رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 05 شباط/2023 في كنيسة بكركي بذكرى الأبرار والصديقيين/مع نص عظته ونص عظة المطران عودة التي القاها في القداس الذي ترأسه في كنيسة القديس نيقولاوس/الراعي: إحجام النواب بالطاعة العمياء لمرجعياتهم عن انتخاب رئيس خيانة عظمى وجرم بحق الشعب والدولة/عوده: مسؤولونا فريسيون يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله

134

اضغط هنا لمشاهدة فيديو القداس

رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 05 شباط/2023 في كنيسة بكركي بذكرى الأبرار والصديقيين/مع نص عظته ونص عظة المطران عودة التي القاها في القداس الذي ترأسه في كنيسة القديس نيقولاوس.

وطنية/05 شباط/2023

Al-Rahi accuses lawmakers of ‘high treason’
Naharnet/February 05/2023
Maronite Patriarch Beshara al-Rahi on Sunday accused the country’s lawmakers of “high treason” for failing to elect a new president. “Through blind obedience to their leaders, the MPs of the nation are refraining from electing a president, favoring instead the growing collapse of the constitutional and public institutions, injustice against the people and forcing the best of our skilled labor to experience the bitterness of emigration,” al-Rahi said in his Sunday Mass sermon. “Isn’t this high treason? Isn’t it rather a great crime against the Lebanese people and state?” al-Rahi added. “They are speaking of the need for dialogue in order to reach a consensual candidate, while some are clinging to their candidate and want to impose him on others and other parties are holding onto the veto right against the nomination of many eligible candidates,” the patriarch lamented. Accordingly, al-Rahi said dialogue needs to be based on “the situation of Lebanon and the Lebanese.” “The best and most appropriate candidate for this situation must be sought,” the patriarch added, calling for rising above “selfishness” and “partisan interests.”

Bishop Aoudi: We do not see around us in this country except Pharisee officials
LCCC/February 05/2023
Bishop Aoudi today in his Homely asked: “How does the parliament, which is entrusted with implementing the constitution, fail to elect a president and what benefits do they puruse in this obstruction? He called on the MPs to overcome their differences, and do their duty to preserve the trust of the people and the role of the Parliament. He added, “My prayer is that the Lord will inspire the leaders of this country to go towards building, trust in the state and imposing its prestige, building institutions and activating their role, especially the oversight ones, in order to impose accountability and the impunity of any criminal or guilty person, and finally the citizen’s edification on respecting his homeland, belonging to it alone, and working for it, edifying him on love, tolerance, non-compromising, and rejecting partisan and sectarian loyalties at the expense of loyalty to the homeland. He concluded, “We do not see around us in this country except Pharisee officials who hide behind the pretext of applying the laws that they have adapted to their interests, but in reality they oppress an entire people. Those must remember that their salvation is linked to the salvation of their brothers, the sons of their people, and that the laws were designed to define rights and duties, and to hold them accountable.” Every negligent, criminal, and fugitive from justice”.

البطريرك الراعي: إحجام النواب بالطاعة العمياء لمرجعياتهم عن انتخاب رئيس خيانة عظمى وجرم بحق الشعب والدولة
المطران عوده: مسؤولونا فريسيون يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله

البطريرك الراعي: إحجام النواب بالطاعة العمياء لمرجعياتهم عن انتخاب رئيس خيانة عظمى وجرم بحق الشعب والدولة
وطنية/05 شباط/2023
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان – حريصا الأب فادي تابت، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رابطة خريجي معهد الرسل – جونية وعائلة المرحوم روميو لحود وحشد من الفعاليات والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة في “أحد الأبرار والصديقي” بعنوان “كنت جائعا فأطعمتموني”. قال فيها: “تذكر الكنيسة، في هذا الأحد، وطيلة الأسبوع، الأبرار والصديقين. هي كنيسة الأرض المجاهدة، من أجل بناء ملكوت الله في المجتمع البشري وفي العالم، تكرم كنيسة السماء الممجدة، التي يبلغ معها ملكوت الله ذروة إكتماله. فتستشفعها لكي يسلك أبناؤها وبناتها، الذين في العالم الطريق الذي سلكه القديسون، وهو محبة الأخوة في حاجاتهم، وتسمى “بالمحبة الإجتماعية”. وقد تماهى الرب يسوع مع المحتاجين: فإذا جاع أحدهم، جاع هو، وإذا أحد أطعمهم، أطعمه هو، وسماهم “إخوته الصغار”. ولذا قال: “كنت جائعا فأطعمتموني” (متى 25: 35)”.
أضاف: “يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، فأرحب بكم جميعا مع تحية خاصة إلى رابطة خريجي معهد الرسل جونيه: إلى مجلسها برئيسها الفخري الأب معين سابا رئيس معهد الرسل، وبرئيسها الأستاذ غسان بلان، وبسائر أعضاء المجلس. ونذكر أعضاء الرابطة، ونصلي لراحة نفوس الذين انتقلوا إلى بيت الآب. تأسست الرابطة سنة 1956 أي منذ 67 سنة. وقد لمع عدد كبير من الخريجين في المجتمع. فكان منهم أساقفة ووزراء ونواب وقضاة ومحامون وأطباء وإعلاميون وعسكريون وسواهم. تميزت الرابطة بوحدتها وبولائها لمعهد الرسل ومساندة طلابه، فتقوم بكثير من المبادرات لهذا الهدف. نتمنى لها دوام الإزدهار والمساعدة الإلهية لتحقيق مقاصدها البناءة. ونحيي أسرة المرحوم روميو لحود الذي سطر صفحات مجيدة في تاريخ الفن المسرحي والإبداع في الغناء والتأليف والتلحين والإنتاج والإخراج. وبذلك حمل إسم لبنان عاليا إلى الدول فكرمته وقدرته بالأوسمة الخمس. لقد ودعناه مع عائلته: إبنته وحفيدته وشقيقه وشقيقتيه وأصدقائه الكثر، بل مع اللبنانيين، منذ ما يزيد على الشهرين. ولكن مهما طال الزمن، يبقى إسم روميو لحود حيا في الذاكرة والقلوب بما ترك من إرث في الفن والإبداع. نصلي في هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسه، ولعزاء أسرته ومحبيه”.
وتابع: “كنت جائعا فأطعمتموني” يؤكد الرب يسوع أننا في مساء الحياة سندان على المحبة الإجتماعية، التي فصلها على سبيل المثال في ست حالات يمر فيها كل إنسان ويحتاج إلى محبة الناس تجاهه، وفي الوقت عينه هو مدعو ليساعد من هم في إحدى هذه الحاجات. الحالات الست لا تقتصر على الحاجات المادية بل تشمل أيضا تلك الروحية والمعنوية والنفسية والاجتماعية والحقوقية. فالجائع يجوع إلى خبز وطعام، وأيضا إلى كلمة الله والعلم. والعطشان يعطش إلى ماء، وأيضا إلى عدالة وإنصاف وكلمة حق، وإلى غفران ومصالحة. والغريب غريب عن وطنه ومحيطه، وأيضا غريب عن ذاته وداخله، وعن أهل بيته، وعائش في غربة نفسية وعاطفية وسط عائلته ومجتمعه. والعريان يفتقر إلى ثوب ولباس، لكنه أيضا يعرى من كرامته وحسن صيته بالنميمة والسخرية والتجني والافتراء والكلام الكاذب عنه. والمريض مريض في جسده وأعصابه وعقله، وأيضا في انحرافاته المرضية من نوع الانحرافات الجنسية والإدمان على السكر والمخدرات ولعب القمار. والسجين سجين في الأسر وراء القضبان، وأيضا أسير أنانيته وشهواته ونزواته، وأسير مواقفه وآرائه، وفاقد إرادته وقدرته على التمييز باستعباده لأشخاص وإيديولوجيات ومصالح رخيصة لا يميز معها بين الخير والشر، وبين العدل والظلم، وبين الحقيقة والكذب”.
وقال: “هذه حالات يمر فيها أو في بعضها كل إنسان كبيرا كان أم وصغيرا. وهو في حالته هذه من “إخوة يسوع الصغار” (متى 25: 40). ومدعو ليستحضر المسيح في حالته وألمه، ويضمها إلى آلام المسيح فتنال قيمة خلاصية وبعد فداء، على مثال بولس الرسول: “إني أتم في جسدي ما نقص من آلام المسيح” (كول 1: 24). وعندما يكون، في حالة إيجابية، هو من المدعوين لمساعدة غيره من هؤلاء “الإخوة”، مكرما فيهم شخص المسيح وآلام الفداء الجارية فيهم. عندما تكون أنت “من إخوة يسوع الصغار”، كانت لك نعمة، أما عندما تكون أمام “أخوة يسوع الصغار” الذين يحتاجون إلى محبتك، فهذه لك دعوة ومسؤولية ستدان عليها. وذلك أنها واجب من باب العدل. يقول القديس يوحنا فم الذهب: “إن عدم إشراك الفقراء في خيراتنا الشخصية هو سرقتهم وقتلهم.
” العدل فضلية أخلاقية قوامها إرادة ثابتة وراسخة لإعطاء الله والقريب ما يحق لهما”. (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1807). العدل تجاه الله يدعى “فضيلة العبادة”، والعدل تجاه القريب هو احترام حقوق كل شخص، وجعل العلاقات البشرية في إنسجام يعزز الإنصاف والعدل، على أساس من الحقيقة والخير العام (راجع إفتتاحية النهار بقلم المطران كيرللس سليم بستروس: العدل. السبت 4 شباط 2023). إن الأبرار والصديقين الذين تذكرهم الكنيسة اليوم هم الذين عاشوا في هذه الدنيا الحق والعدل تجاه “الأخوة الصغار” الذين يتكلم عنهم المسيح الرب في إنجيل اليوم”.
أضاف: “إن حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع، ومن حرمانه الدواء والغذاء، ومن فقدان الحق والعدل، إنما هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب.نعم في خيانة الشعب الذي ائتمنهم على مؤسسات الدولة لكي يحكموا له بالحق والعدل، ويؤمنوا الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كل واحد. ذلك أن نواب الأمة بالطاعة العمياء لمرجعياتهم يحجمون عن انتخاب رئيس للجمهورية، ويؤثرون الإنهيار المتفاقم في المؤسسات الدستورية والعامة، وقهر الشعب، وإرغام خيرة قوانا الحية على مرارة الهجرة. أليست هذه خيانة عظمى؟ بل جرما عظيما بحق الشعب اللبناني والدولة؟ كيف بإمكانهم أن يغمضوا أعينهم عن رؤية شعبنا الفقير المقهور، وعن رؤية مؤسسات الدولة تتهاوى وتسقط؟ وأن يصموا آذانهم عن صراخ المرضى المحرومين من الدواء وإمكانية الإستشفاء؟ أإلى هذا الحد من الحقد والكيدية بلغ نواب الأمة ومرجعياتهم؟ وما القول عن القضاء، هذا العمود الفقري للدولة؟ الذي يهدم أمام أعيننا من أهل السياسة بتدخلهم وضغوطهم، ومن أهل القضاء أنفسهم المنصاعين لهم؟ هذه كلها نتيجة غياب رأس للدولة”.
وتابع: “يتكلمون عن ضرورة الحوار من أجل الوصول إلى مرشح توافقي، فيما البعض يتمسك بمرشحه ويريد فرضه على الآخرين، والبعض الآخر يتمسك بحق النقض ضد ترشيح هذا أو ذاك من الشخصيات المؤهلة وهي عديدة. أول ما يقتضي هذا الحوار، إذا حصل، الإنطلاق أولا من لبنان ووضعه ومن حالة اللبنانيين، ومن ثم البحث عن المرشح الأفضل والأحسن لهذا الظرف. ويقتضي ثانيا التجرد من الأنانية الرامية إلى المصلحة الخاصة. يقول الكاتب والمفكر الفرنسي بسكال: “الأنا ظالم بحد ذاته، إذ إنه يجعل نفسه محور كل شيء، ولا يقبل الآخرين بل يرغب في استعبادهم. فكل أنا هو العدو ويريد أن يتسلط على جميع الناس.” (راجع النهار: الإفتتاحية المذكورة)”.
وختم: “فلنصل، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، لكي يعضدنا الله جميعا بنعمته لنعيش المحبة الإجتماعية على مثال الأبرار والصديقين ، ولكي يرد الكثيرين إلى الإيمان وقداسة السيرة، فنستحق أن نسبح ونمجد الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد”.
بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في القداس.

المطران عوده: مسؤولونا فريسيون يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله
وطنية/05 شباط/2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كنيسة القديس نيقولاوس.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى عوده عظة جاء فيهاك “باسم الآب والإبن والروح القدس، آمين. بعدما تعرفنا على عشار اسمه زكا، وكيفية اجتهاده ليلتصق بالمسيح، وبعدما رأينا كيف أظهرت الكنعانية الوثنية، غير اليهودية، إيمانا كبيرا ب «ابن داود» ونالت شفاء ابنتها بنعمة الله، نصل اليوم مع مثل الفريسي والعشار إلى بداية مرحلة التهيئة للصوم الأربعيني المقدس. عندما نسمع مثل الفريسي والعشار نفكر بالكبرياء والتواضع. إذا انطلقنا من معنى كلمة «فريسي» يتجلى أمامنا المعنى الحقيقي لخطيئة الفريسي وذهابه غير مبرر، على عكس العشار الذي برره الله. لا يذكر مثل اليوم أسم الشخصيتين، بل يعطينا الرب صفتين تدلان على عمق كيان من يتحدث عنهما. فالعشار إنسان مكروه جدا لأنه يسرق أبناء شعبه ويجني الأموال الطائلة، ويعتبر عميلا لدى دولة غريبة وثنية مستعمرة. كان أبناء شعبه ينظرون إليه نظرة احتقار وإدانة ويعتبرونه خاطئا كبيرا. أما الفريسي، أي «المعتزل» أو «المبتعد»، فهو الذي أبعد نفسه عن الخطأة. لذلك يقول في صلاته: «أللهم، إني أشكرك لأني لست كسائر الناس الخطفة الظالمين الفاسقين، ولا مثل هذا العشار». شكل الفريسيون جماعة متشددة، متدينة إلى حد التطرف، فرضت على أعضائها الاعتزال عن الناس الذين تعتبرهم خطأة، ودعتهم إلى التمسك التام بالشريعة وفرائضها، كأن يغتسلوا ليكونوا أنقياء، مطبقين حرفية ما جاء على لسان إشعياء النبي القائل: «اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني، كفوا عن فعل الشر» (1: 16). وكان الفريسيون يمتنعون كليا عن العمل يوم السبت، ويؤدون عشر دخلهم للهيكل، ولا يتناولون بعض اللحوم النجسة. هذه الأمور ذكرها الفريسي في صلاته قائلا: «إني أصوم في الأسبوع مرتين وأعشر كل ما هو لي». هنا نتذكر ما حصل مع الرسول بطرس في أعمال الرسل، عندما جاع وغفا فيما كانوا يهيئون له الطعام، فرأى في رؤيا «السماء مفتوحة وإناء نازلا عليه… وكان فيه كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء. وصار إليه صوت: قم يا بطرس، إذبح وكل. فقال بطرس: لا يا رب، لأني لم آكل قط شيئا دنسا أو نجسا. فصار إليه صوت ثانية: ما طهره الله لا تدنسه أنت!» (10: 10-15). كأن جواب الرب لبطرس موجه إلى جميع اليهود والفريسيين المتزمتين، كما إلى جماعة من مسيحيي اليوم يظنون أنهم أفضل من سواهم، فقط لأنهم يدعون «مسيحيين»، مع أن كثيرين لا يفعلون ما يطلبه الرب منهم، وأول ذلك أعمال المحبة والرحمة”.
وتابع: “الفريسي، في بداية صلاته، وصف نفسه وعمله، ظانا أن عليه تذكير الرب بما يظنها حسناته الشخصية، لكي ينال التبرير. خطيئته الكبرى أنه وضع نفسه في مقابلة مع العشار عندما شكر الله لأنه ليس «مثل هذا العشار». لقد جاء المسيح ليتمم الناموس، لا لينقضه، وربط الناموس بالمحبة التي لا تظهر إلا عبر أعمال يقوم بها الإنسان تجاه أخيه الإنسان. هذا الفريسي الضليع بالشريعة والناموس تعلق بحرفية النص، لكنه رسب في تطبيقه مع أخيه الإنسان المخلوق، مثله، على صورة الله ومثاله، فسقط في خطيئة الكبرياء القاتلة، التي أخرجت آدم وحواء من فردوس النعيم. يعلمنا مثل الفريسي والعشار كيفية الصلاة الحقيقية. لما صلى الفريسي أراد تذكير الله بأنه يطبق الناموس الذي وضعه الله نفسه، لذلك هو يستحق التبرير. يا أحبة، إن الله يعلم كل شيء، خصوصا خطايانا. ولا نحتاج إلى تذكيره بحسناتنا. لكن الإنسان يحتاج دوما إلى تذكر خطاياه والعيش بتوبة واتضاع كما فعل العشار الذي «وقف عن بعد ولم يرد أن يرفع عينيه إلى السماء، بل كان يقرع صدره قائلا: أللهم ارحمني أنا الخاطئ. الفريسي الذي برر نفسه، وحاول تذكير الله بأنه مبعد ذاته عن الخطايا والخطأة، عائش بحسب الناموس، لم يذهب إلى بيته مبررا كالعشار الذي لم ير في ذاته سوى إنسان أنهكته الخطيئة وجاء طالبا الرحمة والخلاص. من هنا نفهم لماذا علمنا الرب يسوع صلاة واحدة وحيدة، هي الصلاة الربانية، التي نطلب فيها قائلين: «واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه». لقد ربط الرب خلاصنا بمعرفتنا لخطايانا الشخصية والاعتراف بها طلبا للمغفرة والرحمة، وبكيفية تعاملنا مع أخينا الإنسان، فصار الآخر مدخلنا إلى الملكوت، الأمر الذي غاب عن بال الفريسي المتزمت والمتعلق بالحرف لا بالروح”.
أضاف: “نحن لا نرى حولنا في هذا البلد إلا مسؤولين فريسيين يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم، لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله. على أولئك أن يتذكروا أن خلاصهم مرتبط بخلاص إخوتهم، أبناء شعبهم، وأن القوانين وضعت لتحدد الحقوق والواجبات، ولمحاسبة كل مقصر ومجرم وهارب من العدالة. الواقع المرير الذي نعيشه سببه الكبرياء والأنانية، أما المحرك فهي الإرتباطات المشبوهة، والمصالح والمكاسب والإنقسامات الطائفية. نحن بحاجة إلى التخلص من بقايا صراعات قضت على سنوات من حياة اللبنانيين وأضاعت آمالهم، وإلى زرع بذار التواضع والمحبة والتفاهم من أجل لبنان جديد قائم على الديمقراطية الحقيقية، مرتكز على المساواة والعدالة وقبول الآخر واحترامه. الكل سينقضي لكن الوطن باق. هل نريده أشلاء وطن يضمحل مع الزمن، أم نريده برعما لمستقبل يعد بالإشراق والإبداع. نحن بحاجة إلى العبور من الظلمات إلى نور الحقيقة. والحقيقة أن التعنت والمكابرة والحقد وتصفية الحسابات لم توصلنا إلا إلى التراجع والإنهيار. حان وقت التعقل والتواضع والعودة إلى الدستور الذي وحده ينظم حياتنا، وليقم كل مسؤول وزعيم ومواطن بواجبه من أجل إنقاذ هذا البلد، كي لا نبكي عليه لاحقا لأننا لم نحسن الحفاظ عليه. لذلك أقول للجميع: أتركوا خلافاتكم وتخلوا عن مصالحكم وتكاتفوا بتواضع ومحبة. الظرف الذي نعيشه استثنائي، وفي الظروف الإستثنائية نحتاج قامات وطنية. نحن بحاجة إلى الحزم في تطبيق القوانين لكي لا يستقوي أحد، فلا يفلت فاسد أو مستغل أو معطل للعدالة أو مهرب أو مستبد أو مضارب يساهم في انهيار الليرة أكثر فأكثر وفي جوع الناس أكثر. نحن نعيش في اهتراء سياسي وأخلاقي مقلق. استشراء الفوضى والفساد، وانهيار الليرة، وازدياد السرقة كلها عوامل تدل على حجم الخطورة التي بلغها الوضع. ولكي تستقيم الأمور نحن بحاجة إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن”.
وسأل: “كيف يتقاعس المجلس النيابي، المؤتمن على تطبيق الدستور، عن انتخاب رئيس؟ وما هي مصلحة المعطلين؟ هل يخدم الفراغ أحدا. وهل يعلي الإنهيار شأن أحد في عيون المواطنين؟ هذا الصراع بين من يريد تطبيق الدستور بحذافيره ومن يفسر الدستور بحسب مصلحته يجب أن ينتهي، وعلى النواب أن يتخطوا خلافاتهم، والقيام بواجبهم حفاظا على ثقة الشعب وعلى دور المجلس النيابي. صلاتي أن يلهم الرب قادة هذا البلد لينصرفوا إلى البنيان، بنيان الثقة بالدولة وفرض هيبتها، بنيان المؤسسات وتفعيل دورها، خاصة الرقابية منها، من أجل فرض المحاسبة وعدم إفلات أي مجرم أو مذنب من العقاب، وأخيرا بنيان المواطن على احترام وطنه والإنتماء إليه وحده والعمل من أجله، بنيانه على المحبة والتسامح وعدم المساومة ورفض الولاءات الحزبية والطائفية على حساب الولاء للوطن”.
وختم عوده: “دعوتنا اليوم أن نهرب من تشامخ الفريسي، ونتعلم من اتضاع العشار، حتى نستحق الوصول إلى فرح القيامة البهي، الذي سلبته منا الكبرياء، أم الخطايا، منذ سقوط آدم الأول، آمين».
بعد القداس، ترأس عوده صلاة الجناز لراحة نفس المرحومة شادية تويني لمناسبة مرور أربعين يوما على وفاتها. وبدأ صلاة الجناز بالكلمة التالية: “سوف نصلي الآن من أجل راحة نفس امرأة فاضلة، عاشت التواضع والمحبة بلا حدود. شادية تويني، المحبة والحاضرة بخفر رافقت «أيوبها»، المرحوم غسان، بكل صبر ووداعة، فكانت له ملجأ حصينا عند هبوب رياح الأحزان، وما كان أكثرها، وسندا منيعا في سائر لحظات حياته التي لم تكن سهلة ولا خالية من التحديات. شادية لم تحب الشهرة والأضواء، بل عاشت في ظل سنديانة شامخة، ولطالما أرادت أن يبقى حبيبنا غسان ونهاره في بقعة الضوء، فيما انصرفت هي إلى تغذية الناس فكريا، بعيدا عن الأضواء، عبر المكتبة التي اهتمت بشؤون إدارتها، إلى جانب اهتمامها بعائلتها والأصدقاء بتواضع ومحبة وابتسامة لم تغادر ثغرها مهما قست الظروف، حتى عندما أصابها المرض. شادية الوديعة تقبلت آلامها بصبر وشجاعة، ولم تفقد يوما الأمل ولا الإيمان. لعل إيمانها العميق الذي تشاركته مع غسان، هو الذي منحها الصبر الجميل على أوجاعها. وفي كل مرة كانت تتغلب على المرض، كانت شاكرة ربها على نعمة الصحة، وعلى سائر النعم التي غمرها بها. سوف نرفع الصلاة معا من أجل أن يغمرها الرب بحنانه ويسكنها في فرحه الذي لا يزول. أما ذكراها الطيبة فباقية في قلب كل من عرفها، وحضورها الراقي سيبقى علامة على مرورها في حياتهم”