قرار بالحسم العسكري في مخيم عين الحلوة بعد تحوله “ملاذاً آمناً” للجماعات المتطرفة والمطلوبين

300

قرار بـ”الحسم العسكري” في مخيم عين الحلوة بعد تحوله “ملاذاً آمناً” للجماعات المتطرفة والمطلوبين
الخلايا النائمة باتت تعشش فيه وحوله… وشادي المولوي غادره قبل أيام
“السياسة” – خاص:31.12.14

لم تنجح الإجراءات المشددة للجيش اللبناني المترافقة مع جهود بذلتها القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية على مدار الأشهر القليلة الماضية, في منع تحول مخيم عين الحلوة, أكبر مخيم للاجئين في جنوب لبنان, معقلاً للمتشددين والمطلوبين للقضاء اللبناني المتورطين في اعتداءات ضد الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. ورغم أن المخيم, الذي تبلغ مساحته نحو كيلومتر مربع واحد, ويقطنه نحو 80 ألف نسمة, يضم مطلوبين خطرين منذ سنوات, إلا أن تنامي قوة المتشددين والمتطرفين في الآونة الأخيرة وحمايتهم لعدد كبير من المطلوبين, دفع الدولة اللبنانية إلى اتخاذ قرار شبه نهائي بـ”الحسم العسكري”. وفي هذا الإطار, كشفت مصادر عسكرية رفيعة لـ”السياسة” أن الجيش يستعد لمعركة حاسمة في مخيم عين الحلوة, خلال الفترة القريبة المقبلة, وربما خلال الأسابيع الأولى من العام 2015, مؤكدة أن الاستعدادات اللوجستية قائمة على قدم وساق, بعدما تحول المخيم “ملاذاً آمناً” لعدد كبير من المطلوبين والمتورطين في جرائم إرهابية. وشددت على أن الدولة اللبنانية لا يمكن أن تقبل باستمرار الوضع على ما هو عليه, سيما أنها بذلت جهوداً مضنية لتجنيب المخيم “الكأس المرة” لكن القوى المتشددة لها رأي آخر, وعلى رأسها “داعش” و”النصرة” و”كتائب عبد الله عزام” و”جند الإسلام” و”عصبة الأنصار”. وأشارت إلى ورود معلومات استخباراتية خطيرة في الآونة الأخيرة تؤكد أن “الخلايا النائمة” باتت تعشش في المخيم وتسيطر على أجزاء منه, سيما بعد انتقال قيادات من الجماعات المتطرفة من سورية إلى داخل المخيم وتحديداً إلى حي الصفصاف. ويضاف هؤلاء إلى مطلوبين آخرين موجودين في المخيم بحماية مجموعات متشددة على غرار “فتح الاسلام” و”الشباب المسلم” و”جند الشام” التابع لبلاد بدر و”كتائب عبدالله عزام” و”عصبة الأنصار”, وغيرها. وأوضحت المصادر الرفيعة أن قرار الحسم اتخذ على أعلى المستويات العسكرية لأن هناك مخاوف من أن يشكل مخيم عين الحلوة منطلقاً لتنفيذ اعتداءات إرهابية, سيما أن غالبية المجموعات المتشددة الموجودة بداخله متعاطفة مع “داعش” أو موالية له أو مرتبطة به بشكل أو بآخر, وبالتالي “لا يمكن السماح لهذا التنظيم الإرهابي بإيجاد موطئ قدم له وملاذ آمن على الأراضي اللبنانية”. وأكدت أن الجيش يأخذ بعين الاعتبار الجهود التي تبذلها القوى الفلسطينية من خلال القوة الأمنية المشتركة التي انتشرت في المخيم منذ أشهر, ويتفهم مخاوفها من تكرار تجرية مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة, لكنه يدرك في الوقت نفسه أن هذه القوى عاجزة عن تسليم أي مطلوب للدولة اللبنانية ولا تستطيع الوقوف بوجه الجماعات المتطرفة وبالتالي لا خيار سوى “الحسم العسكري”. وتخشى الأجهزة الأمنية أن يشكل المخيم نقطة الانطلاق لانتحاريين, لأنه بات تقريباً المكان الوحيد الذي يمكن أن يستخدم لأغراض إرهابية, بعد تفكيك الخلايا في الشمال ومواصلة اعتقال المشبوهين والمرتبطين بالجماعات المتطرفة, وقطع خطوط التواصل بين مخيمات النزوح في عرسال والجرود المحاذية للحدود السورية. وكشفت عن ورود تقارير عن نشر “جند الإسلام” و”عصبة الأنصار” خلايا خارج المخيم وحوله تحسباً لأي هجوم أو معركة مع الجيش. من جهتها, أبدت مصادر فلسطينية مخاوفها من أن تكون الجماعات التكفيرية نجحت في تنفيذ مخططها الرامي لاستدراج الجيش اللبناني إلى عمل عسكري كبير “عواقبه خطيرة جداً” على أبناء المخيم وعلى المناطق المحيطة به في صيدا جنوب لبنان, مشيرة إلى أن عدد سكان المخيم في الأصل يبلغ نحو 80 ألفاً لكنه ارتفع إلى نحو مئة ألف بعدما لجأ إليه ما بين 17 ألفاً و20 ألفاً من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من جحيم الحرب في سورية. وشددت على ضرورة أن تأخذ الدولة اللبنانية بعين الاعتبار جميع التداعيات المحتملة, مؤكدة أن القوى الفلسطينية لا تسمح بأي شكل من الأشكال أن يتحول المخيم منطلقاً لأعمال إرهابية, إلا أنها في الوقت نفسه تخشى تداعيات أي عمل عسكري محتمل على عشرات آلاف المدنيين الذين لا ذنب لهم ولا علاقة لهم بالمتطرفين. وكشفت المصادر أن المطلوب شادي المولوي غادر المخيم قبل أيام بضغط من قوى فلسطينية, مشيرة إلى أن وجود “داعش” و”النصرة” محدود في المخيم وليس كبيراً كما يتردد في بعض وسائل الإعلام.