الأب سيمون عساف: ربَّاه خلِّص شعبك واحفظ وطنك ليعود كما كان ماليء القطبين درة الشرقين

62

ربَّاه خلِّص شعبك واحفظ وطنك ليعود كما كان ماليء القطبين درة الشرقين.
الأب سيمون عساف/01 كانون الأول/2022

هُم الخصمُ والحَكَم
لستُ ممن ينظِّرون فالمنطق ديدنُ عندي، ومن شعور بخيبة أكتب، علَّ الناس المسؤولين يقرأون ما يُقال فيهم وعنهم يا حرام.
ينخسنا الأسف الناخع بسبب وفاة الحس الوطني لديهم وكأن الكرامة فقيدة في مدفن.
على نوَّاب الأمة الأخذ على محمل الجد ضياع الوطن.
وغيرة منهم على مصالح الشعب وقيامة الدولة وصيانة الدستور، أن يعتصموا في مجلس القرار ليبرهنوا أنهم جدِّيون يرعَون حرمات أهلهم، ويشغلهم الهم والاهتمام بانتخاب رئيس للبلاد، وبغير هذا المفهوم يُعتبرون صعاليك عجزة لا يليق بهم تمثيل مجتمع محضهم ثقته.
يتحسَّر اللبنانيون على الوضع الذي هم فيه يتخبطُّون، ويتوقَّعون الحلول ليستريحوا من القهر والفقر والاذلال والتحقير، لكن لا الخارج متفرِّغ لقضايانا بل بالعكس يعمل لمنفعته، ولا الداخل متناغم منسجم، وإذ كلٌّ يغنِّي على ليلاه، وكما يقول المثل الدارج :”وقمح بدِّك تاكلي يا حنِّه”. وفي هذه الحالة الميؤوس منها، ماذا عسانا نقول؟
سياسيا تضاربٌ في الآراء وأنانيات تستقطب ذاتها وارتهان للسفارات يهرُّ أموالا، ومواطن يركع خاضعا لخناجر المصارف والسياسيين الذين هم أساس خراب البلد … نعم هُم الخصمُ والحَكَم…
وتحت مضارب الشفار وتناتش اللاهثين الى السلطة يتعذَب الإنسان ويموت…
لمن الشكوى بعد يا ترى إلا لله؟ وحتى الله يتوزَّع على شرائح وأطياف يسمُونها طوائف.
هل غير لبنان لنا أو لهم؟ بالطبع لا! وبما أن لبنان واحد والهوية واحد فليكن واحد الانتماء ولتكن النظافة شاملة. أهيب بأصحاب المناصب والمقامات أن يكلِّفوا ضمائرهم رأفة بالناس ويُجمعوا على شخصية مؤهلة للقيام بأعباء الحُكم المُيتَّم. وإلا يكونون كغيرهم عجزة والوجدان في إجازة طويلة.
لا يزايدنّ أحد على أحد بالوطنية والإخلاص للأرزة والكيان وليعملوا بالمقولة الدارجة تحبه إعمل له!
متى يستفيق ضمير يسارع إلى إنجاز ما يمليه عليه ذلك الصوت الصارخ: الآن وليس غدا بادر الى انقاذ لبنان وشعب لبنان ومصير لبنان!
أكتفي بهذا القدر من الكلام وأدعو الجميع إلى الصلاة معي كي يَمُنَّ الله ويستجيب فتبلغ السفينة آمنة شاطىء السلام.
ربَّاه خلِّص شعبك واحفظ وطنك ليعود كما كان ماليء القطبين درة الشرقين.