موقع جنوبية: نصرالله من فمه يُدان بتجارة الكبتاغون .. والنفي بمعرض إبتزار دول الخليج

123

نصرالله «من فمه يُدان» بتجارة «الكبتاغون» .. والنفي بمعرض إبتزار دول الخليج!
موقع جنوبية/15 آيار/2023

بعد حرب تموز 2006، إرتبط اسم “حزب الله” بشكل لافت بصناعة وتجارة المخدرات وخاصة “الكبتاغون”، بالرغم من أن معظم واجهة شبكات التصنيع والتهريب بقيت موسومة بأسماء مقرّبة منه وبشخصيات عشائرية، فيما حرص من خلفهم على البقاء خارج الاضواء.

ورغم الصور الموثقة لقيادات في “حزب الله” في مجالس وحضرة تجار الكبتاغون، وكل التقارير الإعلامية والأمنية التي تكشف علاقة الحزب بتصنيع وتجارة المخدرات، ابتداءا من الحوزة الدينية وليس انتهاء بمعسكراته، الا أن ما خفي أعظم مما كشف، فقد أثبتت الوقائع أن “حزب الله” هو الوكيل الحصري والشرعي لصناعة الكبتاغون وتنظيمها وتهريبها، فهي تدر عليه ملايين الدولارات، وتعتبر العصب المالي وشريان الإقتصاد لمحور الممانعة والرئة التي يتنفس منها، خصوصا في ظل العقوبات المفروضة على سوريا والأزمة الإقتصادية التي تعصف بلبنان.

بعد الإتفاق السعودي الإيراني وعودة العلاقات السورية السعودية، برز الحديث عن “الكبتاغون” ووقف التهريب من جديد، كشرط وبند أساسي في تطور أي علاقة مع السعودية وبدأ الجيش السوري بضبط الحدود مع لبنان وملاحقة التجار، وجرى التداول بمعلومات، أن السعودية عرضت خلال زيارة وزير خارجيتها الى سوريا، أربعة مليارات دولار على بشار الأسد، لتعويضه عن خسارة تجارة الكبتاغون في حال توقف عن إنتاج الحبوب المخدرة وتصديرها، وتزامن ذلك مع تنفيذ الطيران الاردني غارة جوية جنوب سوريا أدت الى مقتل تاجر المخدرات مرعي الرمثان (اسكوبار سوريا)، الذي تبين أنه على علاقة ب “حزب الله”، حتى أن مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية خضع لإختبار “كبتاغوني” في فرنسا لنيل شهادة حسن سلوك من عدمها.

خرج أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية لمقتل مصطفى بدر الدين، ليخصص فقرة من خطابه للمرافعة إعلاميا عن حزبه، ونفيه التهم الموجهة اليه في تورطه بصناعة وتهريب الكبتاغون الى دول الخليج العربي، و في معرض خطابه بدا نصر الله كمحام مبتدئ وغير مقنع للرأي العام، وصف الإتهامات بأنها ظلم وأكاذيب، معللا بأنها لو صحيحة لظهرت مليارات الدولارات على حزبه، وسأل لولا “حزب الله” هل الدولة اللبنانية تستطيع أن تقوم بما تقوم به الان من تفكيك لمصانع الكبتاغون ومواجهة بؤر وعصابات المخدرات في لبنان؟ واشار الى أن الكبتاغون والمخدرات عناوين الافساد في الارض ومن المحرمات والكبائر، وموقفنا الشرعي والديني واضح وحاسم منها.وطالب بكشف أسماء المتهمين والموقوفين كاملة وإشهارها، وعدم الإكتفاء بذكر الأحرف الأولى كي يعرف لأي جهة ينتمي هؤلاء إن كان لجماعته أم لا.

إنها “المرة الاولى التي يحسم فيها حزب الله، موقفه من المخدرات والتهريب بهذا الشكل”

مصدر متابع للملف لفت ل “جنوبية”، الى إنها “المرة الاولى التي يحسم فيها حزب الله، موقفه من المخدرات والتهريب بهذا الشكل، ويعلن أنه ساعد الدولة في تفكيك مطابخ التصنيع، وان إدخال نصر الله في معرض نفيه، أوصاف التحريم والرجس الشيطاني وعصابات وبؤر فساد وكبائر، هو أشبه بإعلان “توبة موقتة”، وخلع ثوب الكبتاغون عنه، وتعهد بأنه سيلتزم بضبط الحدود ووقف التهريب والتصنيع وقدم نفسه كعامل مساعد للدولة في تفكيك المصانع.

ورأى أن “نصرالله قدّم شهادة حسن سلوك أمام دول الخليج، إلا أنه سيطالب بتعويض عن هذا المزراب المالي، فلمح في خطابه الى أن وضع حزبه المالي ليس على ما يرام، وهو سيحاول قدر الامكان ابتزاز دول الخليج، وكسب المال مقابل وقف التصنيع والتهريب والمساعدة بضبط الحدود، عندما قال “لو أن الاتهامات صحيحة لكانت المليارات قد بانت على حزبه”.

ولفت الى ان “الشروط السعودية أجبرت نصر الله على تقديم سلفة لرئيس الجمهورية القادم، ووفر عليه عناء معالجة هذا الملف الشائك، وإن نصر الله لم يكن الا أمام هذا الخيار، بعد ان إستطاع الجيش اللبناني خلال الأعوام الأخيرة تفكيك عدد كبير من مصانع المخدرات، وضرب شبكات الاتجار والتهريب، رغم العراقيل التي وضعها الحزب أمام تقدمه، وفك الحصار عن الكبار منهم، وتغطيتهم امنيا وسياسيا أو تهريبهم، حيث رفع بعضهم صور نصر الله ولافتات الشكر للوكيل الشرعي للمرشد الايراني في لبنان الشيخ محمد يزبك على مداخل بعلبك، قبل أن يضيق الجيش الخناق عليهم ومحاصرتهم بين الحدود اللبنانية السورية”.

بدأت تتكشف قنوات التهريب بشكل تصاعدي، وتحوّل لبنان خلال الحرب السورية من ممر لتصريف الانتاج السوري، الى منبع للمصانع والمخدرات

إذا، بدأت تتكشف قنوات التهريب بشكل تصاعدي، وتحوّل لبنان خلال الحرب السورية من ممر لتصريف الانتاج السوري، الى منبع للمصانع والمخدرات، ووصلت للذروة قبل دخول قانون قيصر حيّز التنفيذ، ولمعت صور قيادات في حزب الله على موائد أبرز تجار المخدرات، ثم هدأت حركة التهريب مع فرض عقوبات خليجية على لبنان، بعد كشف شحنات خضار بداخلها حبوب كبتاغون كانت في طريقها الى المملكة السعودية.

ورغم نفي نصر الله، الا أن المعطيات والتقارير توثق محطات بارزة في ضلوع الحزب في هذه التجارة، كان أبرزها عام 2010 حيث حوّل الحزب حوزة دينية في بعلبك، غطاء لأكبر مصنع كبتاغون بإدارة شقيقي أحد أبرز قياديي حزب الله حسين الموسوي هما جهاد وهاشم ورجل دين معمم يدعى عباس ناصر وهما متواريان عن الأنظار”.

وفي خطوة غير مسبوقة حينها، ختمت الحوزة بالشمع الاحمر، وتم توقيف بعض الشبكة قبل أن يطلق سراحهم، كما تم توقيف أحد رجال الدين، الذي ضبط متلبسا بكميات كبيرة من حشيشة الكيف وحبوب الكبتاغون، ودهمت مصانعه في الاوزاعي قبل أن يتم إطلاق سراحه باحتفال شعبي”.

كشفت مصادر قضائية في حينها عن خيوط كثيرة تشير إلى تورط نجل القيادي في حزب الله محمود قماطي

كما إنتشرت صور لتجار مخدرات مشهورين ومطلوبين للدولة خلال حرب الجرود، الى جانب مقاتلي “حزب الله”، وشهدت الاعوام الاخيرة توقيف حسن دقو المعروف ب”ملك الكبتاغون”، وكان يحظى باحترام وتقدير وحماية من “حزب الله”، ومواكبة عدد كبير من السيارات المزوّدة بزجاج حاجب للرؤية، ومرافقين يتنقّلون معه مدجّجين بالأسلحة، وكشفت مصادر قضائية في حينها عن خيوط كثيرة تشير إلى تورط نجل القيادي في حزب الله محمود قماطي، ويدعى ميسم، ليتبيّن لاحقا أنه لعب دور الوسيط المالي بين دقو ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “الحزب” وفيق صفا، وقد انتشرت صور كثيرة ل دقو في الزي العسكري للحزب داخل معسكراته وعلى جبهات القتال.

وكذلك في العام 2020، زار وفد عسكري ايراني أحد أكبر المعسكرات المخصّصة لعمليات التدريب العسكري لعناصر “حزب الله”، في جرود قرية بوداي التي يتحدّر منها مسؤول اللجنة الأمنية السابق في البقاع م. ش. الملقب ب “أبو رضا”، وتفاجأ الوفد في حينها بوجود عدد كبير من مصانع مادة الكبتاغون على مقربة من معسكر التدريب، ليتبيّن أنها تعود للمسؤول الأمني بالشراكة مع تجّار كبار وأن عائداتها المالية لا يستفيد منها حزب الله إنما بعض المسؤولين.

تجار الكبتاغون يُعروفون بالاسماء، وهم يتمتعون بهيبة الوجهاء

واكد أحد أقارب م.ش ل”جنوبية”، أنه “في ذلك العام داهمت قوة خاصة من حزب الله منزل “أبو رضا” في بوداي، وعثر في منزله على عدد من صناديق الكبتاغون ومبالغ مالية ضخمة تقدّر ب مئات الاف الدولارات، اضافة الى حوالي 5 كيلو من الذهب، وعدد كبير من الاسلحة المتوسطة والذخيرة، وعدد من السيارات الحديثة رباعية الدفع باهظة الثمن، كما تواجد في منزله أحد أكبر تجار الكبتاغون.

وأكد ان “تجار الكبتاغون يُعروفون بالاسماء، وهم يتمتعون بهيبة الوجهاء، وديوانياتهم عامرة بالمسؤولين الحزبيين الحاكمين بأمرهم، يأمرون وينهون ويتصدرون الجلسات”.

اضغط هنا لقراءة التقرير المنشور على موقع جنوبية