علي الحسيني/حزب الله ومسلّحو القلمون.. من يصرخ أولاً؟

250

 حزب الله» ومسلّحو القلمون.. من «يصرخ» أولاً؟
علي الحسيني/المستقبل

09 كانون الثاني/15

لم يعد أمام «حزب الله» أي خيار آخر غير البدء بالإنسحاب التدريجي من سوريا وصولاً الى الانسحاب الكامل على ان تكون المقدمة القبول ببعض المقترحات التي كان جرى التدوال فيها منذ اشهر قليلة بينه وبين الفصائل السورية المسلحة عبر وسيط سوري من ضمنها السماح للفصائل في القلمون بالدخول الى بلدة يتم تحديدها بين الطرفين بهدف إيواء عائلاتهم وأطفالهم، خصوصا ان فصل الشتاء كان يومها على الابواب، وذلك مقابل ايقاف الهجمات التي تشنها المعارضة السورية بإستمرار ضد مواقع «حزب الله« والتي تكبده في كل مرة خسائر بشرية فادحة. يومها رفضت قيادة الحزب العسكرية في القلمون هذا الاقتراح بالتحديد بعدما كانت استمهلت الوسيط بعض الوقت ريثما يتم النقاش في الامر مع القيادة. وقد جرى في حينه تسريب بعض المعلومات من داخل الحزب من ضمنها تعويل قيادته على فصل الشتاء وصقيعه للتخلص من الجماعات المسلحة المنتشرة على الجبال وبين الوديان من دون ان تتكلف عناصره بذلك، علما انه سبق للحزب ان عوّل على معاركه البرية وبعدها على نوعية صواريخه ولاحقا على دبابات وطائرات النظام للتخلص من هذه الجماعات لكنه لغاية اليوم لم يُفلح، بل على العكس، ففي كل يوم يتعرض للمزيد من التخبط من الجوانب كافة.

مصادر موثوقة لها علاقة بملف العسكريين المخطوفين سبق لها ان زارت جرود عرسال والقلمون اكثر من مرة تؤكد أن «تعويل الحزب على موت مسلّحي القلمون بردا نظرا الى درجة الحرارة المتدنية التي تسيطر على هذه المنطقة يشبه الى حد ما امرأة تتضرع الى ربها بشكل يومي ليرزقها الله بولد لكنها في الوقت نفسه ترفض الزواج من اي رجل يتقدم لها«. وتخبر المصادر عن الجبال التي حوّلها المسلحون الى بيوت شبه شرعية حيث بداخلها الكثير من المؤن الغذائية من دون ان ننسى مزارع الماشية التي تتواجد بكثرة في القلمون والتي تركها اصحابها هربا من الحرب. أما في ما خص التدفئة فتشير الى أن «من يعرف طبيعة جبال المعرّة والجبة يُدرك تماما انها احراج واسعة لأشجار اللزّاب ولذلك هم يملكون من الحطب ما يكفيهم لسنين طويلة«.

الإمرة في الجرود، بحسب المصادر نفسها، تعود لأبي مالك التلة وليس لتنظيم «داعش» كما يتحدث البعض. وهنا تطرقت المصادر الى العسكريين المختطفين لدى «النصرة» حيث قالت «إن هناك مبادرات جديدة حول المخطوفين ستطلقها النصرة قريبا من اجل الانتهاء من هذا الملف وهي لن تكون معقدة اللهم الا اذا تحفظ عليها البعض أو اعلن موتها قبل أن تولد«. وعما إذا كانت المصادر نفسها هي التي ستتولى هذه الوساطة تردّ: «لا همّ من سيتولاها، فالمهم هو الانتهاء من هذا الملف بأقل الاضرار الممكنة«.