رابط فيديو مقابلة من تلفزيون “أم تي في” مع رئيس تحرير جريدة نداء الوطن الصحافي بشارة شربل تتناول العديد من الملفات اللبنانية الساخنة منها الإنتخابات الرئاسية، ووضعية رياض سلامة وحرب مخيم عين الحلوة ودور محور الممانعة الهادف للسيطرة على المخيمات الفلسطينة وعلى قرارها

57

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون “أم تي في” مع رئيس تحرير جريدة نداء الوطن الصحافي بشارة شربل تتناول العديد من الملفات اللبنانية الساخنة منها الإنتخابات الرئاسية، ووضعية رياض سلامة وحرب مخيم عين الحلوة ودور محور الممانعة الهادف للسيطرة على المخيمات الفلسطينة وعلى قرارها

03 آب/2023

من “نهر البارد” إلى “عين الحلوة”
جان الفغالي/نداء الوطن/3 آب 2023
حين اندلعت معارك مخيم نهر البارد، إثر اعتداء المتطرفين الإسلاميين بقيادة شاكر العبسي، على الجيش اللبناني، أطلّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ليعلن أنّ دخول المخيم خطٌّ أحمر. كان الاستغراب كبيراً أن يضع نصرالله «خطاً أحمر» أمام الجيش اللبناني، بدل أن يضع هذا الخط أمام المنظّمات الإرهابية في اعتداءاتها على الجيش. لكن عندما يُعرَف السبب يبطل العجب. فحين خرج شاكر العبسي من مخيم نهر البارد «بمكيدةٍ ما»، ظهَر في سوريا، وهذا يفسِّر لماذا وضع نصرالله خطاً أحمر أمام دخول المخيم، لأنّ ذلك كان يعني توقيف شاكر العبسي الذي تبيّن أنه أحد رجال سوريا، وهذا سبب حمايته من «حزب الله».
لكن الجيش اللبناني آنذاك، بقيادة العماد ميشال سليمان، لم يلتفت إلى التحذير الذي أطلقه نصرالله، فتخطّى الخط الأحمر ودخل المخيم، بعد سقوطه، وكان قائد العمليات الميدانية اللواء الشهيد فرنسوا الحاج، وثمة مَن يربط بين اغتياله وبين دوره القيادي في معركة نهر البارد، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلَّق بقيادة الجيش.
اليوم، هناك بعض أوجه الشبه بين ما جرى في مخيم نهر البارد منذ ستة عشر عاماً، وما يجري اليوم في مخيم عين الحلوة، وأحد أوجه الشبَه هذا الدعم اللامحدود للمجموعات الإسلامية المتطرفة، سواء في «التمهيد الإعلامي» لتبرئتهم مسبقاً مما جرى ويجري، أو من خلال الدعم اللوجستي بالسلاح والعتاد والذي كشفت المعارك أنه ليس ابن ساعته. بل إنّ التحضير له تمّ منذ شهور، حيث أنّ كثافة النيران ونوعية الأسلحة المستخدمة لدى المتطرفين الاسلاميين، اظهرت أنّ «جهةً ما» زوّدت هؤلاء بهذا الكم والنوع من الأسلحة، ومَن يملك هذا السلاح في لبنان؟ كما مَن لديه التسهيلات للتنقل ونقل السلاح؟ أو أن يغطي وصولها إلى المخيمات؟
اللعبة مكشوفة، ولا حاجة إلى «ترف» التحقيقات التي ستُفضي في نهاية المطاف، إلى تقرير يوضَع في أَدراج الإهمال، شأنه شأن آلاف التقارير الموضوعة في الأدراج والتي لا تُذكَر إلا لِماماً، وغب الطلب. على سبيل المِثال لا الحصر، أين اصبح تقرير التحقيق في اغتيال القضاة الاربعة على قوس المحكمة في صيدا؟ ويعرف الجميع أنّ القتلة نفذوا عملية «إعدام» القضاة وتواروا في مخيم عين الحلوة. مَن يتذكّر اسم أبو محجن؟
اليوم، أحدث نظرية هي «وحدة الساحات»، وربطاً بها، يُطرَح أكثر من سؤال حول تطورات سبقت انفجار الوضع في المخيم، ومن هذه التطورات «عودة مطلوبين من الخارج» وتحديداً من إحدى الدول الإقليمية، ومن العائدين مشاركون في المعارك الأخيرة، وأصيبوا بها، وتكشف معلومات موثوقة أنّ الذي دبّر عملية عودة هؤلاء المطلوبين، من الخارج، محسوب على حركة «حماس»، ويدعم «الشباب المسلم» وعلى رأسهم بلال بدر «المتهم» في نصب الكمين للعميد في حركة فتح محمد العرموشي.
هذه التفاصيل تعزز «نظرية» العمل على تثبيت «وحدة الساحات»، والمخيمات الفلسطينية في لبنان هي «ساحة من هذه الساحات» المطلوب ضمها إلى «غرفة العمليات الموحّدة» وألا تبقى خارج التنسيق، ولتحقيق هذه الغاية، لا بد من السعي الى إسقاط مخيم عين الحلوة في يد المنضوين تحت «نظرية وحدة الساحات»، وهنا يبرز الدور الخفي لحركة «حماس» ودورها التنسيقي مع «حزب الله». ويجدر التذكير بالصواريخ «الغامضة» التي انطلقت أخيراً من جنوب لبنان والتي لم يتبنَّ أحد مسؤوليته عن إطلاقها، على رغم أنّ التحقيقات بيّنت أنّ حركة «حماس» تقف وراء إطلاقها، للوقوف الى جانب غزّة عملاً بنظرية «وحدة الساحات».
كل هذه العوامل المتشابكة، ظهرت دفعةً واحدة في مسار معارك عين الحلوة، ليُطرَح معها السؤال الكبير: هل المعركة هي للسيطرة على المخيم لضمِّه إلى «غرفة عمليات وحدة الساحات»؟ هل هذا يعني أنّ هناك قراراً كبيراً، من الداخل والخارج، بضرب «فتح» لمصلحة «حماس» والمنظمات التي تدور في فلكها، بدعمٍ واضح من «حزب الله»؟ واستطراداً، لمَن سيكون القرار في مخيم عين الحلوة؟ وبعده لسائر المخيمات؟ هل تحسم المعارك الدائرة وجهة الجواب؟
قبل حسم الإجابة، لا بد من محاولة استكشاف مَن يعمل على تحريك مجموعات داعش وجبهة النصرة وجند الشام وفتح الاسلام، في المخيم؟
الممانعة ترى في المخيمات، وفق موازين القوى الحالية، «بيئة غير موالية لها» لا بد من إخضاعها، وما يجري منذ أسبوع هو محاولة الإخضاع.

وقف إطلاق النار في عين الحلوة يصمد نهاراً… وينهار ليلاً
محمد دهشة/نداء الوطن/3 آب 2023
إتفاق وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة صمد ولكنه بقي يتأرجح على حبال الالتزام حيناً والخرق أحياناً وإن كان محدوداً، وتجري معالجته سريعاً بإشراف ميداني من هيئة العمل المشترك الفلسطيني في لبنان على اعتباره طوق نجاة بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بين حركة «فتح» والناشطين الإسلاميين، وقد أسفرت عن سقوط 10 قتلى وأكثر من 60 جريحاً.
وأوضح مسؤول فلسطيني لـ»نداء الوطن» أنّ الجهود تركّزت على أمرين: تحصين وقف إطلاق النار وسحب المسلحين، وتشكيل لجنة التحقيق في جريمة الاغتيال التي تعرّض لها قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء محمد العرموشي ومرافقيه الأربعة، وكذلك جريمة قتل عبد الرحمن فرهود عند مفرق سوق الخضار قبل يوم واحد.
وفي المعلومات، فإنّ الاتصالات بوشرت مع الأطر الفلسطينية المعنية، حركة «فتح» ومعها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تحالف القوى الفلسطينية بما فيها حركة «حماس» و»الجهاد»، والقوى الإسلامية (عصبة الأنصار والحركة المجاهدة) لتسمية مندوب لكلّ منهم كي تباشر عملها، حيث تقرر ان تكون برئاسة اللواء معين كعوش وبمشاركة وبمشاركة قائد القوة المشتركة الفلسطينية اللواء محمود العجوري، لتباشر عملها على الفور.
ميدانياً، ورغم هدوء المخيم الذي خرق بشكل محدود، تبيّن أنّ الحركة بقيت حذرة وخفيفة في شوارع المخيم وأحيائه، خاصة في تلك التي شهدت اشتباكات بين الطوارئ والبركسات والصفصاف وحطّين وجبل الحليب، كما تبيّن انكفاء المسلحين من الشوارع إلى مواقعهم ومكاتبهم مع بقائهم على جهوزيتهم العسكرية، وقيام المئات من النازحين بتفقد منازلهم وممتلكاتهم والعودة إلى صيدا بعد أخذ احتياجاتهم بانتظار المزيد من الاطمئنان واستقرار الأوضاع الأمنية. كذلك تبيّن حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالممتلكات، إذ تضررّت مئات المنازل والسيارات والمحال التجارية، وسط تساؤلات عمن سيعوّض عليهم في ظلّ الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة، واستمرار وكالة «الأونروا» بإيواء النازحين في مدرستين من مدارسها في صيدا (نابلس) ومخيم المية ومية (عسقلان)، وقد تعاونت مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات المدنية عبر جمعية «عمل تنموي بلا حدود» – نبع، لتأمين كافة احتياجاتهم الإغاثية والإنسانية والغذائية.
سياسياً، أكّد مسؤول «حزب الشعب الفلسطيني» في لبنان غسان أيوب لـ»نداء الوطن» أنّ اتفاق وقف إطلاق النار داخل مخيم عين الحلوة طبّق بنسبة 99 في المئة، وأنّ السفير الفلسطيني أشرف دبور أعطى قراراً لقيادة الأمن الوطني الفلسطيني بالالتزام، كاشفاً عن تشكيل لجنتين من هيئة العمل المشترك، كل واحدة منهما مؤلفة من أربعة مسؤولين لمتابعة أي خرق مع طرفي الاشتباك. واعتبر عضو قيادة حركة «حماس» في الخارج علي بركة أنّ استمرار الاقتتال يضرّ بالمصلحة الفلسطينية، والعلاقات الأخوية اللبنانية – الفلسطينية، ويشكّل خطورة كبيرة على صعيد قضيتنا الوطنية الفلسطينية، وهي ليست بعيدة عن استهداف قضية اللاجئين الفلسطينيين ونضالهم من أجل العودة، مشيراً إلى أنّ الحركة ومنذ اندلاع الاشتباكات أعلنت رفضها لها ودعت الى تغليب لغة الحوار، حقناً لدماء الشعب الفلسطيني وحفاظاً على السلم الأهلي اللبناني.
صيداوياً، وعلى وقع إقفال سراي صيدا الحكومي والكثير من المؤسسات، تمّ تأجيل جلسة لأعضاء مجلس بلدية صيدا، كان مقرّراً انعقادها اليوم الخميس، لانتخاب رئيس جديد لها، بعدما قدم رئيسها السابق المهندس محمد السعودي استقالته وتمّ قبولها رسمياً، على أن يتمّ تحديد موعد جديد. كما تمّ تأجيل زيارة وزير الصحة العامة الدكتور فراس أبيض إلى مستشفى صيدا الحكومي، حيث كان من المقرر تفقده للاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت به.
وتابعت القوى السياسية الصيداوية تطبيق الاتفاق بينما بقيت الحركة خفيفة في الطرف الجنوبي المحاذي للمخيم، وبدت ناشطة في الطرف الشمالي وفي الوسط، حيث السوق التجاري وشارع المصارف والصيرفة. وجال الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد في السوق التجاري، والتقى الأهالي وأصحاب المحال التجارية والعاملين فيها، قبل أن يزور سوق الخضار ويلتقي أصحاب البسطات، حيث اطمأن عليهم وعلى أوضاعهم في ظل الأحداث في المخيم التي أثرت على المدينة بشكل كبير، ونتج عنها أضرار مادية واقتصادية ومعنوية في المدينة على اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء.
وعقدت أمانة سرّ تجمع المؤسسات الأهلية اجتماعاً في مركز جمعية التنمية للإنسان والبيئة، تناولت فيه متابعة ما تقرر في الاجتماع الموسع الذي انعقد في جمعية النجدة الشعبية اللبنانية والأحداث الأليمة التي جرت في مخيم عين الحلوة وما سببته من ضحايا ونزوح وأضرار، مؤكدة استمرار الجهود المبذولة لوقف هذه الاشتباكات العبثية.
ومساءً، تجددت الاشتباكات واشتدت حدّة إطلاق النار والقذائف ووصل الرصاص الطائش إلى صيدا.