رحيل روميو لحود الذي أحبطته زيارة “اللوفر”.. فلَمَع مسرحياً/Lebanese composer Romeo Lahoud passes away aged 92

104

Lebanese composer Romeo Lahoud passes away aged 92
L’Orient Today / 22 November 2022 
The author-composer created dozens of shows, presented at prestigious festivals around the world.
Lebanese composer Romeo Lahoud passes away aged 92
Lebanese author-composer and musical director Romeo Lahoud. (Credit: NNA)
Often described as the “king of folklore,” a title he refuted, Lebanese author, composer and musical director Romeo Lahoud, died Tuesday morning at the age of 92, according to the state-run National News Agency.
“It is rather the heritage that I have always defended,” the composer told L’Orient-Le Jour in 2014, in response to his grandiose title.
Lahoud was a native of Amchit, near Jbeil.
Lahoud was behind dozens of musical theater shows that were presented in prestigious festivals around the world, including Baalbeck, Jarash (Jordan) and Jbeil (which he had contributed to creating in 1997), as well as at the Imperial Opera in Tehran, at L’Olympia in Paris and the Palais Royal des Beaux-Arts in Brussels.
He enjoyed a long career, crowned with recognition and awards, which he put on hold before returning to the stage in 2014 with Tariq al-Chams, a show he had promised to his late wife he would produce. The show was primarily targeted at the younger generation.

رحيل روميو لحود الذي أحبطته زيارة “اللوفر”.. فلَمَع مسرحياً
موقع المدن/22 تشرين الثاني

غيّب الموت اليوم 22 تشرين الثاني 2022، الفنان اللبناني روميو لحود، عن 92 عاماً. هو مخرج ومصمم استعراضات وكاتب كلمات، ابن عمشيت شمالي لبنان، لكنه ولد في حبالين العام 1930 بلدة والدته، وهناك أمضى القسم الأكبر من طفولته صبياً وحيداً مع والدته وشقيقاته الأربع. روى ذات مرة: “كان أبي ضابطاً كبيراً في الجيش الفرنسي، وبعد الحرب استقال وهاجر الى الأرجنتين وحيداً بعدما رفضت والدتي السفر، وهناك استقر 16 عاماً وربطته علاقة صداقة قوية بالجنرال بيرون ليحتل مكانة مرموقة ويعين وزيراً للأنباء”. وعاد الأب إلى لبنان العام 1946، وتعرف روميو إليه للمرة الأولى. وفي العام نفسه انتقلت العائلة الى بيروت، وانتقل روميو الى مدرسة الحكمة وهناك تعرف إلى استاذ الرسم الفنان قيصر الجميل: “معه اكتشفت مواهبي في الرسم وصرت أتابع كل معارضه، واتخذت قراري بالتخصص في الرسم”، وهو ابن الرجل السياسي والأم التي تنتمي الى الحزب الدستوري. وقد حاول والداه إبعاده عن الفن، ولم يكن أمامه سوى الهروب، هرب من ضغط والديه وتوجه الى فرنسا، والصدمه أتته من مكان آخر، فحين زار متحف اللوفر في باريس، قال: “ما رأيته في ذاك المتحف صدمني، فكرت كيف بدي وشو ممكن بعد إرسم بعد يللي شفتو”.

تحول لحود نحو تخصص آخر، لينال إجازة في هندسة الديكور في جامعة “بوزار” في باريس العام 1954، ليتعرف بعدها وصدفة الى مهندس ديكور إيطالي نصحه بتعلم السينوغرافيا، “فتوجهتُ الى إيطاليا وهناك تخصصت في علم المسرح أو ما يسمى سينوغرافي ميكانيك، في معهد مونتكامودزو”.

عاد الى لبنان، بدأ العمل بوضع ديكورات لعدد من أكبر المحلات والبيوت في بيروت، وفي العام 1955، تقرر إنشاء مفوضية السياحة والاصطياف، فطلب منه ميشال توما إقامة مهرجانات السياحة في بيروت، لكن لم يكن في بيروت يومذاك مسرح يستوعب الفِرق والفنانين، فكان مسرح الأونيسكو.


رحلة روميو لحود الحقيقية بدأت العام 1963، لما طلبت منه جمعية مهرجانات بعلبك، إعداد أوبريت غنائي ضمن إطار برنامجها فأشرف على عمل “الشلال” الذي قامت ببطولته صباح إلى جانب جوزيف عازار، سليم الجردي، سمير ياغي، سمير يزبك، ايلي شويري، وأبو حربا. صمّم الرقصات نهاد شهيب وسركيس باسكاليان، وأشرف على التدريب فرانز باور بانتولييه. يقول لحود قدّمت “الشلال” بنسق جديد مختلف عن كل ما كان يقدم”، والنتيجة “هوجمت بعاصفة من الانتقادات، صاروا يضحكوا ويقولوا قدملنا فولكلور بالغربي”.

بعد “الشلال”، انشأ روميو فرقة ضمت العديد من الأسماء التي شاركت في العرض البعلبكي، وقدّم في مسرح فينيسيا في ربيع 1965 “موّال”، “أوّل البرامج الفولكلورية اللبنانية”، بحسب الإعلان. حملت هذه الفرقة اسم “فرقة موال لمسرح فينيسيا”، وأحيت “مهرجان الأرز الدولي الثالث” في الصيف، وافتتحت عروضها بقصيدة جبران “ايها الشحرور غرد”، تلحين وليد غلمية، وغناء عصام رجي.

واستعاد روميو لحود في “أحلام الأرز” لوحات قدمها في “موال”، وقدّمها ضمن قصة وضعتها شقيقته ألين. كتب موريس عواد الحوار والأغاني، وشارك يونس الإبن بتأليف أغنيتين، وأشرف بيرج فازيليان على الإخراج، وصمّم الرقصات سركيس باسكاليان. كان جوزيف عازار وسمير يزبك وعصام رجي أبرز أصوات هذه الفرقة، وكان كيغام وناديا جمال بطلَي الرقص الإفرادي، ورأى الجمهور اللبناني للمرة الأولى ناديا جمال تتخلى عن رقصها الشرقي لترسم بجسدها لوحات تعبيرية. وعرضت “موال” 11 شهراً وصارت حديث الصحافة.

بعد “موال”، قدّم روميو لحود في مسرح فينيسيا “ميجانا”، وساهم زكي ناصيف في تلحين هذا الاستعراض الذي لمعت فيه صباح كضيفة شرف. تابع روميو لحود هذه المسيرة، وقدّم في العام 1967 استعراض”عتابا”، “وكان مشتملاً، الى جانب الفن الشعبي اللبناني، على مشهد من البادية يظهر التقاليد العربية العريقة بأبهى مظاهرها، كما ضمّ مشهداً جرت أحداثه تحت البحر، وذلك بواسطة التفنن في الديكور”، كما كتبت “الشبكة” يومها. في ذلك العام، أعلنت مهرجانات بعلبك عن مسرحية من إعداد روميو لحود وبطولة صباح عنوانها “القلعة”، لكن هذا العرض تأجل بسبب هزيمة 1967، واستعيض عنها بحفلة منوعات أعدّها روميو. قُدّمت “القلعة” في العام التالي، وفي هذا العمل، ظهر اسم روميو كمؤلف وملحن، فكانت “يا مسافر وقف عالباب” من تأليفه وتلحينه، وكانت “قديش قضينا سوا” من تأليفه وتلحينه بالمشاركة مع وليد غليمة، كما كانت “قلعة كبيرة وقلبها كبير” و”مش عيب تكذب” من تأليفه وتلحين وليد غلمية، وكانت “مش كل السني” من تلحينه وتأليف موريس عواد.

وفي العام 1969 دُعي لتقديم عروضه فى صالة أولمبيا الشهيرة. في العام 1969، كان روميو لحود أول فنان لبناني يرفع العلم اللبناني فوق مسرح الأولمبيا في باريس، في العام 1970، سعت لجنة مهرجانات بعلبك إلى إطلاق مغنية جديدة، وجاء إليها روميو لحود بصبية اكتشفها وأطلق عليها اسم مجدلى، وقدّمها في مسرحية من تأليف نادية تويني حملت عنوان “الفرمان”. شارك زكي ناصيف وعصام رجي وبوغوص جيلاليان في تلحين أغاني هذه المسرحية، لكن مجدلى لم تحصد النجاح الذي توقعه لها مكتشفها.


(“فينيقيا 80”-1971)

على رغم النجاح الذي حصدته أعمال روميو لحود في مسرح فينيسيا الدائم، اضطر هو الى تركه بقرار قضائي، وفي 18 آذار 1971 افتتح مسرحيته الجديدة في خشبة المارتينيز تحت عنوان “فينيقيا 80” المقتبسة عن “عواصف” جبران خليل جبران، مقدماً إبداعاً جديداً برؤية مستقبلية فاجأت الجمهور وتميّز بتقينات جديدة لم يعرفها المسرح اللبناني سابقاً. حققت المسرحية نجاحاً كبيراً، وأطلت صباح تباعاً بأزياء جريئة، تارة في شورت مطرز بالخرز، ثم في معطف ماكسي من الفراء الأبيض، ثم في بيجاما بيضاء عارية الظهر مكشوفة الصدر… في المسرحية غنت صباح “بكرا بتشرق شمس العيد” و”معلق ومطلق” و”يا ناس الدني دولاب”. صيف 1971، عاد روميو لحود الى بعلبك ناقلاً الى أدراجها مسرحية “فينيسيا 80” تحت عنوان جديد “مهرجان”، مدخلاً عليها تعديلات في النصوص وتغييراً في بعض الأغاني، ومقدماً الصبوحة التي أطلت الى جانب شوشو(حسن علاء الدين) ترتدي شورتاً مبتكرًا جديدًا من تصميم بابو لحود.

في مطلع 1972، قرّر روميو لحود دخول حقل السينما، وأخرج فيلماً “علمياً خيالياً” بعنوان “ملكة الحب” يماثل في مناخه “فينيقيا 80”. قيل قبل الشروع في تنفيذ هذا المشروع ان “الفيلم من النوع الاستعراضي، وفكرته تدور حول اختراع غريب من شأنه أن يسبق الزمن، وأن يغوص في أعماق الماضي حسب إرادة مخترعه”. جمع الفيلم بين أبطال فيلم “سيدة الأقمار السوداء” ناهد يسري وحسين فهمي وعادل أدهم…


(فيلم “ملكة الحب”)

وعاد مخرجه من جديد إلى المارتيتيز حيث قدّم مع صباح  “مين جوز مين”. بعدها، حضرت صباح في “الفنون جنون” سنة 1973، واقتصرت مشاركة روميو لحود في هذا العمل على تأليف وتلحين بضع أغان لصباح وجوزيف عازار وملحم بركات. وشكلت “الفنون جنون” نهاية للشراكة الطويلة بين روميو لحود وصباح التي دامت عشر سنوات.


(مع سلوى القطريب)

في العام التالي، قدّم “سنكف سنكف”، وفيها اكتشف اللبنانيون سلوى القطريب وكانت الى جانب ملكة جمال الكون آنذاك اللبنانية جورجينا رزق… وشكل هذا التعاون بداية للسلسلة طويلة من المسرحيات عُرضت خلال سنوات الحرب اللبنانية.

في مسرح الإليزيه الاشرفية، قدّم روميو مع سلوى “بنت الجبل”، “اسمك بقلبي”، “اوكسيجين”، “ياسمين”، “حكاية أمل”، و”الحلم الثالث”، كما قدّم معها “سوبر ستار” في مسرح كازينو لبنان العام 1982، و”ليالي لبنان” في مهرجان جرش 1987، ومهرجانات جبيل 1988.

يُذكر أن روميو لحود هو المخرج العربي الوحيد الذي دعاه البلاط الملكي البلجيكي لتقديم حفلة في “مسرح الفنون الجميلة” في بروكسل، وهو حائز على وسام “الأرز الوطني” برتبة ضابط العام 1995، بالإضافة إلى جوائز وتكريمات في لبنان وفرنسا والولايات المتحدة وسويسرا وغيرها. تزوج من ليليان بولان وأنجب منها ابنتين، ثم تزوج بعد وفاة زوجته من ألكسندرا قطريب، شقيقة الفنانة الراحلة سلوى قطريب التي شكل معها ثنائياً فنياً طوال سنوات.

في التسعينات، تقلّص نتاجه بشكل كبير، وصارت أعماله تكراراً لأعمال سابقة بإخراج جديد وتوزعت بين كازينو لبنان ومهرجانات جبيل.