اليوم طبعا كل ظروف الصراع الا في جانب واحد هو عدم اتقان الحسابات الجديدة الناشئة عن يوم ” طوفان الأقصى” . ان لم يترك الفلسطينيون وحدهم ، من دون شركاء مضاربين خارج ارض الصراع يتهافتون على المغانم لن يملك احد الجزم بطبيعة ما سيأتي عليه اليوم التالي .