رابط فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة من محطة او تي في: قراءة معمقة ومفصلة وموضوعية وسيادية تتناول ترشيح نصرالله التحدي لفرنجية/بطاقة حمراء عربية رُفعت بوجه فرنجية

72

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة محطة او تي في: قراءة معمقة ومفصلة وموضوعية وسيادية تتناول ترشيح نصرالله التحدي لفرنجية/ بطاقة حمراء عربية رُفعت بوجه فرنجية وهذه هي خطة المواجهة وهذا ما ينتظرنا امنياً

10 آذار/2023

هل استكان المجتمع الدّولي لوعود طهران الأخيرة؟
علي حمادة/النهار العربي/10 آذار/2023
يوم غادر المدير العام لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية” رافاييل غروسي طهران، وفي جيبه اتفاق مع السلطات الإيرانية، تلتزم فيه بإحياء التعاون مع الوكالة في مجال إعادة العمل بالقيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني، وفق نص الاتفاق النووي لعام 2015 مع ملاحقه، اعتبر بعض المراقبين أن خطر الانزلاق نحو حرب انتهى، لا سيما بعد نشر المعلومات الواردة من إيران حول برنامجها على لسان أرفع المسؤولين الأميركيين الذين أكدوا أن طهران وصلت في عملياتها لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى الـ85 إلى 90 في المئة. وهذه نسبة تعني من الناحية العملية عسكرة البرنامج عسكرة مفضوحة وعملية من دون اكتراث بموجبات الاتفاق النووي لعام 2015. إن خطر الحرب حقيقي متى بلغت طهران ببرنامجها النووي مستويات العسكرة. وهنا ثمة تقاطع في المعلومات بين كبريات العواصم الغربية، وعواصم كبرى في الإقليم، تفيد أن طهران تسير قدماً في عملية عسكرة البرنامج بغية الإسراع في صنع قنبلتها النووية، وبالتالي فرض انضمامها إلى نادي الدول النووية كأمر واقع لا يمكن تفاديه، ويجب التعامل معه على هذا الأساس. كانت تصريحات غروسي متفائلة للغاية، لا سيما لناحية استئناف التعاون مع السلطات الإيرانية لضبط التفلت الكبير الذي حصل منذ عامين ونيف. وأعلن المدير العام للوكالة أن طهران وافقت على إعادة تشغيل كاميرات المراقبة التابعة للوكالة في جميع المنشآت النووية المعلنة.
لكن الغريب أن المسؤولين الإيرانيين نفوا هذا الخبر، ما يشير إلى أن ثمة مناورة تحصل لم يُعرف ما إذا كان مصدرها غروسي الذي أراد أن يحشر الإيرانيين، أو أن الأخيرين عادوا عن وعودهم بعدما تيقنوا ألا مصلحة لهم في تشغيل الكاميرات. طبعاً هناك بنود أخرى ملحة جداً على جدول أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتتعلق بمصير المخزون من اليورانيوم العالي التخصيب، ومصير الآلاف من أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي جرى تركيبها في العامين الماضيين، بما يتنافى مع قيود الاتفاق النووي. كل هذا إضافة إلى الإجابات المطلوبة عن أسئلة الوكالة المتعلقة بعينات من اليورانيوم العالي التخصيب التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة، وأسئلة تتعلق بعينات جديدة من اليورانيوم العالي التخصيب (85 في المئة) التي اكتُشفت قرب منشأة فوردو. ثم هناك جوانب أخرى تتعلق بالتفاصيل التقنية لاستئناف التعاون التام مع الوكالة، بدءاً من إطلاق حرية مفتشي الوكالة الذي يقومون وفق البروتوكول الملحق بالاتفاق لعام 2015 بعمليات التفتيش المباغت. هذه كلها عناوين للعودة إلى الطريق الصحيح. لكن ليس واضحاً ما إذا كان جرى الاتفاق حولها، ما أدى إلى تأجيل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي كان سيصدر بيان إدانة للسلطات الإيرانية ويحول الملف إلى مجلس الأمن. لكن من اللافت للنظر أن الإدارة الأميركية عبر مسؤولين كبار فيها واصلت حملتها على السلطات الإيرانية، متهمة إياها بأنها في طور بلوغ نسبة تخصيب لليورانيوم تتجاوز الـ90 في المئة، ما ينذر باقتراب موعد استحواذ طهران على قنبلتها النووية الأولى. فما معنى هذه التحذيرات الأميركية في ظل تكثيف الثنائي تل أبيب – واشنطن مناوراتهما العسكرية تحاكي فيها ضربة على إيران تتبعها حرب معها؟ على ما يبدو أن واشنطن وضعت على الطاولة الخيار العسكري من دون أن تعلن عنه بوضوح. وهذا ربما ما يفسر تنامي التوتر في معسكر “محور المقاومة” في العراق، سوريا ولبنان. والكلام الذي يصدر على لسان أذرع إيران في المنطقة، مثل مسؤولي “حزب الله”، أن ثمة تهديدات بشن حرب واسعة على قوى المحور المذكور في المدى المنظور. الشيء المؤكد هو أن إيران لم تباشر من الناحية العملية في العودة إلى التزاماتها المنصوص عنها في الاتفاق النووي لعام 2015. وبالمقابل فإن إسرائيل وخلفها الولايات المتحدة يلتقيان حول تقييمهما للأهداف الإيرانية بالنسبة إلى البرنامج النووي، وتتلخص بصنع القنبلة النووية. والسؤال: هل سيواصل الأميركيون في ما يتعلق بأهداف البرنامج النووي الإيراني تمسكهم بسياسة دفن الرأس في الرمال؟