الكولونيل شربل بركات: النظام الإيراني ولبنان… يا أحرار لبنان لا تخافوا حزب الله، ولا تساوموا معه، ولا تتنازلوا عن تسليمه كل اسلحته، وكل المجرمين دون شروط

462

النظام الإيراني ولبنان
الكولونيل شربل بركات/10 كانون الأول/2022

يا أحرار لبنان لا تخافوهم ولا تساوموا معهم أو تحاولوا القبول بالحلول التي يقترحونها. ولا تتنازلوا عن تسليمهم كل الأسلحة، وكل المجرمين بدون شروط، لكي يعاد تأهيل من أفسدوا عقولهم، وعوّدوهم على مد اليد، والتعدي بدون حساب، والشعور بالتفوق، لأنهم يحملون السلاح ويعملون بأوامر الولي الفقيه.

يؤكد المراقبون لما يجري في إيران اليوم بأن نظام الملالي بدأ يلفظ أنفاسه، فلم يعد الغرب بقادر على مساندته بالتغطية على مخالفاته الفاضحة لحقوق الانسان. ولم يعد الشعب الإيراني يهاب قمع السلطة، على ما يبدو، وجل ما في الأمر أن الثورة الكبرى التي ستحدث التغيير لا بد آتية. فما هو مصير أهل النظام؟ وبالتالي مصير افرازاتهم الأقليمية التي عاثت بالأرض فسادا في دول الشرق الأوسط الكبير؟

سؤال لا بد منه خاصة في بلد كلبنان استعمل فيه حزب إيران كل وسائل الاغراء والتهديد للسيطرة على الحكم وإسقاط الدولة الراعية لأمور الناس لكي لا يقدر هؤلاء على الوقوف بوجهه ولا بوجه أسياده وكف يدهم عن البلد.

في لبنان اليوم لا يوجد حكم ولا دولة، فكل المؤسسات جاهزة للسقوط بسبب عدم وجود من يستطيع الأمساك بدفة القيادة، وبغياب عنصر الأمن والاستقرار الاقتصادي والسياسي على حد سواء. والغرب، الذي استقال من مهماته منذ زمن، وقبِل بالتسليم لمشاريع إيران، بسبب الوهم الذي أفرزته جماعات اليسار المسيطرة على الكثير من موقع الاعلام فيه، وبالتالي على رجال الحكم الذين يتاثر انتخابهم بهذه الوسائل، لم يعد يعطي الثقة بقدرته على التحكم بالأمور، حتى ولو أراد ذلك، ومن هنا تفهّم دول الخليج لدقة هذه النقاط وتوجههم إلى فتح ابواب العلاقات الاستراتيجية مع خصم الغرب السياسي ومنافسه الاقتصادي، عنيت به المارد الصيني.

لن نخوض هنا بتفاصيل زيارة الرئيس الصيني للملكة العربية السعودية ولا بتفاصيل الثورة التي تجتاح الشارع الإيراني بشكل بطيء ولكن مستمر. ولن نحاول مناقشة مخاوف اللبنانيين من عدم وجود مشاريع دولية حاليا لمساندة بلدهم للنهوض من كبوته، ولكننا سنحاول تسليط الضوء على مشاريع قيادة نظام الملالي وعملائهم في لبنان لمحاولة التمسك بمنطقة نفوذ خارج إيران قادرة على حمايتهم وعائلاتهم وأموالهم ريثما يتدبرون أمورهم في حال نجاح الثورة، لأن الشعب الإيراني لن يتركهم وشأنهم، وسينتقمون للدماء التي سفكوها والضحايا البريئة التي قتلوها والأيام السوداء التي فرضوها على الناس في بلدهم.
يعتقد حزب الله بأن لديه القدرة على الامساك بالبلد أمنيا وفرض نوع من الحماية لقيادته وعناصره، وبالتالي لكل من يريد من الداخل أو الخارج.

وما نراه اليوم من زيادة في رحلات الطيران الإيراني من وإلى لبنان ينتقل فيها عناصر من حزب الله إلى إيران لمساندة قوات الباسيج في عمليات التقنيص وغيرها ضد المواطنين الإيرانيين من جهة، وتستقبل خلالها بعض المناطق اللبنانية المحسوبة على الحزب لاجئين إيرانيين للاقامة فيها، أو حتى يُدبر لهم جوازات سفر لبنانية في حال الاضطرار إلى الهرب صوب بلاد أخرى خوفا من تردي الأوضاع. وقد كانت نشرت أخبار عن استئجار بيوت وشقق سكنية في مناطق لبنانية غير تابعة لسيطرة الحزب حتى، حيث قد تتوفر، بشكل أسهل، عمليات الاستيعاب وتغيير الهويات وعناوين السكن.

فهل يعي اللبنانيون خطورة ما يجري؟ وهل هناك من يستفيق من كبوته قبل فواة الأوان ليمنع استغلال لبنان لترتيب أمور رموز الملالي والحرس الثوري الذين يحاولون، بكل الحقد الذي تربوا عليه، أن يقمعوا شعبهم ويقتلوا شبيبتهم، المطالبين بالتغيير وبالعيش كسائر الشعوب بكرامة وحرية بدون أن يتحولوا إلى وقود لفرض الحقد شريعة بين شعوب المنطقة، والانتقام من الجيران المسالمين لسلب مقتنياتهم بالقوة؟

إن الطبقة السياسية في لبنان التي ارتضت أن تعمل تحت سقف حزب إيران غير قادرة، بدون أدنى شك، على استيعاب ما يجري، ولا يزال همها اليوم أن تستجدي صفقة ما تؤمن من خلالها حصة من المكاسب التي قد يوزعها عملاء نظام الملالي. وهم لا يدرون بأن أيام هؤلاء إلى نهاية قريبة وأن قيامة لبنان الجديد، الذي لن يقبل بهم ولا ببقايا العملاء هؤلاء، لا بد آتية، وستنطلق من عقر دارهم؛ في بعلبك والنبطية وصور وبنت جبيل والهرمل، وستلقن هؤلاء العملاء درسا بالوطنية. فلا مساومة بعد اليوم على الوطن. ولا قبول بأقل من محاكمة كل المجرمين؛ بدءً من قتلة الزعماء اللبنانيين، إلى من أمر بتكديس الأسلحة بين البيوت لتهجير السكان عند اي مشكل يختلقونه، وإلى من فرض الجهل والتعصب على أجيال من الشيعة الأحرار لينعزلوا في قمقم التخلف ولا يعرفون إلا حمل السلاح بالأجرة وسيلة للعيش ومصدرا للرزق.

فيا أحرار لبنان لا تخافوهم ولا تساوموا معهم أو تحاولوا القبول بالحلول التي يقترحونها. ولا تتنازلوا عن تسليمهم كل الأسلحة، وكل المجرمين بدون شروط، لكي يعاد تأهيل من أفسدوا عقولهم، وعوّدوهم على مد اليد، والتعدي بدون حساب، والشعور بالتفوق، لأنهم يحملون السلاح ويعملون بأوامر الولي الفقيه.

إن لينان الجديد لا يحتاج لمساعدة أحد لا من الشرق ولا من الغرب، وهو قادر أن يقوم ويُسقط خطط هؤلاء القتلة المأجورين، ويعيد للناس كرامتها، وللمؤسسات استقلاليتها ودورها برعاية شؤون الناس. وإن الآتي لناظره قريب…