إيلي الحاج/الاغتيالات السياسية موضوعاً وحيداً للحوار مع الحزب الحاكم في لبنان

76

الاغتيالات السياسية موضوعاً وحيداً للحوار مع الحزب الحاكم في لبنان
إيلي الحاج/22 أيلول/2023
نقلاً عن موقع Info
سيأتي يوم عاجلاً أو آجلاً نجلس فيه كلبنانيين يعنينا حاضر بلادنا ومستقبلها، للحوار مع المسؤولين الخمينيّين في لبنان.
قد نختلف على كل شيء مع هذا التنظيم المسلح والذي يُسمّي نفسه حزباً، من السماء إلى تفاصيل ما يجري على كل الأرض، ولكن موضوع الحوار يجب أن يكون واحداً : الاغتيالات السياسية.
نريد أن نعرف وحقنا أن نعرف، مِن الحزب الحاكم في لبنان شئنا أم أبينا، على أي أساس يتقرر اغتيال سياسي أو إعلامي، أو أي ناشط ولبناني عادي، أو تركه قيد الحياة؟
ما هي الحدود، المسموح والممنوع،
وأين يقع “الخط الأحمر”؟
مِن رفيق الحريري إلى الياس الحصروني وكل مَن اغتيل بينهما. ما هي الأشياء التي إذا قالها إنسان، أو كتبها أو أقدم عليها، فسوف يلقى وجه ربّه، وما هي الأشياء أو الكلمات والأفعال التي يُمكن تمرّ مرور الكرام؟
ليس على سبيل المماحكة أو تسجيل النقاط ولا الإدانة ولا حتى الاستنكار. فما حصل قد حصل، ورحم الله جميع الموتى.
وفي السؤال اعتراف بحقيقة ما نعيشه وندركه، وإن كانت كرامتنا لا تسمح بالاستسلام له، وهو أن حزب الخميني، واسمه الرسمي “المقاومة الإسلامية في لبنان”، ينطبق عليه تماماً وصف “حاكمك ورَبّك” أيضاً. ولا يقرر سلام لبنان وحربه فحسب، بل حياتنا وموتنا الشخصي أيضاً.
وفقط من باب الحق في المعرفة، نسأل هل لا نزال نتنفس حتى الآن لأننا “قاعدين عاقلين؟”.
نريد من الحزب ما دام قابضاً على قرار الحق في الحياة لكل إنسان أو موته في هذه البلاد، أن يخبرنا بصدق وبوضوح تام، عن رؤيته إلى حقوق الحزب وواجباته تجاه كل مواطن ومقيم، كما إلى حقوق بقية الناس العاديين، المجرّدين من السلاح، وواجباتهم،
كي لا يُعرّضوا أنفسهم لاحتمال فقدان حياتهم لسبب مجهول.
أخبرونا أين أخطأ كل واحد.
فنحن الذين في صف الضحايا، المنحازين إليهم، من زمن التصفيات في صفوف كوادر اليسار اللبناني، ندرك تماماً أن هذا الحزب لما ارتقى إلى السلطة وصار الحزب الحاكم في هذه الجمهورية السيئة الحظ لولا الاغتيالات السياسية وفضلها عليه.
وأن أسهل مهمة عنده هي إزاحة أحدهم، أياّ يكن، من درب الحزب وصعوده إلى السلطة.
وأنه طويلاً ما مارس وتمرّس في عمليات مشابهة ضد العدوّ، فما أسهل تطبيقها على أناس آمنين مجردين من السلاح.
نعم للحوار. وليعف الله، مرة أخرى عمّا مضى. شرط أن يتوجه إلينا الحزب إلينا صراحة، ويبلغ اللبنانيين الذين لا يوافقونه أفكاره أنه عدل نهائياً عن العنف في الداخل، واستخلص العِبَر من إثارة أحقاد هائلة بسبب اعتماد أسلوب القتل في سبيل الصعود إلى السلطة.
وأنه يضع نقطة على السطر.
نطلب ونعرف أنه غير مضطر للإجابة وحتى لإلقاء بال، لأنه مسلح ويؤمن بالقوة المادية والعنف، ولسنا مسلحين ولا نؤمن بالقوة المادية والعنف، لاإنسانياً ولا في العمل السياسي والوطني.
لو كنا في حرب كما في الزمن الأسود بين 1975 – 1990 لكان الاغتيال جرّ إلى اغتيال مضادّ، ولكان توقف سيل الدم المتقطع بفعل توازن الخسائر ربما.
لكننا الحمدلله لم نعد في زمن الحرب الأسود. ولا أحد يريد العودة إليها.
الجميع أخذوا العِبَر من الحرب، عدا حزب واحد يُمارس الحرب من طرف واحد ضد اللبنانيين. يقتل بعضهم جسدياً ليقتل من خلالهم الجميع معنوياً. وليس ضرورياً أن يغتال على الدوام، بل من حين إلى حين، ومن باب التذكير لتسود الرعية الرهبة.
خصوصاً أنها لا تعرف لماذا صدر الحكم الأقصى في حق هذه الضحية او تلك، ما دام التحقيق في كل الأحوال، إما لا يحدث، أو يتوقف عند نقطة معينة ولا يعود أحد يعرف عنه شيئاً.
وحده الرئيس رفيق الحريري عرفنا من أعلى هيئة قضائية دولية أن خلية أمنية من التنظيم المسلح قد اغتالته، وبعد ذلك؟ لا شيء. أعلى ما في خيلكم اركبوه.
حوارٌ كهذا في عمق الموضوع أجدى بما لا يُقاس من حوار حول من يتولّى الرئاسة، أو مَن يشكل الحكومة وكيف ستكون، لأنه يتناول الثقة المفقودة ما دام لا كبير في هذه الجمهورية فوق رأسه خيمة من الغضب الحزبي الإلهي، ولا أمان؟