إيلـي فــواز/ما يريده حزب الله من الحوار هو ضمان الأمن اللبناني قمعا، من أجل بقاء الاسد

519

ما يريده حزب الله من الحوار هو ضمان الأمن اللبناني قمعا، من أجل بقاء الاسد
حوار لبناني من أجل بقاء الأسد
إيلـي فــواز/لبنان الآن
31.12.14

جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مبنى “الديمقراطية اللبنانية” كلا من تيار المستقبل وحزب الله في محاولة لتنفيس الاحتقان السني الشيعي الذي يلف المنطقة كلها، والذي يطال لبنان من البوابة السورية على ما أعلن وقال.

إلا أن الجميع ينظر الى هذا الحوار بريبة، ويريد ان يصدق ان حزب الله يرغب من خلال الحوار فتح كوة في جدار التأزيم اللبناني، تهدف الى منع ترجمة الحساسيات المذهبية المتأججة الى معارك او حروب صغيرة.

اكثرية الناس وضمنهم تيار المستقبل طبعاً، يفضلون الاستقرار حتى لو اتت كلفته على الطائفة السنية، وذلك من منطلق ان الأمور ستتغير، وأن الصبر افضل داء من جنون المواجهة التي لن تحمد عقبها، اذ عندها سيتداخل في تلك الحرب العنصر السوري والعنصر الفلسطيني وغيرهما من الحشود الضالة التي تفتش عن هوية يبدو ان الهمجية والقتل تؤمناها لها.

هذه النظرية هي للنقاش، إذ إن الصبر على الضيم قد لا يؤدي مبتغاه بمنع لبنان من الانزلاق الى حرب تشبه في وحشيتها الى حد كبير تلك التي تجري في سورية، او العراق.

لكن حزب الله لا يحاور. فلا تركيبته العقائدية الشمولية تفرد مساحة حوار مع الآخر، ولا ظروفه الحالية الصعبة والبالغة التعقيد إن كان في سوريا او في المنطقة ككل تسمح بنقاش عقلاني لسياساته المنتهجة.

حزب الله يفرض شروطاً، إما بادعاء الحوار كونه يجمل صورته، او بقوة السلاح اذا ما دعت الحاجة.

ويبقى السؤال عن هدف حزب الله الحقيقي من وراء الحوار؟

فبعد تشكيل الحكومة جامعة ادعت حفظ الأمن والاستقرار في لبنان استطاع حزب الله ان ينتزع الطفيل، ويحاصر عرسال، وأن يسيطر على طرابلس. فماذا يريد اليوم من شريكه السني الذي أنهكه تمادي حزب الله في السيطرة الكاملة على الدولة؟

حزب الله يعلم تماماً ان رياح المعارك السورية لا تجري بما تشتهيه سفن ايران. حتى يومنا خسر بشار الأسد نصف قوته العسكرية، بالرغم من الدعم المطلق الذي يلاقيه من المجتمع الدولي، إما من خلال مساعدات عينية مالا كانت ام سلاحا ام محاربين، وإما من خلال تجاهل إجرامه برا بحرا وجوا.

وحزب الله يعلم أيضاً أن بقاء الاسد ولو بشكل كانتون علوي هزيل له شرطان: الشرط الأول يتطلب وقف القتال او تجميده، وهو ما تسعى له روسيا وبعض الدول العربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، من خلال مؤتمر في موسكو تجتمع فيه اطراف النزاع، او من خلال تبني ودعم خطة مبعوث الامم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا.

والشرط الثاني لإقامة الكانتون العلوي يتطلب ان تكون خاصرة هذا الكانتون من جهة لبنان قوية، وبالتالي ان يكون الامن ممسوكا بيد من حديد من قبل حزب الله تمامًا كما كان ايام الوصاية السورية، من جامع جامع وصولاً الى رستم غزالي.

الأهم ان الخاصرة اللبنانية للكانتون العلوي المؤقت المنوي إنشاؤه لا تفرق بين جهة معارضة وأخرى، فيصبح بمفهوم الامن، عقيد منشق في الجيش السوري الحر يساوي أميرا في الدولة الاسلامية. ويصبح مناصر للثورة السورية يساوي ذباحاً داعشيا. وهما في مفهوم ايران الممسكة بقرار عواصم اربعة من دول دنيا العرب ممنوعاتان من الصرف.

ما يريده إذاً حزب الله من الحوار هو ضمان الأمن اللبناني قمعا، من أجل بقاء الاسد.