رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 12 شباط/2023  في كنيسة بكركي مع نص عظته/ومع نص العظة التي القاها اليوم المطران عودة في كاتدرائية القديس جاورجيوس/الراعي للمسؤولين: كل نداء من المجتمعين العربي والدولي هو ادانة لفسادكم وسوء استعمال سلطتكم/عوده: بناء الدولة يبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعمل بناء على خطة إصلاحية

86

Al-Rahi says others to blame for presidential void, not only Christians
Naharnet/February 12/2023

Bishop Aoudi: Building the state begins with electing a president and forming a government that works according to a reform plan
LCCC/NAA/February 12/2023

رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 12 شباط/2023  في كنيسة بكركي مع نص عظته/ ومع نص العظة التي القاها اليوم المطران عودة في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

عوده: بناء الدولة يبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعمل بناء على خطة إصلاحية
وطنية/12 شباط/2023

الراعي للمسؤولين: كل نداء من المجتمعين العربي والدولي هو ادانة لفسادكم وسوء استعمال سلطتكم وبانتخاب الرئيس المناسب تتوقّف المتاجرة بثروات الدولة على حساب خزينتها والشعب
وطنية/12 شباط/2023
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، انطوان عوكر وانطوان بو نجم، رئيس مزار سيدة لبنان حريصا الاب فادي تابت، في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الاشقر، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، قنصل موريتانيا ايلي نصار، قنصل لبنان في النمسا فادي ابو داغر، عائلة المرحومة عدلا الشدراوي أبو شرف، عائلة المرحومة حليمة نظير سمعان الياس، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: “وها لعازر الآن يستريح هنا، وأنت تتعذّب هناك ” (لو 12: 25)،:

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي
أحد تذكار الموتى المؤمنين
بكركي – ١٢ شباط ٢٠٢٣
“وها لعازر الآن يستريح هنا، وأنت تتعذّب هناك ” (لو 12: 25)
1. تدعونا الكنيسة في هذا الأحد وطيلة الأسبوع الطالع لنتذكّر موتانا وسائر الموتى المؤمنين. نصلّي من أجل راحة نفوسهم في مشاهدة وجه الله، مقدّمين القدّاسات، وأعمال رحمة ومحبّة. ونسأل الله أن يخفّف من آلامهم المطهريّة وينقلهم إلى سعادة السماء، ونستشفعهم ليضرعوا إلى الله من أجلنا لكي نبلغ إلى ميناء الخلاص في هذه الدنيا وفي الآخرة.
تتلو الكنيسة في هذه المناسبة إنجيل الغنيّ ولعازر. يعلّمنا الربّ يسوع في هذا المثل أنّنا بولادتنا من أمّهاتنا نبدأ وجودنا التاريخيّ، ومسيرتنا نحو وجودنا الأبديّ. بنوعيّة حياتنا على الأرض، يقرّر كلّ واحد وواحدة منّا نوعيّة وجوده الأبديّ: إمّا خلاصًا أبديًّا، وإمّا هلاكًا. بهذا المعنى قال إبراهيم للغنيّ: “وها لعازر الآن يستريح هنا، وأنت تتعذّب هناك”(لو 12: 25) .
2. يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهيّة، ذاكرين فيها موتانا وسائر الموتى المؤمنين. وإذ أرحّب بكم جميعًا أوجّه تحيّة خاصّة لعائلة المرحومة عدلا الشدراوي أرملة المرحوم الأستاذ لويس أبو شرف، الوزير والنائب السابق. وقد ودّعناها منذ عشرة أيّام مع أبنائها وبناتها وعائلاتهم والأنسباء والعديد من اللبنانيّين والرسميّين. كما أوجّه تحيّة خاصّة أيضًا إلى عائلة المرحومة حليمة نظير سمعان الياس، أرملة المرحوم أديب كريم الشرتوني التي ودّعناها منذ خمسة أيّام مع أبنيها وابنتها وأشقّائها وشقيقاتها وعائلاتهم والعديد من أهالي بسوس العزيزة وسواها. إنّنا نصلّي لراحة نفسي المرحومتين عدلا وحليمة، ولعزاء أسرتيهما والأصدقاء.
3. وهبنا الله، لكي نحسن نوعيّة وجودنا التاريخيّ، ثلاث مَلَكات: العقل الذي يقودنا إلى الحقيقة، والإرادة التي بها نحبّ الحقيقة ونفعل الخير، والحريّة التي بها نتخّذ خياراتنا اليوميّة في إطار الحقيقة والخير. وبما أنّنا سريعو العطب، بسبب جرح الخطيئة الأصليّة ونقصنا كخلائق، ينحرف العقل، مخدوعًا، إلى ظلمة الضلال والكذب، وتنحرف الإرادة إلى الأنانيّة والشرّ، وتسكر الحريّة من هوى خياراتها المدمّرة. فأعطانا الله كلامه ونعمته، غفرانه وجسده لنشفى ونصحّح وننهض ونتقوّى: “عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا لهم (لو 16: 29).
موسى والأنبياء، هم اليوم الكنيسة التي تحمل للعالم كلام الإنجيل ونعمة الأسرار ومحبّة المسيح.
4. مشكلة الغنيّ ليست في ملكيّته، فهي حقٌّ طبيعيّ للإنسان أقرّته الشرائع الإلهيّة والبشريّة (البابا لاون الثالث عشر: الشؤون الحجيثة، 6-7)، بل في عبادة ملكيّته وثروته. فكان الغنى الإله الأكبر عنده، إذ راح يبحث عن سعادته في غناه لا في الله. نقرأ في التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة: “المال في يومنا هو الإله الأكبر، ويؤدّي له الناس إكرامًا عفويًّا. إنهم يقيسون الكرامة والسعادة بمقياس الغنى، لاعتقادهم أنّ الإنسان الحاصل على الثروة يقدر على كلّ شيء. الغنى صنم من أصنام عصرنا (فقرة 1723). الملكيّة الخاصّة ضروريّة للحياة البشريّة، لكنّها تفترض حسن التصرّف بها، إذ لا يحقّ للإنسان أن يعتبر الأشياء التي يملكها خاصّة به وحده، بل ينبغي أن يعتبرها مشتركة، عملًا بوصيّة بولس الرسول: “أوصٍ أغنياء هذا العالم ألّا يتّكلوا على الغنى الذّي لا اتّكال عليه، بل على الله الحيّ الذي وهبنا بكثرة كلّ شيء لراحتنا، وأن يصنعوا الخير ويطلبوا الغنى بالأعمال الحسنة، فيعطوا ويشاركوا بسهولة” (1 طيم 6: 17-18).
5. لعازر الفقير لم ينل الخلاص لأنّه فقير؛ فالله كلّي الجودة لا يريدنا فقراء بمعنى العوز والحرمان، بل يريدنا فقراء بالروح، غير متعلّقين بأموال هذه الدنيا حتّى عبادتها، ومتجرّدين. نال لعازر الخلاص لأنّه ارتضى حالة الفقر، وصبر على محنته، وحمل صليبه دونما اعتراض، واتّكل على عناية الله، وعاش في تواضع. نال الخلاص لأنّه لم يشتهِ مال الغنيّ، رافضًا اللجوء إلى العنف والسرقة والاحتيال والتعدّي الظالم، عملًا بوصايا الله؛ ولأنّه كان حرًّا من “شهوة العين” (1 يو 2: 16) نقيّ القلب وصافي النيّة.
لعازر الفقير كان طريق ذاك الغنيّ إلى خلاصه الأبديّ، فاهماله للعازر المنطرح أمام باب دارته، مميلًا نظره عن بؤسه، وصامًّا أذنيه عن أنينه، وغرقُه في ملذّاته وأنانيّته، سبّبا له الهلاك الأبديّ.
6. هذا المثل الإنجيليّ ينطبق تمامًا عندنا في لبنان: فالغنيّ متمثّل بالمسؤولين والنافذين والمعطّلين لإنتخاب رئيس للجمهوريّة، وبالتالي لإنتظام الدولة والمؤسّسات الدستوريّة. ولعازر الفقير متمثّل بالشعب اللبنانيّ العائش في الفقر المدقع والحرمان الشامل من حقوقه الأساسيّة. فليدرك الأوّلون أنّهم مع الأيّام التي تمرّ، والحالة الإقتصاديّة والمعيشيّة سائرة من سيّء إلى أسوأ، إنّما يكدّسون جرائمهم قاتلة هذا الشعب.
7. قفوا أيّها المسؤولون والنافذون والمعطّلون أمام محكمة الله والضمير والشعب والتاريخ. واعلموا أنّ كلّ نداء يأتيكم من المجتمعين العربيّ والدوليّ ليس مجرّد تمنٍّ، بل هو إدانة لفسادكم وسوء استعمال سلطتكم ونفوذكم. فأين أنتم من مسؤوليّتكم الدستوريّة الأولى بانتخاب رئيس للجمهوريّة الذي يشرّع عمل المجلس النيابيّ والحكومة؟ وأين أنتم من إجراء الإصلاحات المطلوبة دوليًّا؟ وأين أنتم من رفع يدكم عن القضاة والقضاء لكي يتواصل التحقيق في تفجير مرفأ بيروت من أجل إجلاء الحقيقة وممارسة العدالة؟ أين أنتم من تنفيذ الإجراءات المنتظرة من صندوق النقد الدوليّ والأسرة الدوليّة؟ أين أنتم من تحقيق دولة القانون والخروج من الفلتان وانتشار السلاح غير الشرعيّ وشريعة الغاب؟ أين أنتم من توطيد سيادة لبنان على كامل أراضيه وتثبيت إستقلاله.
8. يتكلّمون عن الحوار وعن مبادرة ما من البطريركيّة، إنّ الكرسي البطريركي الذي ما توانى يومًا عن تحمّل المسؤولية يتمنى على جميع القوى السياسية أن تشاركه المسؤولية بصراحة ووضوح ليكون النجاح حليفنا جميعًا. فإذا كان رئيس الجمهورية مارونيًّا فالناخبون ليسوا جميعهم موارنة ومسيحيين. وإذا كان جزء من مسؤولية الشغور الرئاسي يتحملها القادة المسيحيون، فالمسؤولية الكبرى تقع على غيرهم. لأن المسيحيين مختلفون على هوية الرئيس بينما الآخرون مختلفون على هوية الجمهورية. لذلك نحن حريصون على عدم المس بهوية لا الرئيس، ولا الجمهورية لأنهما ضمانة لوحدة لبنان والكيان في ظل المشاريع الداخلية والأجنبية التي وضعت لبنان على المشرحة دون أيّ اعتبارٍ لتاريخ هذه الأمّة وخصوصيتها. ولبنان ليس نظامًا ينتقل من فريق إل فريق، إنما أمّة تنتقل من جيل إلى جيل عبر الآلية الديمقراطية دون ما سواها.
9. في كلّ حال يبقى الموضوع الأساس أن يلتئم مجلس النواب وينتخب رئيسًا بموجب المادّة 49 من الدستور. إنّ عدم إلتئامه والتمادي في الشغور لا يبرّر مخالفة المادّتين 74 و75 منه اللتين تعلنان “المجلس النيانيّ هيئة إنتخابيّة لا تشريعيّة”. إنّ مخالفتهما تنسحب على مخالفة المادّة 57 المختصّة بصلاحيّة رئيس الجمهوريّة، وتقضي على مبدأ فصل السلطات الذي تقرّه مقدّمة الدستور في بنده (هاء).
فمن أجل هذا، يعتصم النائبان، مشكورين، في المجلس النيابيّ بصورة متواصلة منذ خمسة وعشرين يومًا، من دون كهرباء ودفء في هذه الأيّام، والبرد قارص، محرومين من التنقّل والإستجمام والعيش في دفء عائلتيهما. إنّنا نعوّل على حكمة دولة رئيس مجلس النواب للمحافظة على وحدة المجلس.
10. بانتخاب الرئيس المناسب والأفضل ينتظم عمل المؤسّسات وتتوقّف المتاجرة بثروات الدولة على حساب خزينتها والشعب! فبالنسبة إلى مرفأ بيروت، لا اتفاقيّات ثنائيّة مشبوهة دون إعلان دوليّ على المزايدة! وبالنسبة إلى الموانئ اللبنانيّة ككلّ، لا مشاريع تمرّ في المجلس النيابي بالمحسوبيّات والمصالح الخاصّة. وبالنسبة إلى وزارة الزراعة وضبط توزيع المساعدات على المزارعين يجب إعطاء كلّ مزارع لبنانيّ رقمًا من وزارة الماليّة، ومنه يتمّ بيع المحصول إلى التجار، وبعدها تتمّ عمليّة التصدير. وبالنسبة إلى ضبط عمليّة تهريب المخدّرات، يجب التعاون بين مصدّر البضائع ومستوردها وفقًا للأصول.
11. لا يمكن الإستمرار في هدم ما تميّز به لبنان من تقدّم وازدهار في بيئته، على كلٍّ من المستوى العلميّ والثقافيّ والطبيّ والإستشفائيّ والمصرفيّ الرفيع، والتنوّع الثقافيّ والدينيّ في الوحدة الوطنيّة، والعيش معًا بالتعاون والإحترام المتبادل والتكامل في الهويّة الوطنيّة وحضارتها، وحريّة المعتقد والتعبير، والإنفتاح على الشرق والغرب والتواصل الثقافيّ والإقتصاديّ معما.
هذه الحالة إذا عادت إلى لبنان تمجّد الله وتسبّحه الآن وإلى الأبد، آمين.
* * *
#البطريرك_الراعي #البطريركية_المارونية #بكركي #حياد_لبنان #لبنان_الكبير

عوده: بناء الدولة يبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعمل بناء على خطة إصلاحية
وطنية/12 شباط/2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “بداية لا بد لنا من رفع الصلاة من أجل جميع الضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب قلب أنطاكيتنا الحبيبة، ومن أجل جميع المشردين والمفقودين من إخوتنا، سائلين الله أن يبلسم جراح الجميع ويغدق عليهم رحمته الغنية العظمى، ويرحم نفوس المنتقلين ويعزي ذويهم. في الأوقات الصعبة يهب الجميع لمساعدة إخوتهم في الإنسانية، لذا نسألكم جميعا أن تمدوا يد العون، كل بحسب قدرته، إلى المصابين والمشردين. أما نحن فسوف نخصص، مع تقدماتكم لهذا الأحد من أجل مساعدة إخوتكم، ما يمكن كنائس أنطاكية من تضميد جراح أبنائها”.
أضاف: “رأينا اليوم في مثل الإبن الشاطر ثلاثة مواقف: موقف الإبن الأصغر تجاه أبيه، وموقف الأب تجاه ابنه الأصغر، وأخيرا موقف الإبن الأكبر تجاه أبيه وأخيه. مثل الإبن الشاطر لا يحدثنا عن التوبة فقط، بل يحدد لنا شكل العلاقة بين الله والإنسان، وكيفية تجاوب الإنسان مع هذه العلاقة الأبوية. فالإنسان غالبا ما يتصرف مع الله الآب خالقه بجحود، فيطلب ولا يكتفي، وينسى أن العاطي هو الرب، فيأخذ ما يعطى له ويرتحل بعيدا، غارقا في دوامة هذا العمر وشروره وجشعه وملذاته، تماما كما فعل الإبن الشاطر. مع هذا، ينتظر الآب عودة أبنائه الذين خلقهم على صورته ومثاله. لا يتدخل من أجل إرجاعهم، ليس لأنه حقود وهو كما يقول النبي داود: «رحيم ورؤوف، طويل الأناة وكثير الرحمة، لا يحاكم إلى الأبد، ولا يحقد إلى الدهر» (مز 103: 8-9)، بل لأنه خلقنا أحرارا، وتدخله يعيق حريتنا الشخصية. لكننا، عندما نعود إلى ذواتنا، ونقرر العودة إليه، نجده في انتظارنا، لا بل يهرع نحونا فاتحا يديه كما فعل الأب في مثل اليوم. هذه هي التوبة النابعة من حرية شخصية، والمكملة برأفة الآب ومحبته. يقول القديس بورفيريوس الرائي: «لا تحارب في سبيل طرد الظلمة من غرفة نفسك، بل افتح نافذة صغيرة تسمح للنور بالدخول، ووحدها الظلمة ستختفي». قرار عودتنا الحر هو تلك النافذة الصغرى التي علينا فتحها، فيدخل الرب لينير حياتنا طاردا ظلمة الخطيئة”.
وتابع: “يخطئ الكثيرون عندما يقولون إن الله يفتعل المصائب والكوارث ليعيد الناس إلى التوبة. إنهم بذلك ينزعون عن الله صفة الرحمة، ويجعلون منه كائنا بشريا ينتقم من الذين لا يبجلونه، كما يفعل أباطرة هذا العالم. الله «يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون» (1تي 2: 4)، فكيف يجرؤ أحد أن ينسب ما يحدث في العالم لهذا الإله المحب والشفوق؟ الله، لكثرة محبته للبشر، غرس فينا صوته، وهو ما نسميه «الضمير». البشر يسكتون هذا الضمير بأعمالهم الخاطئة، ولكثرة إسكاتهم إياه تصم آذان نفوسهم عن سماعه، إلا أن هذا الصوت الإلهي لا يموت، بل حالما تواجه الإنسان مشكلة لا يقدر على حلها، أو عندما يواجه حقيقة عظمى كالمرض أو الموت الفجائي، يفرغ ذهنه من جميع الأفكار ما عدا فكرة النجاة والمحافظة على حياته، فيعود صوت ضميره ليصدح مذكرا إياه بأن لا حياة له خارج البيت الأبوي. نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين: «لذلك كما يقول الروح القدس اليوم، إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم» (عب 3: 7-8). عندها يدخل الإنسان في صراع مع نفسه، وليس مع الله. نفسه تشتاق للعودة إلى الأحضان الأبوية، فيما تعود به ذاكرته إلى ما فعله في حياته من شرور، الأمر الذي عانى منه الإبن الشاطر عندما خسر كل شيء، ورأى أنه كان مكرما في بيت أبيه على عكس حالته الآن. خسارة الإبن لم تكن بسبب أبيه. فالأب أغدق على ابنه بنصف ثروته، تلبية لطلبه. الخسارة حصلت بسبب جهل الإبن لكيفية تثمير الثروة الممنوحة له. لم يلم أباه مثلما يفعل معظم مؤمني هذا العصر، كلما حلت كارثة بقولهم: «هذه مشيئة الله». المشيئة الإلهية هي خلاص البشر، لا إزهاق أرواحهم، فيما كل المشاكل الحاصلة في هذا العالم هي من نتائج جهل البشر كيفية استخدام النعم الإلهية، فيظنون أنهم أصبحوا أسياد الأرض، ويعيثون الخراب في وسطها، بينما نسمع داود النبي يقول: «الله في وسطها فلن تتزعزع» (مز 46: 5)”.
وقال: “إن الرب لا يرسل المصائب، إلا أن حدوثها يجعلنا نتذكر وجوده، وهذا أمر مؤسف إذ أصبح الإنسان ينتظر وقوع الكوارث لكي يعي بعده عن الرب ويسعى للعودة إليه، هذا إن لم ينس مرارة تلك الكوارث ويعد إلى سابق شروره. مثل الإبن الشاطر يذكرنا بأن الله ينتظر عودتنا، وبأننا ندخل المشاكل إلى حياتنا عندما نبتعد نحو الخليقة بدلا من الخالق. والعودة ليست مستحيلة، ويجب ألا يقف الخجل عائقا أمامها. ومثلما تخطى كل من زكا والكنعانية كل العوائق، هكذا على الإنسان تخطي خجله من خطيئته، والرجوع بنفس منسحقة بالتواضع الناشئ من تأديبه لذاته أولا، وسيجد الباب مفتوحا، فيدخل ويفرح ذاك الفرح القيامي، لأنه كان ميتا بالخطيئة، فعاد حيا بنعمة الله الممنوحة لأبنائه الذين يعرفون كيف يستخدمون حريتهم، لا خوفهم من المصائب، في سبيل العودة إلى البيت الأبوي. التوبة أجمل وأنقى تقدمة يستطيع الإنسان تقديمها إلى الله. بها نسدد المتوجب علينا عن جميع الأعمال التي صنعها السيد من أجلنا. موقف الإبن الأكبر في المثل، يذكرنا بموقف كل إنسان لا يفرح بتوبة أخيه الإنسان، بل يقف مذكرا إياه بخطايا إنسانه القديم. كثيرون ظهروا مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي يدينون إخوتهم في الإنسانية، شامتين بهم وبمصابهم الأليم نتيجة زلزال مدمر، مدعين أن ما حدث هو نتيجة أعمال شريرة انتقم الله منهم بسببها. هؤلاء يمثلون شريحة من الذين يتوبون توبة مؤقتة ناتجة عن الخوف من الموت، خصوصا أنهم مروا بآلام مشابهة عقب تفجير هو من الأكبر عالميا. هل نسي أولئك ما حدث؟ أو هل ما حصل في بلدهم كان نتيجة لخطاياهم فعاقبهم الله عليها؟ وحالما شعروا أنهم في مأمن عادوا إلى إنسانهم العتيق الديان، واضعين أنفسهم مكان الله العادل والمحب للبشر؟ ربما ما حدث مؤخرا من كارثة طبيعية حث كثيرين على التوبة، التي نصلي ألا تكون موقتة، فهل نقف كالإبن الأكبر غير فرحين بذلك؟”
أضاف: “كل شيء حولنا يدعونا إلى التوبة، ومع ذلك فإن مسؤولينا لا يجدون إلى التوبة سبيلا. إن الزلزال المدمر الذي أصاب تركيا وسوريا ولم يسلم من تردداته لبنان دمر مناطق كثيرة وخلف آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين والمشردين. ألا تدعو هذه الكارثة جميع المسؤولين إلى التأمل بما كان سيحل بلبنان وأبنائه لو طالت لبنان؟ لقد نجا لبنان بأعجوبة بسبب رحمة الله التي أبعدت عنا هذه الكأس، وقد أرغمنا على تجرع كؤوس مرة كثيرة ولم نعد نحتمل. إن ما حصل يشكل إنذارا يدعو الجميع إلى إدراك صغر الإنسان وعجزه أمام غضب الطبيعة وسطوتها، وإلى التفكير بكيفية التصدي لمثل هذه الكوارث ووضع الخطط اللازمة من أجل مقاومة الزلازل والعواصف والسيول، وتخفيف ضررها. للأسف لم يتغير شيء في مواقف السياسيين والزعماء وقادة هذا البلد، ولم يفيقوا من سباتهم أو يشعروا بالرعب الذي يعيشه اللبنانيون، وبخاصة ساكنو الأبنية القديمة المتصدعة وما أكثرها في لبنان، ولم يهبوا إلى نجدة شعبهم القلق على مصيره من غضب الطبيعة ومن سوء إدارة حكامهم. ألا يتوجب عليهم إعادة النظر في سلوكياتهم ومواقفهم والعمل على بناء دولة قادرة على احتضان شعبها وحمايته؟ وبناء الدولة يبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعمل جاهدة على تسيير إدارات الدولة بناء على خطة إصلاحية إنقاذية شاملة. وإن كانوا عاجزين عن ذلك فليفسحوا المجال لمن يستطيع ذلك”.
وختم: “دعوتنا اليوم ألا نميز ذواتنا، ظانين أن الآخرين هم كالإبن الشاطر. إن كلا منا هو شاطر، إلى حين مجيء تلك اللحظة المباركة التي يرجع فيها إلى ذاته متذكرا جمال حياته قرب أبيه السماوي”.

Al-Rahi says others to blame for presidential void, not only Christians
Naharnet/February 12/2023
Maronite Patriarch Beshara al-Rahi on Sunday commented on the reports that the Maronite patriarchate intends to launch a presidential initiative. “They talk about dialogue and about a certain initiative from the patriarchate. The patriarchal seat, which has never hesitated to shoulder responsibility, urges all political forces to frankly and clearly share it the responsibility, so that we can all achieve success,” al-Rahi said in his Sunday Mass sermon. He added: “If the president is Maronite, not all electors are Maronite and Christian,” al-Rahi noted. “If part of the responsibility for Christian vacuum falls on Christian leaders, the biggest responsibility falls on others, because Christians are divided over the president’s identity while others are divided over the republic’s identity,” the patriarch added.

Bishop Aoudi: Building the state begins with electing a president and forming a government that works according to a reform plan
LCCC/NAA/February 12/2023
Bishop Aoudi stressed in his sermon today that “Everything around us calls us to repentance, yet our officials find no way to repent. The devastating earthquake that struck Turkey and Syria, and Lebanon was not spared from its frequencies, destroyed many regions and left thousands of victims, wounded, missing and displaced persons. Doesn’t this catastrophe invite all those responsible to reflect?” What would have happened to Lebanon and its people if Lebanon had been prolonged? Lebanon miraculously survived because of God’s mercy, which removed this cup from us, and we were forced to drink many cups, and we could no longer bear it. What happened constitutes a warning that calls on everyone to realize the smallness of man and his helplessness in the face of nature’s wrath and its power. And to think about how to deal with such disasters and develop the necessary plans to resist earthquakes, storms and torrential rains, and mitigate their damage.Unfortunately, nothing has changed in the positions of the politicians, leaders, and leaders of this country, and they have not awakened from their slumber or felt the terror that the Lebanese are living through, especially the residents of old, cracked buildings, and many of them. In Lebanon, they did not come to the aid of their people who are worried about their fate from the wrath of nature and from the mismanagement of their rulers. Shouldn’t they reconsider their behavior and positions and work to build a state capable of embracing and protecting its people? It begins with the election of a president and the formation of a government that strives to run state administrations based on a comprehensive rescue reform plan. And if they are unable to do so, let them make room for those who can.”He concluded, “We called on us today not to distinguish ourselves, thinking that others are like the prodigal son. Each of us is intelligent, until that blessed moment comes when he returns to himself, remembering the beauty of his life near his heavenly Father.”