شارل الياس شرتوني/قراءة في زيارة رجال دين مسيحيين لمتحف مليتا التابع لحزب الله: الذمية القادمة من الأطراف وإرهاب الفاشيات الشيعية

88

قراءة في زيارة رجال دين مسيحيين لمتحف مليتا التابع لحزب الله: الذمية القادمة من الأطراف وإرهاب الفاشيات الشيعية
شارل الياس شرتوني/27 آيار/2023

هذا المشهد المخزي وما صدر عنه من تصريحات معيبة من قبل مسؤولين كنسيين محليين، ما هو إلا انعكاس لأجواء الإرهاب المعنوي السائد في المناطق الجنوبية والبقاعية، وتردداته على المستوى الكنسي. لا أحد يفهم ما شأن المسؤولين الكنسيين في موقع سياسي تابع لميليشيا حزب الله، وما هي المناسبة، وما هو سبب تدفق هذا العدد، وطبيعة التصريحات التي أدلوا بها، التي تظهر واقع الإذعان المعنوي وواقع الذمية الذي يسود هذه المناطق، التي تحولت الى معتقلات تستعملها الفاشيات الشيعية بشكل استنسابي انطلاقًا من مفكرتها السياسية الظرفية.

هذا المشهد يستعيد معالم الثقافة الذمية السائدة في سائر دول المنطقة، ويؤشر الى دخول لبنان في مرحلة تاريخية جديدة، تعاكس توجهاته التاريخية، وطبيعته التعددية، ومناخات الحريات الاعتقادية والحياتية، كما بلورها الدستور اللبناني، والإرث الليبرالي الذي يحتضن المؤسسات والخيارات الديموقراطية على تنوع تعبيراتها وتقاسيمها. لا بد من إجراء استقصاء مفصل حول الأوضاع الفعلية لمسيحيي الأطراف، ومواجهة الأساقفة والاكليريكيين الذين قاموا بهذا العمل، والوقوف عند حيثيات تصرفهم، وإعطاء هذه الظاهرة كل الأهمية التي تستحق لجهة مدلولاتها وابعادها السياسية، والاجتماعية، واللاهوتية، لانها تشكل منعطفا مقلقًا في حياة الكنائس المسيحية والحياة الديموقراطية.

هذا الاداء هو مؤشر خطير لما نحن قادمون إليه من تهديد لحقوق الانسان، والحريات الاعتقادية والمسلكية، والتغيير المنهجي الدؤوب لهوية البلاد وخياراتها الليبرالية التأسيسية. لا بد من إجراء نقلة نوعية في المواجهة السياسية وفتح ملف الخيارات التأسيسية التي حكمت مسار البلاد على مدى المائة سنة الماضية، لجهة حقوق الانسان، والحريات الديموقراطية، والاعتبارات السيادية والميثاقية. على المسؤولين الكنسيين إعطاء تفسير واضح حول طبيعة أدائهم، وعلينا إتخاذ الموقف اللازم على الصعيدين السياسي والكنسي لوضح حد لذهنية الاستباحة التي تطبع السياسات الشيعية، ورفع مستوى التداول بإتجاه المؤسسات الدولية من حكومية وكنسية. هذا التطاول والتصرف بحرية وحقوق الكنائس المسيحية لاملاء خيارات سياسية لا علاقة لها بها وبطبيعة عملها، هو أمر مرفوض وبداية لمرحلة جديدة في المواجهة مع الفاشيات الشيعية والذمية المتقادمة.

******

ضبّوا مطارينكم وهالخوارنة تبعكم عنا
مروان الأمين/فايسبوك/27 آيار/2023
الشيعي السيادي يقول للمسيحيين: دخيلكم ضبّوا مطارينكم وهالخوارنة تبعكم عنا.