من أرشيف اكادمية بشير الجميل/رابط فيديو ونص: وقائع معركة الكرنتينا – 18 كانون الثاني1976 

230

من أرشيف اكادمية بشير الجميل/رابط فيديو ونص: وقائع معركة الكرنتينا – 18 كانون الثاني1976 

من أرشيف كادمية بشير الجميل/ Bachir Gemayel Academy
تحرير الكرنتينا… إسقاط للمؤامرة
“وبالفعل جاءت الأخبار عن سقوط المسلخ والكرنتينا وأمكنة أخرى وقالوا آنذاك إذا لم تسارعوا إلى الاتصال سيلتف رجال الكتائب على المنطقة الغربيّة والطريق مفتوحة أمامهم. المنطقة الغربيّة هي المنطقة التي يسيطر عليها الآن مجموع رجال المنظمات والأحزاب من المسلحين وهنا أقول فقط مسكينة هذه المنطقة الغربيّة” حافظ الاسد
روى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في خطابه الشهير سنة 1976 الذي برر فيه دخوله الى لبنان، ما حدث بعد معركة الكرنتينا، فقال: “اتصل السيد ياسر عرفات من بيروت هاتفيًّا بالقصر الجمهوري في دمشق ليلًا طالبًا أن يتحدث إليَّ فقيل له: “الرئيس الاسد استسلم للنوم ولا يمكن التحدث إليه الآن دع ذلك الى الغد”. وردّ عرفات: “إن الأمر خطير جدًا ويجب أن أتحدث اليه فوراً… أيقظوه”.
وتابع الاسد: “تحدثت الى السيد عرفات وسألته: ما الخبر؟ وماذا حدث؟ قال: “لقد احتل الكتائبيّون والأحرار الكرنتينا وفتكوا بقواتنا واستولوا على دباباتنا ومدافعنا. نرجوكم المساعدة”.
واردف الاسد في خطابه: “قلت لأبي عمار: كيف استطاع بضعة شبان لبنانيّين أن يسجلوا على جيش التحرير الفلسطينيّ وعلى أنصاره من اللبنانيّين هذا الانتصار؟ وأين الأسلحة والأموال التي اغدقناها عليكم نحن والدول العربيّة منذ عشرات السنين؟ وكيف تريدون ان تحاربوا اسرائيل و تنتصروا عليّها وأنتم لا تستطيعون الانتصار على بضعة شبان من حزبي الكتائب والأحرار؟ وردّ أبو عمار: “الأمر خطير يا سيادة الرئيس وإذا أرادوا الزحف الآن الى المنطقة الغربيّة واحتلال مخيماتنا وطردنا منها، الطريق مفتوح أمامهم ولا يمكننا مقاومتهم”
واضاف الاسد: “طمأنت السيد عرفات وقلت له: “اطمئن … لن يزحفوا الى المنطقة الغربيّة ونحن سنتدبر الأمر…”
الكرنتينا، التي تقع بين المرفأ وبيروت والمتن، المنطقة المؤلفة من لبنانيّين وفلسطينيّين واكراد وارمن وعرب المسلخ، وقعت ضمن مخطط منظمة التحرير الفلسطينيّة لتطويق بيروت، انطلاقًا من مخيم صبرا وشاتيلا مرورًا بالشياح وعين الرمانة ومخيمي جسر الباشا وتل الزعتر وصولًا الى النبعة والكرنتينا، بهدف اسقاط المنطقة الشرقيّة وإخضاعها لحكمهم كما اخضعوا بيروت الغربيّة.
سيطرت قوات منظمة التحرير الفلسطينيّة بالكامل على الكرنتينا، فكان هدفها الاساسي قطع طريق الامدادات للمقاومين بين بيروت والمتن حتى تسقط العاصمة بالكامل. فعمدوا الى ممارسة الإرهاب على اهالي الرميل والمدور والجميزة والاشرفية من خلال القنص المتواصل، لتحطيم معنويات وارادة اهل المنطقة، ولإلهاء شبان المقاومة حتى تسقط الأشرفية وتحتل بيروت بالكامل. اما تزايد خطرها، فكان تحولها الى مستودع كبير للأسلحة والذخائر، والى بؤرة مسلحين فلسطينيّين يدربون ويجندون سكان المنطقة على القتال والإرهاب.
اتخذ القرار بالهجوم على الكرنتينا لإفشال مخطط اسقاط العاصمة، وذلك بغض النظر عن الأثمان التي كانت ستدفعها المقاومة مقابل ازالة الاخطار التي كانت محيطة بالمنطقة واهلها والمقاومين.
عصر الأحد 18-01-1976، وبعد قصف مدفعي مكثف، دخل مقاتلو الكتائب الكرنتينا، وكان عددهم حوالي 500 مقاتل توزعوا على ثلاث فرق في ثلاثة محاور: المحور الأول من جهة المدور قرب الآثار ، والمحور الثاني محور الكيناية من جهة محلات باتا والجسر ومعامل سليب كومفورت، والمحور الثالث من جهة المتن مرورًا بنهر بيروت. ومن ثم سيطروا على المدرسة الرسمية، فبات المسلحون في المسلخ محاصرين في كنيسة الكاثوليك. لعب عنصر المباغتة وسرعة ودقة الهجوم كما شجاعة المقاومين دورًا حاسمًا، فقد تفاجأ مقاتلو منظمة التحرير المتمركزون في دهاليز وأقبية وبنايات الكرنتينا بالهجوم وراحوا يطلقون قذائف مدافعهم ورصاص بنادقهم ورشاشاتهم على أحياء المنطقة الشرقيّة، وقد خيل إليهم أن الألاف من المقاومين يهاجمونهم. بعد اشتباكات عنيفة قرب مستشفى الكرنتينا ومعمل باتا اضطر مقاتلو القوات المشتركة الانسحاب عبر جيبين هما جيب ابو حشيش وجيب منطقة الفبركة واستطاع عدد منهم الانسحاب عن طريق زوارق بحرية حربيّة أرسلتها لهم منظمة التحرير الفلسطينيّة.
انتصرت المقاومة اللبنانيّة على مؤامرة منظمة التحرير الفلسطينيّة، وبقيت طريق الجبل والمتن وكسروان وبيروت متصلة وحرة، وفشل مخطط اسقاط بيروت والمنطقة الشرقيّة بفضل شجاعة حفنة من الشبان اصحاب قضية وحق.
#معركة_الكرنتينا
#تحرير_الكرنتينا
#المقاومة_اللبنانية
#بشير_الجميل
#اكاديمية_بشير_الجميل