رد المهندس الفراد ماضي على النائب قبلان قبلان: كفى متاجرة بالعمالة

182

كفى متاجرة بالعمالة!
انت يا بشير الرئيس الدائم، القائد الثائر الشريف الذي لم يتنازل عن شبرٍ من أرضٍ او بحرٍ او مياهٍ لبنانية

المهندس الفراد ماضي/21 تشرين الثاني/2022

بسحر ساحر وبسرعة البرق يتحول الأنسان المسعور والمحشور في الزاوية، إلى وحش مفترس جاهز للأنقضاض بشراسة على من قام بحشره، إنّها طبيعة الذهنّية الغرائزيّة التي تحول الفاسق إلى محاضر بالعفة، والعميل إلى رمز في المواطنة والوطنية. يا لغرابة المشهد، أن ترى مجموعة من النواب، تشن هجومًا على الرئيس الشهيد بشير الجميل، خلال جلسة 17 ت2 2022، بدون أي مصوغ، إنّهم يعيشون نفسيًّا حالة العمالة، لأنهم ينفذون سياسات وأهداف لقوى خارجية وإقليمية تتعارض مع مصلحة لبنان الحرية والرسالة.

لذا وتبيانًا للحقيقة نورد الوقائع التاليّة:

1 -إنّ أكثريّة الشيعة في لبنان، ومن ضمنهم حركة أمل، رضخوا لمنطق حزب الله وأصبحوا جزءًا لا يتجزأ من ” أمة ولاية الفقيه “، التي تقتضي تحويل لبنان إلى مطيّة لتحقيق أهداف الوليّ الفقيه.

2 – إنّ العلاقة بين إسرائيل وإيران هي علاقة عمرها 2500 عام عندما أنقّذ الإمبراطور الفارسيّ قورش اليهود من سبي بابل وأعادهم إلى ” أرض الميعاد” فكُرّم مؤخرًا في إسرائيل بعملة مطبوع عليّها رأسه ورأس الرئيس الأميركي ترامب. (مقالتي في جريدة النهار بتاريخ 17 حزيران 2021)

3- إنّ خطاب بيغين في الكنيست بتاريخ 7 أيار 1979 الّذي اعترف صراحة بدعم الشيعة والمسيحيّين في لبنان، فانبرى الآن فريق من الّذين دعمتهم إسرائيل، ولم تزل تدعمهم من خلال حزب الله، والّذين استقبلوها بالورود والزهور سنة 1982، ليتّهم الفريق الآخر أي المسيحيّين بالعمالة، هذه هي التقيّة بحد ذاتها وقلة الحياء.

4- قبيل الحرب بين أيران والعراق سنة 1980، زار أحمد كاشاني إسرائيل، موفدًا من الخميني ناقلًا رغبة الاخير في التوصل ألى إتفاق استراتيجيّ-عسكريّ وسياسيّ مع إسرائيل. وهذا ما تحقق بين الطرفين، ولا يزال ساري المفعول حتى يومنا هذا. (مقالتي في جريدة النهار بتاريخ 17 حزيران 2021)

5- خلال فترة انتخاب بشير رئيسًا للجمهوريّة اللبنانيّة سنة 1982، وفي نفس الوقت كانت إيران تشتري أسلحة وذخائر من” العدو الإسرائيلي” بقيمة 100 مليون دولار، وفي الوقت عينه يصرح أرييل شارون أن إسرائيل تزود ايران بالأسلحة والذخائر.  (شبكة أن بي سي الأميركية)

6- رغم كل الضغوط التي مورست على النواب الشيعة من قبل النظام السوريّ لعدم المشاركة في جلسة انتخاب بشير الجميل، حصل بشيرعلى 70% من أصواتهم.

7- هناك حوالي 13 نائب شيعي صوتوا” للعميل” بشير الجميل ووافقوا على اتفاق “العار” اتفاق 17 ايار. فمن يصوت لعميل هو عميل، ومن يوافق على اتفاق العمالة هو عميل.

8- إنّ فضيحة إيران غايت سنة 1986، ومن خلال 13 وثيقة، أكّدت ، ليس فقط على تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر، بل على التنسيق الميدانيّ والاستراتيجيّ والعسكريّ والسياسيّ. ( مقالتي في جريدة النهار 17 حزيران 2021)

9- إنّ حلقّة الوصل بين إيران وبين حاخامات اليهود في إسرائيل وأميركا، هو الحاخام اليهودي- الإيراني دوريل داوودي سال ومن خلال هذه الحاخامات الى الدولة الاسرائيليّة والدولة الاميريكيّة واللوبيّ اليهوديّ في اميركا والعالم.

10- إنّ أكثر من 30 مليار دولار هو حجم الإستثمارات الإسرائيلية داخل إيران.

11 – يوجد في إيران أكثر من 200 معبد يهودي حيث تتمتع الجاليّة اليهوديّة بكافة التسهيلات وفقًا لليهود الإيرانيّين، في حين أن السياسة القمعية تمارس على أهل السنة البالغ عددهم أكثر من 25 مليون نسمة فليس لهم مسجد واحد داخل طهران. (International Quran News Agency)

12- إنّ ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل، هو أمتداد للاتّفاق السياسي الاستراتيجيّ بين إيران وإسرائيل والّذي أشرنا أليه في الفقرة 4 أعلاه. وفي هذا الإطار صرّح السيد نصرالله في حديث الى برنامج حوار الأربعين مع غسان بن جدو على قناة الميادين بتاريخ 25 تموز 2022: ” إنّ الدولة اللبنانيّة عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الّذي يحمي لبنان وثرواته لذلك كانت المقاومة مضطرة إلى اتخاذ القرار” أي أن الذي حاور واتخذ القرار بترسيم الحدود البحريّة هما ايران وحزب الله.

إن حزب الله ومن يدعمه ومن معه، يبني علاقة استرتيجيّة مع إسرائيل ، ثم يتهم بقيّة الأفرقاء في لبنان بالعمالة.

إنّ التقيّة وقلة الحياء لا تبني دولة إلاّ إذا كان الهدف تفكيك دولة لبنان والمساهمة في رسم خارطة شرق أوسط جديد حيث يكون الهلال الفارسيّ هو الأساس، وتمويل قسم من هذه الدولة من خلال ترسيم الحدود البحريّة في لبنان.

بربكم قولوا لي من يصنف عميل؟

هل يا سعادة النائب، نبيه بري عميل لأن قسم من النواب الذين صوّتوا لبشير ولاتفاق 17 ايار، التحقوا بكتلته؟

لماذا لإسرائيل إستثمارات ب 30 مليار دولار داخل إيران؟ هل تصنف عندها هاتين الدولتين أعداء أم حلفاء؟

هل بشير الذي هوجم كمسيحيّ فدافع كلبنانيّ، أم من ينفذ سياسة الولي الفقيه على حساب وحدة لبنان وحريته؟

هل بشير الذي طالب بال 10452كلم2 أم من ارتضى بهدر جزءٍ من الحقوق النفطيّة اللبنانيّة وبربط استخراج الغاز في لبنان بموافقة إسرائيل؟

هل بشير الذي رفض التوقيع على أي اتفاق بدون شريكه المسلم أم من وافق على اتفاق بدون علم بقيّة الفرقاء اللبنانيّين؟

هل بشير الذي نجح بضرب الفساد في 21 يوم وحتى قبل تسلمه مقاليد الحكم، أم من عاث فسادًا في الدولة ورعى عمليات التهريب على الحدود؟

العمالة هي أن يكون مشروعك الاستراتيجيّ العمل الدؤوب لتفكيك الدولة اللبنانيّة ولتحقيق الهلال الفارسيّ، الممتد من إيران إلى العراق مرورًا بسوريا وصولاً إلى لبنان، وتمويل هذا الهلال بثروة لبنان النفطيّة ، وبالمقابل ضمان أمن إسرائيل وإثرائها، على حساب لبنان الوطن، لبنان الرسالة.

فنم يا بشير في عليائك قرير العين….

انت الرئيس الدائم، القائد الثائر الشريف الذي لم يتنازل عن شبرٍ من أرضٍ او بحرٍ او مياهٍ لبنانية.

انت الذي أخفتهم طيلة حياتك وترعبهم حتى بعد مماتك…

وهم العملاء الذين باعوا ويبيعون أرض وحرية واستقلال لبنان كل يوم…

اكتفي بهذا القدر علّكم تستحون فتسكتون…

****
من أرشيف المهندس الفراد ماضي
بين إسرائيل وإيران: هل يضيع لبنان ال 10452 كلم2
المهندس الفراد ماضي/جريدة النهار/17 حزيران 2021
تنقسم آراء المحللين حول ما ستؤول اليها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، فمنهم من يؤكد أننا عشية حرب إقليمية بين اللاعبين الأقليميين الأساسيين إيران وإسرائيل، ومنهم من يعتقد بوجود مفاوضات سرّية بين الطرفين، بغض النظر عما يرّوجه الطرفان في الإعلام، وهي مفاوضات لم تنقطع يوما” بينهما ولطالما كانت تسفر عن تفاهمات وتوزيع أدوار. لذا نرى من الأهمية استعراض ما يجري حاليا” في غالبية دول المنطقة وانعكاس تأثير الدور الأميركي على مجريات الأوضاع فيها، والتوقف مطولا” على العلاقة الإسرائيلية الإيرانية.
بداية” نتطرق الى 3 تطورات اساسية، وهي:
1- قرار مبدئي من إدارة بايدن بالأنسحاب من منطقة الشرق الأوسط وتكليف قوى إقليمية حليفة بتقاسم النفوذ فيما بينها شرط تأمين مصالح اميركا، فتتفرغ بدورها لمواجهة خصميها الأستراتيجيين: الصين وروسيا.
2- المفاوضات العلنية والسرّية بين اميركا وإيران لإعادتها الى الإتفاق النووي، ففي مقابل رفع العقوبات عنها وتحرير أموالها المجمّدة والسماح لها بلعب دور محدد في المنطقة، تشترط اميركا عليها التوقف عن:
* تصنيع الصواريخ البالستية
* عدم التدخل في لبنان وسوريا واليمن والعراق وفلسطين
* التراجع عن الإتفاقيتين الأستراتيجيتين مع الصين وروسيا
3- تبادل الرسائل بين إيران من جهة واميركا وإسرائيل من جهة، سواء الدموية كما هو الحال في غزّة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، والدبلوماسية من خلال مفاوضات إيران والسعودية ومن خلال التطبيع بين إسرائيل وبعض دول الخليج.
لا بدّ أيضا” من فهم طبيعة العلاقة الحالية بين دولتيّ إسرائيل وإيران والتي هي نتاج علاقة تاريخية بدأت بين الفرس واليهود منذ 593 ق.م أيام قورش(المنقذ من سبيّ بابل)، فنستعرض بعض المحطات التي مرّت بها هذه العلاقة في تاريخنا الحديث، أي منذ تأسيس دولة إسرائيل:
*1948: أعرب بن غوريون عن رغبته بالتحالف مع جيرانه من غير العرب كإيران وتركيا
*1950: أعتراف شاه إيران ب إسرائيل
*1970: انشأت إيران سفارة لها في إسرائيل أسمتها بيرن 2 للتمويه
*1980: زار احمد كاشاني نجل آية الله ابو قاسم كاشاني، المقرّب من الخميني، إسرائيل قبل إندلاع الحرب الإيرانية العراقية، فوافق بيغن على شحن أسلحة ومعدات عسكرية لإيران
*1981: قصفت إسرائيل موقع أوزيراك النووي في العراق بفضل صور وخرائط إيرانية، بحسب كتاب تريتا بارسي ” التحالف الغادر”
*1981: أسقط السوفيات طائرة أرجنتينية دخلت بالخطأ الأجواء الروسية وكانت محمّلة بأسلحة وذخائر من إسرائيل الى إيران، من ضمن صفقة بقيمة 150 مليون دولار، وكان الإنكليزي أستويب آلن سمسارهذه الصفقة، وكشفت صحيفة الحياة اللندنية عن جسر جوّي أقيم بين البلدين لهذه الغاية
*1981: في مقابلة نشرتها هيرالد تريبيون الأميركية في 24 آب، أعترف الرئيس الإيراني السابق بني صدر أنه أحيط علما” بالعلاقة بين الدولتين وأنه لم يستطع أن يواجه التيار الديني في إيران
*1982: كشفت مجلة ميدل ايست البريطانية عن صفقة أسلحة بين إسرائيل وإيران ب 100 مليون دولار كانت إسرائيل قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان على ان تسدد إيران ثمنها نفطا”
*1982: اكد آرييل شارون لشبكة ن.ب.س ان إسرائيل زودت إيران بالسلاح والذخائر
*1983: أوقف الأمن العام الألماني الشيخ صادق الطبطبائي، وبحوزته 100 كغ من هرويين، أما جواز سفره فيؤكد دخوله الى إسرائيل عام 1980، وكان الطبطبائي صلة الوصل بين إيران وإسرائيل من خلال يوسف عازار المقرب من أجهزة المخابرات الإسرائيلية
*1983: كشف أندريه فريدل وزوجته، المقيمين في لندن، عن قيامهما بوساطة بين الدولتين بموضوع بيع أسلحة إسرائيلية لإيران، بقيمة 135 مليون دولار، وتتضمن هذه الصفقات إسمي يعقوب نمرودي والعقيد كوشك دنغام الذي كان يشغل منصب نائب وزير الدفاع في إسرائيل
*1985: صفقة بين إسرائيل واميركا وإيران لتحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى حزب الله في لبنان مقابل حصول طهران على أسلحة، ولم تنفذ هذه الصفقة إلا بعد أن تمّ شحن اول دفعة من الصواريخ
*1987: وفقا” لجون بولوخ وهارفي موريس فقد صمم الإسرائيليون وصنعوا كتل كبيرة من مادة الستايرين الخفيفة الوزن، إستعملتها القوات الإيرانية لبناء ممرات فورية عبر مياه العراق الضحلة في مواجهة البصرة
*1987: اسحاق رابين يعتبر إيران أفضل صديق لإسرائيل
*1998: أكدت هأرتس ان شركات شانون الكيمياوية الإسرائيلية زودت إيران ب 58000 قناع للغازات السامة
*1998: صرحت معصومة ابتكار نائبة الرئيس الإيراني، لصحيفة المنتدى الأقتصادي العالمي في دافوس- سويسرا، أن دولتها ترحب بالحوار مع إسرائيل
*2003: حاولت إيران عبر الوسيط السويسري تيم غولدمان، التفاوض مع اميركا حول اقتراح من 5 بنود يتضمن مساهمة إيران في حفظ أمن العراق وإستقراره، والتزامها بما تطلبه الوكالة الذرية للطاقة، والتوقف عن دعم فلسطينيي المعارضة والقبول بمبادرة السلام العربية وتحويل حزب الله الى حزب سياسي. أما المفاجئة الكبرى فكانت استعداد إيران للأعتراف بشرعية الدولة الإسرائيلية. هذا ونشير الى أن من المشاركين الإيرانيين في تقديم هذا الأقتراح وزير الخارجية كمال خرازي والرئيس محمد خاتمي والسفير لدى الأمم المتحدة محمد جواد ظريف وسفير إيران لدى فرنسا، وكان المرشد الأعلى للثورة موافق على البنود الخمسة. ولكن اميركا رفضت التفاوض مع إيران، وكان وراء رفضها كلّ من ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع
*2003: بعد رفض اميركا مبدأ التفاوض مع إيران خاطب الجنرال محمد رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، مجموعة من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، خلال مؤتمر أثينا وأبدى أستعداد بلاده للتوصل الى تفاهم مع إسرائيل على أساس إقتراح البنود الخمسة أعلاه
*2010: نقلا عن موقع المرصد: فجّر “الباحث السياسي” أنطوان صفير، خلال محاضرته في مقر بلدية باريس، قنبلة إعلامية، فأكد أنه صادف أثناء زيارته لطهران عام 2007 اي بعد سنة من عملية عناقيد الغضب في الجنوب اللبناني، من في قاعة الإنتظار، في مكتب رئيس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، ثلاثة مسؤولين من الموساد من بينهم رئيس القسم الإستراتيجي، الذي أكد له عندما عاد والتقاه في مكتبه في تل ابيب، أن ما يتم تداوله في الإعلام عن خلاف بين الدولتين مناف للحقيقة، في حين ان الواقع مختلف تماما”، فإسرائيل زودت إيران بالسلاح والعتاد والخبراء أثناء حرب شط العرب، وكان لها اليد الطولى في إنتصار إيران وأن العلاقة لم تزل قائمة حتى يومنا هذا
ويضيف انطوان صفير انه كصديق لإيران شاهد عيان بأن العلاقة بينهما تحالفية عميقة، بدأت مع بداية حكم الخميني، ويؤكد أن إيران حينها كانت أضعف من أن تنتج قنبلة نووية وهي تفتش عن حماية أوروبية، لا سيّما فرنسية أو أمريكية.
*2011: كشفت صحيفة هأرتس عن 200 شركة إسرائيلية على علاقة تجارية بإيران
* 2012: أشارت صحيفة التلغراف البريطانية أن سفينتان محملتان بقطع غيار لطائرات حربية إنطلقت في نيسان وكانون الأول من ميناء قرب حيفا الى أيران
*2013: أكد مصدر يوناني أنه بالتعاون بين الوكالة الأمريكية للتحقيق في جرائم الأمن القومي ووحدة التحقيق في الجرائم المالية والإقتصادية في اليونان، تم العثور على حاويات محملة بقطع غيار للطائرات، كانت في طريقها من إسرائيل الى إيران بواسطة شركة تاسوس كاراسا اليونانية
إن فضيحة إيران غيت، والتي شغلت الرأي العام العالمي عام 1986، أكدت من خلال 13 وثيقة، ليس فقط على تزويد إسرائيل لإيران بالأسلحة والذخائر والصواريخ أثناء حربها مع العراق، بل على التنسيق الميداني الكامل بين البلدين، وعلى سبيل المثال، وثيقة يقترح فيها العقيد ايماني، نائب وزير الدفاع الإيراني، من مجلس الدفاع تأجيل الهجوم لحين وصول الأسلحة الإسرائيلية، وأكدت بعض الوثائق المسّربة معرفة اميركا بهذه العلاقة. من جهة أخرى، حاول الخميني للتغطية على هذه الفضيحة مهاجمة منظمة التحرير الفلسطينية لأعترافها بإسرائيل وقبولها بالتفاوض معها.
نستنتج من العرض أعلاه أن العلاقة بين إسرائيل وإيران، عميقة عمق التاريخ، وهي لم تتبدل بتبدل الحكّام لا في إسرائيل ولا في إيران، وهي بدأت من أيام قورش وأستمرت إبان حكم الشاه وما بعده منذ بداية زمن حكم الملالي وليومنا هذا، ولطالما أسفرت عن تحقيق مصالح الطرفين، ذلك أنها علاقة إستراتيجية وجيوسياسية وإقتصادية وإجتماعية، تجمعهما عداوتهما المشتركة للعرب. إلا أنه وبعد إن تفتت أكثرية الجيوش العربية، أصبحت إسرائيل بحاجة الى خلق خطر وجودي جديد، لشد العصب الداخلي، وقد وجدت في إيران غايتها المرجوة، بالمقابل قررت إيران الإستفادة من تشرذم الدول والجيوش فحوّلت نفسها الى رأس حربة في الدفاع عن فلسطين وحملت لواء تحريرها، لا بل إنها تكاد تحتكر قضيتها.
فهل من الممكن لهذه العلاقة التاريخية والأستراتيجية أن تنتهي بحرب بينهما؟ أم تراهما يتسابقان لتحسين شروطهما في خارطة الشرق الأوسط الجديد؟
هل فعلا” تسعى إيران الى إمتلاك قنبلة ذرّية وعندئذ ستشكل خطرا” حقيقيا” على إسرائيل، ما سيقود إلى حرب حتمية بينهما؟ وما هي الفائدة التي قد تجنيها إيران من أمتلاك قنبلة ذرّية؟
وهل يشكل العرب تهديدا” حقيقيا” على إيران، أم العكس هو الصحيح؟
إن إسرائيل وإيران واميركا امام خيارات صعبة: فهل تذهب إسرائيل الى الحرب، في عملية هروب الى الأمام؟ أم تقبل بدولة قابلة للحياة للفلسطينيين؟
ما هي السياسة التي ستنتهجها الحكومة الإسرائيلية الجديدة؟
هل تضّيع إيران كعادتها الفرصة التي تقدّمها لها اميركا من خلال العودة الى الأتفاق النووي، فتصبح شريكا” اساسيا” في رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد؟
هل تقدم إدارة بايدن على الإنسحاب من المنطقة قبل أن تؤمن على الخارطة الجديدة؟
هل بمقدور اميركا الضغط فعليا” على إسرائيل لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة؟ وما هو، في هذه الحالة، الثمن الذي ستطلبه إسرائيل من اميركا، مع علمها بتغيّر الأجواء الأميركية، لا سيما داخل الحزب الديمقراطي، لصالح الحقوق الفلسطينية؟
ما مدى تأثيرالأوضاع الداخلية في هذه الدول على القرارات التي سيتخذها قادتها؟
وأخيرا” أين لبنان من كل هذه الأستحقاقات؟ وأي ثمن سيدفعه لبنان سواء” في حالة الحرب أو السلم؟
ما هي حدود لبنان في خارطة الشرق الأوسط الجديد؟
وهل سيكون تحت نفوذ المحور الإيراني أم التركي أم الإسرائيلي – الخليجي؟ أم يكون تحت الوصاية الروسية السورية أم الوصاية الأوروبية وكل هذا بغطاء اميركي أممي؟
هل ينجح البطريرك، ومن معه، في تحقيق الحياد الإيجابي؟
على الرغم من أهمية هذه التطورات الجيوسياسية المفصلية في المنطقة، وفي ظل غيبوبة تامة تعيشها المنظومة السياسية في لبنان، وفي ظل غياب عملي ل “الأحزاب السيادية” على الساحة الدولية، فما على الكنيسة إلا أن تقول “الأمر لي”، وتفّعل اللوبي اللبناني في العالم كما فعل بشير ليتحقق الحياد الإيجابي الذي لا خلاص للبنان إلا من خلاله. وإلا فمصير لبنان ال 10452 كلم2 سيبقى في مهب رياح لعبة الأمم!!!