سلوى فاضل/ايران الرسمية تتضامن مع فرنسا.. واعلامها اللبناني يشمت

354

ايران الرسمية تتضامن مع فرنسا.. واعلامها اللبناني يشمت
سلوى فاضل/جنوبية/الجمعة، 9 يناير 2015

استغلت ايران الضربة التي تعرض لها الاعلام الفرنسي لتميز خطابها الديني الشيعي عن الخطاب السني السلفي. ايران ترسل رسائلها المدنيّة في سبيل جذب الغرب اليها؟ كيف؟ أجمعت وسائل الاعلام العربية على ادانة الاعتداء على صحيفة “شارلي ايبدو” الفرنسية وقتل 12 صحفي من فريقها وابرز ما ورد كان ما قالته الحياة السعودية على صفحتها الاولى: “إرهابيون ضربوا قلب باريس بدم بارد”. واعتبرت الحياة ايضا ان ما حدث عبارة عن «11 أيلول» فرنسية تهز الرأي العام الغربي.. وتربك المسلمين”. فيما وصفت صحيفة الشرق الاوسط الاعتداء على انه “مذبحة في اجتماع التحرير”. وسرعان ما توالت التنديدات العربية والإسلامية والعالمية بالاعتداء الذي وصفه الأزهر بأنه «عملا إجراميا». وأكدت جامعة الدول العربية استنكارها للهجوم. وبدورها أدانت كل من السعودية والإمارات وقطر والأردن والعراق الاعتداء.

ولكن على عكس جميع الصحف اللبنانية غردت “الاخبار” خارج سربها كونها صحيفة طهران في لبنان، وطهران طبعا ادانت الاعتداء، لكنها اعتبرت ان “الاعتداء على شارلي إيبدو غريبٌ عن الاسلام” كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم.

هجوم مسلح
وبالطبع هذا التصريح يلمح الى ما اوردته الاخبار من ان “الدولة الفرنسية سمحت، منذ السبعينيات، للمال السعودي بالعمل بحرّيّة في مجال الدعوة والتبليغ. حتّى كادت السلفية الوهابية أن تحتكر المراكز الاسلامية والمساجد والتعليم الديني داخل البلد… فالشيخ سلفي تدفع السعودية راتبه، والمسجد سلفي، والمحيط صار سلفياً. أنّ هذا هو اسلام «هم» لا اسلام «نا». هنا تتقدم فكرة الاسلامين والفسطاطين التي يروج لها منذ زمن الايرانيون، وبالتالي الشيعة الذين يرون في الاسلام الاثني عشري تقدما تمثلّه الثورة الاسلامية المعاصرة، في حين ان الوهابية هي السبب في التشدد والتخلف والعنف وغيره. وجاء هذا العمل الارهابي ليفتح الباب من اجل ان ترسل ايران رسالتها الجميلة عن مذهبها، كما فعل ذلك الامام الخميني حين ارسل رسالته الشهيرة لـ”ميخائيل غورباتشيف” رئيس للاتحاد السوفييتى آنذاك عبر سيدة ايرانية، وحاليا عبر تعيين امرأة ناطقة باسم الخارجية الايرانية، اضافة الى نقل صور عن المجتمع الايراني الجديد. علما ان المتذمرين من المعارضة الايرانية ينقلون اجواء التزمت التي تحاول السلطات الدينية فرضها ونعود بالذاكراة الى فتوى الامام الخميني ضد سلمان رشدي في العام 1989 حيث تم خلالها اهدار دم الكاتب البريطاني الهندي بعيد اصداره كتابه الشهير(آيات شيطانية) والتي حاول تنفيذها شاب لبناني من منطقة صور وقتل على اثر هذه العملية الفاشلة، اضافة الى سلسلة التفجيرات التي طالت باريس في العام 1984 على يد فصائل اسلامية مدعومة من ايران الاسلامية. ويمكن القول ان ما كان مسكوت عنه على صعيد الافصاح عن التميز المذهبي بات اليوم مطلوبا جدا ولم يعد من داع لتخبئته. وان كانت مسألة الاعلان عن الوحدة بكافة وجوهها نوع من مسرحية تأخرّ اخراجها.