أنطوان مراد/يا أهل الممانعة، كان بودّنا أن نخاطبكم كلبنانبين أحرار … لا نفهم هذا التوحّش لدى البعض سعياً، ولو عبثاً، لتهشيل المسيحيين من لبنان ولهضم حقوقهم

87

يا أهل الممانعة، كان بودّنا أن نخاطبكم كلبنانبين أحرار
لا نفهم هذا التوحّش لدى البعض سعياً، ولو عبثاً، لتهشيل المسيحيين من لبنان ولهضم حقوقهم
أنطوان مراد/لبنان الحر/05 تموز/2023
لا نفهم هذا التوحّش لدى البعض سعياً، ولو عبثاً، لتهشيل المسيحيين من لبنان ولهضم حقوقهم ولنهش أراضيهم، وكأن المطلوب أن يتحوّلوا أهل ذمة ولو ضمناً، كما في عدد من بلدان المنطقة.
ألا يخجل المتغوِّلون؟ ألا يفقهون أن لبنان من دون المسيحيين، المسيحيين الأحرار، سيكون مساحة أخرى قاتمة وقاحلة؟
أجل، هناك مسلمون عديدون أحرار ويؤمنون بلبنان المتنوع، وهناك في الموازاة حزب إلغائي يحترف ثقافة الموت، ويجنّد سرايا الارتهان من مختلف الطوائف.
أجل، جماعة الممانعة يزعجهم حب الحياة والفرح والإبداع والجمال، يتبرّمون من الانفتاح والتثاقف، يعشقون القنوط والعبوس والحقد على الذات قبل الحقد على الآخر، ويتمادون إغراقا في الماضوية والسواد، وهذه كلها موبقات يصنّفونها في خانة الشيم ومرتبة القيم!
يؤمنون بالغزو المُعاصر، كيف؟ يستولون على مشاعات البلدات المسيحية، وعلى الأملاك العامة والخاصة، يبنون فوق أراضي الكنيسة عنوة أو يضعون اليد عليها. وحيث لا وجود لهم، يحرّضون على الفتنة، بإطلاق الأزلام والطوابير الخامسة وأحصنة طروادة، بل دوابها، لافتعال النزاعات ولاستغلالها، ومَثَلُ القرنة السوداء حاضر بقوة، وإلا ما معنى انتشار مسلحي الحزب على السفوح وفوق القمم أمام أعين القوى الأمنية التي تنظر ولا تبصر!
سماحة المفتي دريان غلّب الحكمة وكان هادفا في موقفه.
سماحة شيخ العقل دعا الى تحكيم العقل.
أما بعض المرجعيات المرتبطة بالثنائي، فلم تجد في ما حصل إلا نتيجة لرفض الحوار حول رئاسة الجمهورية، بل حول مرشح الثنائي، وحذرت ببساطة من الفتنة الطائفية.
وفي المناسبة نتذكر شهداء ٧ أيار وشهداء المرفأ وغزوة عين الرمانة، أحداث من صنع الملائكة الأنقياء والمؤمنين الأتقياء!
يا أهل الممانعة، كان بودّنا أن نخاطبكم كلبنانبين أحرار، وبما أنكم مصرون على التعاطي مع سائر اللبنانيين على قاعدة “فرّق تسد”، فإننا نعلمكم ونفيدكم ونبلغكم بأن المسيحيين لا يخافون. قد يخسرون مواجهات، قد يدفعون دماً وأرواحاً، قد ينكفئون بين حين وآخر، لكنهم لا يخافون.
لو خافوا لانتهوا منذ بضعة عشر قرنا، بعد موقعة المنيطرة، بعد فتح كسروان.
لو خافوا لانتهوا تحت وطأة القمع الفاطمي والمملوكي والعثماني.
لو خافوا لانتهوا في ال١٨٦٠، أو في الحرب العالمية الأولى حصارا وتجويعا.
لو خافوا لانتهوا في حرب ال٧٥ وفي الحروب الوليدة من حرب المئة يوم وحرب زحلة الى حرب الجبل.
كلما قدموا الشهداء تجذروا في أرضهم ورسّموها بالمهج، من القرنة السوداء الى البحر المفتوح، الذي لو شاءوا لاستجابوا نداء الرحيل في عبابه من زمان.
باقون مع سائر الأحرار، لبنان ليس صدفة ووجودهم ليس صدفة.
إنها مشيئة الله، ومن كان الله معه فمن عليه، ولتكن مشيئته كما في السماء كذلك على الأرض، فكيف عندما تلتقي السماء بالأرض فوق أرزه، أرز الرب؟ والسلام