نص عظة المطران عودة التي القاها اليوم 11 حزيران/2023 خلال القداس الإلهي الذي ترأسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس: كم نحن بحاجة إلى التآزر والشراكة الحقيقيين اللذين إذا تحققا يجعلان من بلدنا فردوسا أرضيا/Bishop Aoudi’s homely text for today 11 June 2023: How much we need true synergy and partnership, which, if achieved, would turn our country into an earthly paradise of patriotism

57

Bishop Aoudi’s homely text for today 11 June 2023: How much we need true synergy and partnership, which, if achieved, would turn our country into an earthly paradise of patriotism
NNA/LCCC/June 11, 2023

نص عظة المطران عودة التي القاها اليوم 11 حزيران/2023 خلال القداس الإلهي الذي ترأسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس: كم نحن بحاجة إلى التآزر والشراكة الحقيقيين اللذين إذا تحققا يجعلان من بلدنا فردوسا أرضيا
وطنية/11 حزيران/2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة قال فيها: “نعيد اليوم، في الأحد الذي يلي عيد العنصرة، عيدا جامعا لجميع القديسين، وهو لا يشمل الأشخاص الذين نقرأ أسماءهم في كتب سير القديسين فقط بل يخص جميع الذين عاشوا على هذه الأرض عيشة مقدسة، حافظين نفوسهم وأجسادهم من كل حيل الشرير، سائرين حسب وصايا الرب وعاملين بها. هؤلاء موجودون في كل منزل أو عائلة، وقد مروا في أرضنا، ولا يزالون، بخفر واتضاع، ففاح شذى عرف سيرتهم، لكننا لم نلتقطه بسبب غرقنا في الاهتمامات الدنيوية، فظل كثيرون منهم مجهولين هنا، إلا أنهم يتمتعون بعيشة سماوية ممسوحة بدهن النقاوة والقداسة”.

أضاف: “الإنسان يصبح إناء متقبلا للقداسة عندما تشتعل نار النعمة الإلهية في قلبه بقوة الروح القدس. يقول القديس باسيليوس الكبير إن هناك احتراقا حقيقيا للروح يضيء القلب. هذا الاحتراق الذي يضيء النفوس ويبيد الشوك والبقايا بعد الحصاد، كان ناشطا في الرسل الذين تكلموا بألسنة نارية، ولمع حول الرسول بولس، وأضرم قلبي لوقا وكلاوبا. هذه النار تبيد الشياطين، وهي قوة القيامة، وطاقة عدم الموت، واستنارة النفوس المقدسة”.

وتابع: “لقد حصلت العنصرة مرة في التاريخ، لكنها تستعاد في حياة القديسين. عندما يبلغ المتقدسون حالة متقدمة من الحياة الروحية، يشتركون في العنصرة، ويصبحون رسلا للمسيح. العنصرة هي أعلى نقطة من التمجد والتأله. كل الذين يسلكون الرحلة نفسها مع الرسل يصلون إلى معاينة الله، ويشتركون في نعمة العنصرة وقوتها. من هنا، نعيد في الأحد الأول بعد العنصرة لثمرة الروح القدس، أي للذين تقدسوا بتفعيلهم مواهب الروح القدس في حياتهم. يقول الرسول بولس: «أما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف… الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات. إن كنا نعيش بالروح، فلنسلك أيضا بحسب الروح (غل 5: 22-25). تعيد الكنيسة اليوم لكل من عمل في حياته على تثمير هذه الثمار الروحية، معروفا كان أو مجهولا”.

وقال: “نسمع في القداس الإلهي عبارة القدسات للقديسين، وهي لا تختص بمن سبق أن أعلنت قداستهم، بل إنها دعوة صريحة لجميع أعضاء الكنيسة، ممتدة منذ العهد القديم عندما قال الله لشعبه: «إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين، لأني أنا قدوس»(لا 11: 44؛ 1بط 1: 16). الكنيسة تذكرنا بدعوة الله لشعبه إلى القداسة. من أراد أن يكون من شعب الله، عليه أن يكون على مثال رأس الشعب، والمسيح هو رأس الكنيسة (أف 5: 23). لذا، نبدأ غدا بصوم آخر هو صوم الرسل، لأنهم أوائل القديسين، وأول من دعا الآخرين إلى التقدس بالنعمة الإلهية الممنوحة من الرب. يقول الرسول بطرس: «نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة (1بط 1: 15). وليست مصادفة بدء صوم الرسل في اليوم الثامن بعد العنصرة. اليوم الثامن يرمز إلى الأخروية، وإلى عيش الملكوت. ففي اليوم الثامن بعد القيامة جاء الرب يسوع إلى العلية حيث كان الرسل مجتمعين خوفا من اليهود. لكن الخوف زال عنهم بعدما حل الروح القدس عليهم، وانطلقوا مبشرين اليهود وسائر الشعوب ببشرى القيامة، داعين الجميع إلى التقدس والتأله واستعادة المثال الذي خسره الإنسان مع السقوط. اليوم الثامن بعد العنصرة، يشكل رمزا لبداية تحقق هذا التأله، إذ عاشه الرسل أولا، وتعلمنا أسسه منهم. لذلك، ينتهي صوم الرسل بعيد الرسولين الهامتين بطرس وبولس، اللذين كانا مثالا للإنسان الغارق في الخطيئة. فقد أنكر بطرس المسيح الذي عاش معه وعاين أعماله الخلاصية، وبولس لم يأل جهدا في اضطهاد المسيحيين وقتلهم وزجهم في السجون، لكنهما أصبحا صخرتين صلدتين بنى عليهما المسيح كنيسته بين اليهود كما بين الأمم”.

أضاف: “كثيرون لا يكرمون القديسين، وينتقدون مكرميهم، خالطين بين سجود العبادة وسجود الإكرام، قائلين بأن الكلام يجب أن يكون موجها إلى الله مباشرة بلا وسطاء. إن الكنيسة قائمة على الشراكة، على التآزر. القديسون لا يصلون عنا، بل نحن نصلي معهم في شركة الكنيسة الواحدة. هم يؤازروننا في حمل أثقالنا وأوجاعنا وتقديمها لدى عرش الرب الذي يقفون أمامه، مثلما تعاني الأم ألم ابنها المريض فتحمله في صلاتها دون أن تصلي عنه، أي بدلا منه. والكنيسة دائمة الصلاة، نصلي نحن لمن غادرونا، وهم يحملوننا في صلاتهم أمام عرش الله، وهكذا نحقق شركة القديسين”.

وتابع: “كم نحن بحاجة في بلدنا إلى التآزر والشراكة الحقيقيين، اللذين، إذا تحققا، يجعلان من البلد فردوسا أرضيا. مشكلة البلد هي الأنا المستشرية، التي تجعل من كل شخص، مسؤولا كان أو مواطنا، يهتم بمصالحه الشخصية فقط، متجاهلا الآخر ومنكلا به من دون أي إحساس بالمسؤولية تجاهه. الفردية والقبلية في لبنان وجهان لعملة واحدة اسمها الأنانية. كل يريد مصلحة جماعته، ويسعى لإيصال زعيمه إلى سدة المسؤولية، فيما على الجميع أن يفكروا بمصير شعب قابع في ظلمة الفقر والذل والقهر. نقص المحبة والتآزر جعل من بلدنا مجموعة من الجماعات تخاف بعضها البعض بسبب انعدام الثقة تارة، والشعور بالتفوق أو القوة طورا، واختلاف الهدف في كل حين. فلكل فئة نظرتها ومصلحتها وغايتها، والوطن حقل اختبار والمواطن الأداة. صلاتنا الدائمة أن يكون لبنان الغاية الوحيدة، وأن تكون مصلحته ودوره المبتغى، وكرامة بنيه وحياتهم الآمنة المستقرة الهدف. لذا أملنا أن يعود النواب إلى ضميرهم ويتأملوا في دقة المرحلة، وحاجة البلد القصوى إلى الإنقاذ، وأن يتوصلوا في الجلسة القادمة إلى انتخاب رئيس للبلاد يكون فاتحة الطريق إلى الإنقاذ. أملنا أن تجري الجلسة بهدوء وديمقراطية ومسؤولية، بحسب ما يمليه دستور بلادنا وحراجة المرحلة، وبلا أي تحد أو انتهازية أو تعطيل أو تهديد. فلتجر العملية الإنتخابية بحرية وديمقراطية، ولنهنئ جميعنا الفائز ونبدأ مرحلة جديدة عنوانها العمل والإنقاذ”.

وختم عودة: “لقد استذكرنا منذ أيام كبيرا من لبنان غادرنا منذ إحدى عشرة سنة لكنه ما زال حاضرا في عقول وقلوب الكثيرين. غسان تويني عشق لبنان وعمل من أجله طيلة أيام حياته. دافع عنه بلدا للحرية والديمقراطية والإنفتاح والتنوع. أراده بلد الفكر والإشعاع وحرية الرأي والكلمة والموقف، فهل يجوز جعله بلد الإنعزال وكبت الحريات وكم الأفواه؟ كيف تكون بيروت عاصمة الإعلام العربي وتمنع دخول صحافية إليه؟ كيف يكون لبنان كما أراده غسان تويني وأمثاله من الكبار ويعصى فيه انتخاب رئيس؟ احتراما لمبادئ غسان تويني وأمثاله، ولديمقراطية لبنان ودوره، على السياسيين وجميع المسؤولين أن يحسنوا قراءة التاريخ من أجل رسم المستقبل بدقة ومسؤولية. دعوتنا اليوم أن نسعى إلى عيش القداسة عبر تطبيق الوصايا الإلهية، وهذا الأمر لا يتحقق من دون التآزر المؤسس على المحبة والإحترام والسعي إلى خدمة كل محتاج بفرح”.

Bishop Aoudi’s homely text for today 11 June 2023: How much we need true synergy and partnership, which, if achieved, would turn our country into an earthly paradise of patriotism
NNA/LCCC/June 11, 2023
Text of Bishop Aoudi’s homily, which he delivered today, June 11, 2023, at the Divine Liturgy that he presided over in St. George’s Cathedra.
“How much we need in our country for true synergy and partnership, which, if achieved, would turn the country into a paradise on earth. The country’s problem is the rampant ego, which makes every person, be it an official or a citizen, care only about his personal interests, ignoring the other and relying on him.” Without any sense of responsibility towards him. Individualism and tribalism in Lebanon are two sides of the same coin called selfishness. Each one wants the interest of his group, and seeks to bring his leader to the helm of responsibility, while everyone should think about the fate of a people languishing in the darkness of poverty, humiliation and oppression.The lack of love and solidarity has made our country  groups fear each other because of a lack of trust at times, a sense of superiority or power at others, and a different goal at each time. Each group has its own view, interest and purpose, and the homeland is a field of testing and the citizen a tool. Our constant prayer is that Lebanon be the only goal, that its interest and its desired role, and the dignity of its people and their safe and stable life are the goals.Therefore, we hope that the MP’s will return to their conscience and reflect on the criticality of the stage, and the country’s extreme need for salvation, and that they will reach in the next parliamentary session to election a president for the country who will open the way to salvation. Our hope is that the session will be conducted calmly, democratically and responsibly, as dictated by the constitution our country and the forest stage, and without any challenge, opportunism, obstruction or threat. Let the electoral process be conducted freely and democratically, and let us all congratulate the winner and start a new phase entitled Action and Rescue.”
Aoudi concluded: “Today we remembered the days of a great man from Lebanon who left us eleven years ago, but he is still present in the minds and hearts of many. Ghassan Tueni loved Lebanon and worked for it throughout the days of his life. He defended it as a country of freedom, democracy, openness and diversity. He wanted it as a country of thought, radiation and freedom of opinion.” And the word and the stance, so is it permissible to make it a country of isolation, suppression of freedoms, and the mouths of mouths? How can Beirut be the capital of the Arab media and prevent the entry of a female journalist to it? How can Lebanon be as Ghassan Tueni and his ilk wanted, in which it is disobeyed to elect a president? Politicians and all officials should improve their reading of history in order to chart the future accurately and responsibly. Our call today is to strive to live holiness through the application of divine commandments, and this matter cannot be achieved without synergy based on love, respect and striving to serve everyone in need with joy.”