ادمون الشدياق/القسطنطينية تسقط… فهل من امل

48

القسطنطينية تسقط… فهل من امل
ادمون الشدياق/بيروت تايمز/18 آيار/2023

القسطنطينية تسقط… وأهلها يتجادلون ويختلفون على جنس الملائكة.
القسطنطينية تدك اسوارها… والاخوة يتنازعون ويتناتشون الرداء والفتات والمصلوب يئن على الصليب.
القسطنطينية تفقد هويتها وتهوي … وكبارها يتصاغرون ويتكالبون على مجد سقط مع سقوط الهوية والسيادة والقضية والمباديء.
القسطنطينية تضيع وتغتصب حضارتها … وحكماءها يتبالهون على هويات فارغة، عربنة من هنا وفرسنة واسلمة وسورنة وفونقة … الخ من هناك.

القسطنطينية تسقط كما سقط ١٥٠٠٠ شهيد ولكن الفرق انها تسقط بلا امل، بلا رفاق ، بلا قضية، بلا صليب ترفعه وتضحي من اجله… بل على الصليب والكل يقترع على رداءها وعلى مغانمها الزائلة.
تموت القسطنطينية بلا امل بقيامة اليوم الثالث لأن الايمان والالتزام والتضحية كانت رجاء القيامة الأولى، ولا ايمان ولا التزام ولا ارادة بالتضحية بين أسوار القسطنطينية اليوم وهي تسقط.

في هذه القسطنطينية الاصلاح من الداخل لم يعد ممكن، وهو وهم سيؤدي الى خراب القسطنطينية في نظام لم يعد من امكانية او حتى نية لأصلاحه من الذين يتحكمون به ويستفيدون منه وهم ٩٥ % من الطبقة الحاكمة والتي نخرت عظام النظام والبلد الى ما لا رجعة عنه …بدون ثورة مفتوحة، شاملة لا هوادة فيها حتى تغيير النظام، ثورة تغير الطاقم الحاكم المجرم والفاسد حتى العظم والخائن للأمانة وتحاكمهم وتنفذ فيهم حكم الشعب لن يكون هناك من خلاص للبنان.

الثورة هي الحل ولكن الثورة لا يقوم بها الميت بل الحي فهل ما يزال هناك شعب حي في لبنان هذا ما ستثبته الايام . الثورة لا تكون بالتغيير من الداخل عندما يكون السرطان ضرب العظام فبدون جراحة لاستئصال الورم السرطاني لا امل للمريض مهما كنا طوباويين في ممارسة وزاراتنا ومدى النظافة التي نتمتع بها. اصبح النظام برموزه بقعة وحول مهما كنت نظيف ان دخلتها بحكم الطبيعة ستخرج منها ملوث بالوحول. فلا حل الا تنظيف البقعة وحعلها بقعة ماء ذلال تعبق منه رائحة احلام الشهداء.

فلنصلي من اجل ولو حبة خردل من الايمان والالتزام وروح التضحية والشجاعة لعلى وعسى أرواح الشهداء تفعل فعلها فينا لننقذ القسطنطينية واهلها قبل فوات الاوان وسقوط اسوارها بالكامل…

الثوب اصبح مهلهل الى درجة الهريان فلا تتعبوا باصلاحه فقداصبح ابعد من ان تنفع معه الترقيعات. والسلام.