لبُّوس الجردي/كندا: مجدُ لبنان أعطيَ له… كنيستي أين أنتِ؟

92

مجدُ لبنان أعطيَ له… كنيستي أين أنتِ؟
لبُّوس الجردي/كندا/09 تشرين الأول/2022

شِعارٌ محفور على جبهة الصرح البطريركي الماروني، ما يعني أن لبنان في الأصل وُجد للموارنة وللإتنيات المتواجدة معهم. الخطأ بل الخطيئة العظيمة التي ترتكبها القيادة الروحية للكنيسة المارونية، حين تجنِّب نفسها عن الخوض في غمار وغى المستجدات في كل آن وأين. تحاول دائما التخلي عن دور ريادتها مكتفية بإسداء النصائح والعظات عبر الأعلام او في المنشورات.

إنها معجّزة تتخطَّاها القوميات التي من حولها وهي تراوح مكانها هزيلة هرمة. لم نتساءل لماذا هي على هذه الشاكلة لأن الأجوبة معروفة عند ذوي الألباب. نستحي أن ننظر كنيستنا المارونية المتأخرة عن السير في ركب التقدم السريع، وسبب تخلُّفها نعزوه إلى سببين: إما لأنها لا تنجب النخبة من الأصايل وإما لأنها فقيدة الروحانية مفلَّسة في علم تاريخها قياسا الى ماضي رجالاتها المجيد.

والأدهى أن الذين يتناولون الحديث عن الموارنة يحاولون دائما تبرئتها للمسايرة. أين عصا الرعاية التي كانت ترجف الأرض تحتها حين كانت تُدقُّ؟ لماذا أصوات أساقفتها خافتة مخنوقة لا تعلي التهديد والتنديد والنداءات؟ لماذا هذا الغياب المخجل الفاضح؟ كم من الرساميل المغتربين والمقيمين يسخَون في حال وثقوا بالقيادة؟ كم من المهاجرين يعودون إلى شعبهم وأرضهم والوطن يوم يتأكَّدون من قوة كنيستهم وقدرتها على الصمود والثبات في وجه كل الطغاة والظالمين. هي المسؤولة من الأول إلى الآخر عن مجد لبنان الذي أعطيَ لها. نأسف أن نراها مُخيِّبة للآمال مختبئة وراء الجدران لا طرح عندها لا قراءة لا مشروع ولا رؤيا. أين مجلس الملة لدراسة الشؤون والشجون؟ أين استحداث مكاتب لجميع الاختصاصات وتفعيلها حتى يجد السائل ضالته، فيتوجه الى المكتب المختص يعني فاتيكان بطريركي شرقي يكون مرجعا مُشَرِّفا يليق؟

لماذا هذا التخاذل والانكفاء والتباكي مثل راحيل في مراثي إرميا:” صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ، بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ.” (إر 31: 15). صدق المونسنيور جوزف هليط رحمه الله وكان على حق حين صرخ: كنيستي أين أنتِ؟

كل الشعب يتجند ويعتزّعندما يشاهد الرجولة والحكمة والروحانية والإخلاص في الشخصية القائدة متوفِّرة. للأسف عظمة القيادة ضيَّعوها لأنهم بكل صراحة ليسوا لها. هناك كهنة جديرون تحيِّدهم الكنيسة لأنهم أسياد مواقف أقوياء أجرياء، لهم حضورهم وثقافتهم ومقدرتهم، وكأني بهم يهتفون قائلين ويلٌ لكم:” أَخَذْتُمْ مِفاْتَيحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، ومنعتم الذين يريدون الدخول ». لوقا (11 :52) . حالنا اليوم “التفرجه على القيادة الحاضرة، نزيف الهجران، الفقر، الضعف، اليأس، الاشمئزاز إلخ…

يجب أن تعي رسالتها وتضعها موضع الفعل والعمل، وترعى مؤمنيها وجميع قصَّادها، وتؤمن بل توزِّع بعد خلق كوادر تهتم بالمسائل والمشاكل كافة مطاليب ابنائها. لا أحد يعذر هشاشة مواقف الكنيسة المارونية اليوم، خصوصا في المَشاهد الأخيرة المخزية…لا نود الجهر بمكنونات القلب لأننا ما زلنا نغار على كرامة انتمائنا وشرف هويتنا ومجد تاريخنا ونبالة تراثنا. لم نتجاسر ونتمادى لأن الشهامة تمنعنا. أيها السادة وعلى رأسكم راعي الرعاة أن حرَّكوا ساكنا وقدّموا للشعب مشروعا يعيد الثقة ويساعد ولو بالوعد حفظا على العهد. المرض التعليم قطاعان يحتاجان إلى اهتمام خاص عليكم ان تتولَّجوا الامر حتى يرى الناس أعمالكم والانجازات فيمجدوا أباكم الذي في السماوات.

من غيرةٍ نناديكم باشروا كفاكم تقهقرا وتخاذلا وهروبا الى الوراء ودمتم مثل بولس الرسول” أنا قوي بقوة من يقويني”.