الأب سيمون عساف/صلبوك يا وطني … كُرمى للشرفاء والأحرار والأبرار تعال يا رب واقلب لهم ظهر المِجَنّ مع الممنون والشكران

61

صلبوك يا وطني … كُرمى للشرفاء والأحرار والأبرار تعال يا رب واقلب لهم ظهر المِجَنّ مع الممنون والشكران
الأب سيمون عساف/فايسبوك/06 آيار/2023

كلهم تآمروا عليك، وحدك في الشرق المنبوذ، على مراحل كدحت جلجلتك، لن أتوغل في التاريخ لأذكر قديم عهود عذاباتك مع الفاطميين مع المماليك مع بني عثمان مع جمال باشا السفَّاح مع أحمد باشا الجزَّار وغيرهم…
سأضرب كشحا عنهم رغم البشاعة الشنيعة.
وأبدأ بالزمن الحديث، من اتفاق القاهرة إلى اتفاق الدوحة إلى اتفاق الطائف إلى النزوح السوري.
تلاميذك يا لبنان جلُّهم خونة، وبطرس الصخر ممروض عجوز مُرَهَّل والسفينة على ذمة التقادير.
في كل مرحلة تخضع لضريبة الدم، في الثمانية والخمسين كان كرنفالا نجيعُه أسقى التراب حتى ارتوى، وانتصبت متسامحا مؤمنا بتأدية رسالتك التي لا ولن يقبلها الرافضون.
في السبعينيات كذلك خضعت ثانية لتجربة عنيفة قاسية دفعتَ شهداء أكثر من الأولى بقتل وتهجير وهجران ودمار وحريق وشحتار وتفجيرات وضحايا بريئة، وكانت الصفقة المخزية مع القيادة الهزيل الضعيفة الهشة.
فانهزمت وتبدَّدت قطعانك والخسائر فادحة، إنك تعاني حتى قيام الساعة.
انتزعوا منك امتيازات بتبويس اللحى والتدليس والضحك المازح فلعقت الدم مُجبرا.
كانت امتيازاتك سلاحا في المُلمَّات ودرعا واقية، بغفلة طائشة زُهقت.
ثم حذفوا معنويتك من المعادلة وتركوك هامشيا كشلوٍ بين أشداق الضباع.
نجحوا في الخديعة باستسلام قادة أغبياء عراة من الرؤية والقراءة.
كانت الصلاحيات بمثابة الريش في جناح الطير، فانتُتِفَت وبِتَّ مهيض الجناح تزحف على الحضيض جهيض القدرة والتحرّك والمبادرة والقريضُ جريض.
هكذا استدرجوك فريسة الغش والسذاجة وضعف الشخصية والتفكير ، اصطادوك في الشِباك.
نعم هذه هي نتيجة الجهل والتعنُّت وانعدام التطلُّع إلى البعيد، إلى الغد الحامل مفاجآت مريبة، كالتي تداهمنا اليوم بسبب قصر نظر القيادة تلك.
ماذا نقول وكيف التخلُّص من مستنقعات يسبح فيها أمل مستقبلنا ومستقبل أولادنا الحائر؟
ما جواب الذين وافقوا على البَيعة الصفقة التي خبطتنا أرضا وشرَّدتنا ودفنت أحلامنا من دون وعد بالقيامة؟
هل يتكرّم علينا الزعماء اليوم الماسكين مقاليد الحُكم ومن أوصلهم إليه؟
هل الذين كانوا وراء البَيعة وهم يشاهدون الإسفاف والإفلاس والفسق والسرقات، مسرورون بماجريات الأمور وبالأداء المخجل المبتور؟
هل يؤخذ برأيهم وهل من يسمع لهم ويشاطرهم الإرث المشترك؟
هم اللاجئون النازحون السوريون جاءوا غزاة للسطو فمن يردهم ويصدهم؟ أين أصوات اللبنانيين خافتة مطمئنة راضية.
كانت لنا آليتنا العسكرية فككناها حتى صرنا تحت رحمة الغرباء وزحمة الطامعين!!!!
عفوك يا وطني كلهم فريسيون وبرأبَّا وبيلاطس ونيرون.
تمنَّينا الخلاص ترجَّينا النجاة وانتظرنا نهار القيامة، وإلى اليوم لا يقين نتوخَّاه بعد تجاريبنا الخانقة ومِحَنك القاتلة بانتفاضة تغيير بثورة تجديد بانقلاب تبديل…
إلى الآن أنت معلَّق تلفظ آخر الأنفاس وتلاميذك الأوفياء المُخْلِصون أعجز من فعل أي محاولة لإنزالك عن الصليب.
كل الأمم ليس فقط الشعب العقوق تآمروا عليك، وما من حيلة للإفلات والنهوض إلا بتدخَّل سماوي يجترحها المعجزة رأفة بالبقية الباقية التي تؤمن بعظمتك ورسالتك والفتون. كُرمى للشرفاء والأحرار والأبرار تعال يا رب واقلب لهم ظهر المِجَنّ مع الممنون والشكران.