حازم الأمين/نصرالله للبنانيين: انفجار 4 آب …”حادث أليم”…ستكون “حادثاً أليماً” بعد أن يحاسب كل من شارك في الجريمة، وقبل ذلك سيرافق المضمون السياسي للانفجار “حزب الله” لأجيال وأجيال، وسيسجل في سيرته أنه نجح في تعطيل العدالة لربع سكان العاصمة

67

نصرالله للبنانيين: انفجار 4 آب …”حادث أليم”…ستكون “حادثاً أليماً” بعد أن يحاسب كل من شارك في الجريمة، وقبل ذلك سيرافق المضمون السياسي للانفجار “حزب الله” لأجيال وأجيال، وسيسجل في سيرته أنه نجح في تعطيل العدالة لربع سكان العاصمة.

حازم الأمين/موقع درج/05 آب/2023

ستكون “حادثاً أليماً” بعد أن يحاسب كل من شارك في الجريمة، وقبل ذلك سيرافق المضمون السياسي للانفجار “حزب الله” لأجيال وأجيال، وسيسجل في سيرته أنه نجح في تعطيل العدالة لربع سكان العاصمة.
اقترح أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله على اللبنانيين، اسماً جديداً لواقعة انفجار مرفأ بيروت في العام 2020، والتي أفضت إلى مقتل نحو 235 شخصاً وجرح أكثر من خمسة آلاف وتدمير ربع العاصمة وتشريد عشرات آلاف العائلات. الاسم الذي اقترحه نصرالله هو “الحادثة الأليمة”، وفي خطابه الأخير نفسه، شنّ نصرالله هجوماً على ما أسماه محاولة تسييس الحدث!.
في عرف السيد أن فاجعة من هذا النوع ليست حدثاً سياسياً!، فالسياسة في أيديولوجيا الحزب هي النجاح في اعتبار الانفجار “حادثاً أليماً”، لا بل هي تورية كل الوقائع الفعلية المتصلة بالحادث. أما السياسة بوصفها إدارة مصالح الناس وحمايتهم من الفساد والارتهان والانفجار والإفلاس، فهي دأب الاستعمار، ودأب الساعين الى إلحاقنا بثقافة المحاسبة والعدالة واستعادة الحقوق.
أي محاولة لـ”تسييس التحقيق” هي من فعل الاستعمار، وهي تطبيع مع العدو واستدراج المقاومة إلى دائرة المساءلة والمحاسبة. عناصر التحقيق تنطوي على تواطؤ رؤساء ووزراء ومسؤولين أمنيين، على إدخال نترات الأمونيوم إلى المرفأ وعلى تخزينه لسنوات وسنوات في العنبر رقم 12، ولاحقاً على تفجيره. ونصرالله يريد من المحقق العدلي أن يستبعد هذه العناصر كلها، وأن يباشر تحقيقاً بالانفجار بوصفه “حادثاً مؤلماً”!.
السياسة في العالم اليوم تعتبر أن زلزالاً يصيب بلداً هو حدث سياسي، والحكومات التي لم تستعد لاحتمالات الزلزال تتم محاسبتها، ويُجرى تقصٍّ حول احتمالات فساد أفضى إلى الانهيار السهل للمباني على رؤوس السكان. انفجار هو الثالث في العالم من حيث قوته، وتسببت به شحنة أمونيون لمصلحة شركة سورية، وتم تخزينه على نحو مكشوف في المرفأ، وحصلت هذه الوقائع كلها في ظل سلطة فاسدة سرقت أموال الناس، وتم إبلاغ الرؤساء والوزراء والمسؤولين الأمنيين بها، وفي الوقت نفسه يريد نصرالله من المحقق العدلي عدم تسييس التحقيق!
الاسم الذي اقترحه نصرالله هو “الحادثة الأليمة”، وفي خطابه الأخير نفسه، شنّ نصرالله هجوماً على ما أسماه محاولة تسييس الحدث!.
السياسة يجب أن تقتصر على كشف ملابسات الانفجار، وجميعها تأخذ إلى السلطة التي يتربع نصرالله على رأسها. فالهجوم الذي باشره السيد منذ اليوم الأول للتحقيق، وأطاح بفعله المحقق العدلي الأول فادي صوان، ثم استئنافه الهجوم على المحقق الثاني طارق البيطار، لا يدع مجالاً للشك بأن الحزب لا يريد للحقيقة أن تظهر. هل تذكرون واقعة توجّه مستشار نصرالله، وفيق صفا، إلى قصر العدل وتوجيهه تهديدات مباشرة الى البيطار؟ الحزب مثل رأس حربة الهجوم، ومن دون تورية أو مواربة هذه المرة!
التحقيق، تقنياً، لا يبدو أنه مهمة صعبة. الوقائع مسجلة وموثقة. خط سير الباخرة المحملة بالنيترات صار واضحاً، والشركة التي استوردت معروفة، وإعطاء الأمر بتفريغه أيضاً، ثم تخزينه ولاحقاً تفجيره.
ثم ننتقل إلى الاحتمالات، وجميعها سنقع فيها على فضائح ستصيب جمهورية السيد اللبنانية. كل القوى السياسية على طرفي الانقسام اللبناني شريكة بالجريمة، مع فارق أن “حزب الله” تولى قيادة الهجوم على طارق البيطار. أمل والمستقبل والتيار العوني، كانوا هناك، لكن هؤلاء جميعهم هم أركان دولة الحزب، الذين يعتمد عليهم نصرالله في تسخير منشآت الدولة ومؤسساتها في مهامه اللبنانية والسورية والعراقية واليمنية، ولا بأس حيال ذلك كله بفساد وتواطؤ… وانفجار!
“النيترات وصل ليُرسل إلى النظام السوري”… “ثمة طائرة إسرائيلية أغارت على مخزن النيترات”… “الكمية المتفجرة هي أقل من ربع الكمية التي وصلت، وذلك بعد أن تم تصدير غالبية النيترات إلى الجهة المستفيدة”. وحدها هذه الاحتمالات ما لم يتم توثيقه. أما القصة الكاملة للنيترات، فقد صارت في متناول كل اللبنانيين.
ستكون “حادثاً أليماً” بعد أن يحاسب كل من شارك في الجريمة، وقبل ذلك سيرافق المضمون السياسي للانفجار “حزب الله” لأجيال وأجيال، وسيسجل في سيرته أنه نجح في تعطيل العدالة لربع سكان العاصمة.