نبيل بومنصف/ماذا عن “الشركاء” والتوطين السوري؟ العرب لم يكونوا يوما ولم يكتووا يوما مكان اللبنانيين ولن نراهن عليهم بعد 48 سنة عقما

65

ماذا عن “الشركاء” والتوطين السوري؟
العرب لم يكونوا يوما ولم يكتووا يوما مكان اللبنانيين ولن نراهن عليهم بعد 48 سنة عقما
نبيل بومنصف/النهار/14 نيسان/2023

ليس غريبا ان تستيقظ هواجس اللبنانيين وكوابيسهم حيال مخلفات الحرب في الذكرى الجماعية لديهم حين عادت مؤشرات استباحة الجنوب خصوصا لتحويله منصة بالوكالة عما كان يسمى الصراع العربي الإسرائيلي وصارت هذه التسمية اليوم موضع شك عميق لالف سبب وسبب. تصادف هذه الاستفاقة الذكرى ال48 ل 13 نيسان، التاريخ الذي يضاهي لبنانيا 11 أيلول اميركيا وعالميا، بما يعني ان أسوأ ما “اقترفه” الفريق اللبناني المهيمن بنفوذه المسلح والحزبي في الجنوب بتركه فصيلا فلسطينيا يعاود العبث باسوأ ما تختزنه الذاكرة اللبنانية هو ان تلاعب واستسهل واستخف بهذه الناحية القاتلة لدى جمهوره وطائفته ومذهبه أولا كما لدى جميع اللبنانيين.

وايا يكن المنطق التبريري الذي سيطلع به السيد حسن نصرالله اليوم على الأرجح في الرد على تحميل حزبه تبعات استعماله لحركة حماس “ذراعا للذراع” حتى من زاوية التصدي للتطرف الليكودي واليميني الإسرائيلي المتطرف، لن يكفي ذلك ابدا لتبديد الشكوك الكبيرة التي نشأت عن انزلاق “حزب الله” بعيدا من الخطوط الحمر القاتلة التي كان ينبغي عليه عدم العبث بها أيا تكن اعتباراته وذرائعه لطمس تبعات عروض النفوذ الإيراني في توظيف اسم فلسطين وقضيتها والصراع مع اسرائيل عبر الجنوب اللبناني.

يقودنا ذلك في ذكرى 13 نيسان تحديدا الى القضية التي صارت اشد خطرا على كينونة لبنان وهويته ومصيره بما يتجاوز بكثير، في ظروف لبنان والمنطقة والعالم راهنا، تلك الظروف التي عرفتها بداية الحرب قبل 48 عاما، أي إخضاع لبنان بما لم يسبق له ان عرفه من اجتياحات، لتوطين شعب اخر برمته مع شعبه على ما يجري في مجريات كارثة النازحين السوريين. لا ترانا في حاجة الى التغرغر والمزايدة والمغالاة في التعبير امام ما صار معروفا ومكشوفا ومثبتا من كوارث متناسلة لهذه الكارثة الى درجة “توسل” فئات لبنانية ان تلقى المعاملة والمعونات الدولية التي يتلقاها “شعب النازحين” السوريين في لبنان الذين تجاوزت ارقام التقديرات الأخيرة لاعدادهم الخيال نفسه مع بلوغهم حدود المليونين ونصف المليون نازح تبعا لارقام جهاز الامن العام.

تقترب قضية النزوح السوري بكل وضوح من نقطة تفجيرية بالغة الخطورة على لبنان واللبنانيين والنازحين السوريين انفسهم بما لا يبدو معه بعض الافرقاء اللبنانيين كأنهم يعيشون في لبنان او يدركون الخطورة الفائقة لتطورات هذا الانفجار الديموغرافي المتدحرج . يجري ذلك فيما الفريق الممانع بالذات يصمت صمتا مريبا ومشبوها عن كل ما يمت بصلة الى معالم الاستباحة جنوبا والى شبهة التوطين السوري في سائر انحاء لبنان.

يلهو هذا الفريق ويتلاعب بشغف الاقتصاص من خصومه ويسدد اليهم، او اقله الى معظمهم قياما وقعودا، الاتهامات بالنزعات التقسيمية ويشيطن أهدافهم السياسية ويرميهم بشتى النعوت المقذعة فيما يحجب عن ناسه وسائر الاخرين انغماسه في تسهيل التوطين السوري تحديدا.

لا يكفي هذا الفريق ان يتذرع الان بانزلاق الدول الخليجية والعربية عموما الى أسوأ ما سنراه في تعويم نظام الأسد الذي تسبب بتهجير نصف الشعب السوري الى لبنان وتركيا والأردن من دون ضمانات قاطعة وحاسمة باعادته الى سوريا شرطا لاعادة دمشق الى الجامعة العربية. العرب لم يكونوا يوما ولم يكتووا يوما مكان اللبنانيين ولن نراهن عليهم بعد 48 سنة عقما. في ذكرى 13 نيسان هل لديكم ما تقولونه “كممانعين” في خطر يستنفد اوصاف الخطورة ؟