فيديو القداس الذي ترأسه اليوم 09 تشرين الأول2022 البطريرك الراعي في كنيسة بكركي، ونص عظته، ونص عظة المطران عودة لليوم/الراعي: البطريركية المارونية لا توزع تأييدها للمرشحين خلافا لما يروج البعض، وآن الأوان لكي ينكشف المرشح لرئاسة الجمهورية الفارض نفسه بشخصيته وخبرته وصلابته/المطران عوده: نأمل أن يكون تصرف النواب في جلسة انتخاب الرئيس أكثر نضجا وجدية عوض اللجوء إلى الورقة البيضاء وكأن لا أحد يستحق تولي المسؤولية

101

اضغط هنا لمشاهدة فيديو القداس الألهي الذي ترأسة البطريرك الراعي اليوم 09 تشرين الأول/2022 في كنسة الصرح البطريركي -بكركي

فيديو القداس الذي ترأسه اليوم 09 تشرين الأول البطريرك الراعي في كنيسة بكركي ونص عظته، ونص عظة المطران عودة لليوم

البطريرك الراعي: لا نريد رئيس تسووي/البطريركية المارونية لا توزع تأييدها للمرشحين خلافا لما يروج البعض وآن الأوان لكي ينكشف المرشح لرئاسة الجمهورية الفارض نفسه بشخصيته وخبرته وصلابته

المطران عوده: نأمل أن يكون تصرف النواب في جلسة انتخاب الرئيس أكثر نضجا وجدية عوض اللجوء إلى الورقة البيضاء وكأن لا أحد يستحق تولي المسؤولية

البطريرك الراعي: البطريركية المارونية لا توزع تأييدها للمرشحين خلافا لما يروج البعض وآن الأوان لكي ينكشف المرشح لرئاسة الجمهورية الفارض نفسه بشخصيته وخبرته وصلابته
وكالة الأنباء الوطنية وموقع بكركي/09 تشرين الأول/2022
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان – حريصا الأب فادي تابت، والاب كريم جرجس، في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الاشقر، سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان جورج خوري وحشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: “من تراه العبد الأمين الحكيم” ( متى 24: 45)”، قال فيها:
“من تراه العبد الأمين الحكيم” ( متى 24: 45).
1. لفظة “عبد” لا تعني عبوديّة، بل تشتقّ من فعل “عَبَدَ” وتعني العابد، أي المؤمن الـمُحبّ لله والملتزم بمحبّته التي تتجلّى في أفعال العبادة. وتعني الشخص الذي يختاره الله ويدعوه للمساهمة في تحقيق قصده. يسوع نفسه يُدعى في سفر أشعيا “عبد الربّ”. إنّه لقب شرف. يُطلقه الكتاب المقدّس على أشخاص أوكل الله إليهم رسالة خاصّة بشعبه مثل: موسى وداوود الملك، والأنبياء والكهنة. حتى “شعب الله” دُعي “عبد الربّ”.
2. “العبد”، المؤتمن على مسؤوليّة تجاه الجماعة، هو بمثابة وكيل يجب أن يتّصف بفضيلتين: الأمانة والحكمة.
الأمانة صفة أساسيّة من صفات الله، تجعله دائمًا أمينًا لذاته. أمانتنا تدعونا لنكون أمناء على مثاله. وهي: الأمانة للموكِّل، الذي هو الله؛ الامانة للأشخاص الذين في عهدة خدمتنا؛ وللهويّة الذاتيّة التي هي حالة قابل الوكالة، ما يعني أني لست سيّدًا مطلقًا على حياتي ومواهبي وإمكاناتي وممتلكاتي ووظيفتي ومسؤوليّتي؛ ولِـما هو خاصّتي، بحيث أحافظ عليه وأنمّيه وأثمّره لكي يزداد ويكثر، من أجل خدمة أوفر وأشمل، كما جاء في مثل الوزنات: خمس واثنتين وواحدة (راجع متى 25: 14-30).
تقتضي الأمانة العودة إلى قرار اليوم الأوّل، فتتغلّب على مصاعب ثلاث تهدّدها، هي: رتابة الحياة اليوميّة، الصعوبات والمعاكسات، وشبه صمت الله أو غيابه.
امّا الحكمة فضيلة من مواهب الروح القدس وهي أولى مواهبه السبع. توهَب لنا مجّانًا لكي ننظر إلى أمور الدنيا من منظار الله، ونتصرّف كما لو أنّه هو مكاننا. الحكمة هي الوعي والإدراك الذي يحثّنا على أن نكون دائمًا أمناء. الحكمة تشكّل الإطار الواقي للأمانة.
3. مغزى إنجيل اليوم هو أنّ لكلّ واحد وواحدة منّا واجب تأدية الحساب عند نهاية حياته. فإذا تمّم واجبات وكالته كوفئ بالخلاص الأبديّ. أمّا إذا تنكّر لها وأهملها كان نصيبه الهلاك الأبديّ. وكلا الأمرين رهن الإرادة الشخصيّة. بإرادتنا نخلص، وبإرادتنا نهلك، فيما الله يمنحنا كلّ النعم والوسائل لخلاص نفوسنا.
هكذا، من انجيل اليوم، مجيء السيّد هو الموت الذي يعني اللقاء الأخير والنهائي مع الله، والحضور أمام الله في حالة الأمانة للحياة والإيمان والمسؤوليّة. في هذا اللقاء يتقرّر مصير كلّ إنسان في حالة ما بعد الموت، أخلاص أبديّ أو هلاك أبديّ.
الموت حتميّ، لكن يومه وساعته غير معروفين. فيجدر الاستعداد للقاء الربّ، عبر الموت، من خلال الأمانة والحكمة المذكورتَين. يجب الاعتناء بالحياة والموت على السواء. أوصى دائمًا الآباء القدّيسون بالقول: “أذكر أيّها الانسان موتك”، من أجل تنظيم وتصحيح حياتك في هذه الدنيا.
4. المسؤولون في السلطات الدستوريّة هم موكّلون من الشعب بحسب مقدّمة الدستور: “الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسّسات الدستوريّة” (فقرة د). هذا التوكيل من الشعبيوجب على النوّاب في هذه الايام خاصة انتخاب رئيس للجمهوريّة قبل الحادي والثلاثين من تشرين الأوّل الجاري. وعليه، الشعبُ اللبناني يَنتظرُ الخروجَ من أزَماتِه المتراكِمةِ واستعادةَ دورِه تجاه ذاتِه ومحيطِه، لكنّه لا ينظر بارتياح إلى شعار التغيير، إذ يخشى تمويهه بين حَدّين: تغييرِ أسماءٍ من دونِ تغييرِ شوائبِ النظام، وتغييرِ النظامِ التاريخي والديمقراطي من دون إسقاطِ نظامِ الأمر الواقعِ. فلا بدّ من إيجاد الحلول الصحيحة لخير لبنان وشعبه.
5. وانتظر الشعب اللبنانيّ ويَنتظر الى أن تُصوِّب المبادرات الأجنبيّة إلى جوهر الأزمات في لبنان. ولكن يبدو أنّها غضّت النظر ربّما عمدًا عن هذا الجوهر، فباءت تلك المبادرات بالفشل.
وفيما يقدّر شعب لبنان مبادرات الدولِ الصديقة، يهمّه أن تَصُبَّ هذه المبادراتُ في خلقِ مشروعِ حلٍّ لبنانيٍّ متكامِلٍ يُحسِّنُ علاقاتِ اللبنانيّين ببعضِهم البعض، لا أن تُحسِّنَ علاقاتِ هذه الدولِ الأجنبيّةِ ببعضِ المكوناتِ اللبنانيّةِ على حساب أخرى، ولا أن تُحسنَّ علاقاتِها بدولِ إقليميّةٍ على حساب لبنان. الحلُ المنشودُ يَقوم على وِحدةِ الولاء للبنان، وعلى السيادةِ والاستقلال؛ وعلى الحيادِ واللامركزيّةِ الموسَّعةِ، ونظامِ الاقتصادِ الحر؛ وعلى الانفتاحِ على المحيطِ العربيِّ والإقليميِّ والعالمي، وعلى تطويرِ الحياةِ الدستوريّة انطلاقًا من اتّفاقِ الطائف بتنفيذه روحًا ونصًا.
6. آن الأوان لكي ينكشف المرشح لرئاسة الجمهوريّة الفارض نفسه بشخصيّته وخبرته وصلابته ووضوح رؤيته الإنقاذيّة وقدرته على تنفيذها. إذا انتُخب مثل هذا الرئيس نال للحال ثقة الشعب اللبنانيّ والأسرة الدوليّة والعربيّة. الشعب ونحن لا نريد رئيس تسويات.
البطريركيّة المارونيّة من جهتها لا توزّع تأييدَها للمرشَّحين، خلافًا لِــمَا يُروِّجُ البعض، إنما تَدعَمُ الرئيسَ الناجحَ بعد انتخابه، وبعدَ تبنّيه الجِدّيٍ والفعليِّ بنودَ الحلِّ اللبنانيِّ برعايةٍ دُوَلية. نحن لم نَشعُر بأيِّ إحراجٍ مع جميعِ الّذين أمّوا الصرحَ ويؤمّونه مستطلعين رأينا. كما لم نشعر بأيٍّ إحراجٍ في إجراءِ مناقشةٍ صريحةٍ مع هؤلاء جميعًا. ما نصارحهم به هو سلوك الخطّ المستقيم حتى البلوغ إلى الإجماع على شخص الرئيس المميّز بكلّ أبعاده. نعني الرئيس الذي يعبّر عن إرادةِ المجتمعِ اللبنانيِّ لا رئيسًا يَستأنس بالولاءِ للخارج. لم يَعُد لبنانُ يَتحمّلُ أنصافَ الحلوِل وأنصافَ الصداقاتِ وأنصافَ الرؤساء وأنصاف الحكومات ولا أنصافَ الولاءات.
7. هلمّوا، أيها النواب، وانتخبوا رئيسًا نتمنّاه في جلسةِ 13 تشرين الأوّل المقبل، وليكن هذا التاريخُ حدًّا فاصلًا بين مرحلةِ تعطيلِ الدولةِ ومرحلةِ بنائها. ثمّ وشكّلوا حكومةً جامعةً لا فئوية. حكومة الشعب لا حكومة حزبٍ أو تحالفٍ أو فئةٍ تريد أن تهيمنَ على البلادِ بالواسطة. فالشعب يرفض حكومةً على قياس البعض كما يرفض رئيسًا غُبّ الطلب.
8. نرفع صلاتنا اليوم إلى الله كي يتقبّل انتظارات اللبنانيّين، ويخرج لبنان من جحيم أزماته، والشعب من حالة بؤسه. فالله سميع مجيب! له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين.
#البطريرك_الراعي #البطريركية_المارونية #بكركي #حياد_لبنان #لبنان_الكبير

Al-Rahi: We don’t want a ‘settlements president’
Naharnet/NNA/October 09/2022
Maronite Patriarch Beshara al-Rahi on Sunday rejected what he called the election of a “settlements president.”Turning to the issue of the new government, al-Rahi called for the formation of “an inclusive rather than a partisan government.”“It should be the government of the people, not the government of a party, coalition or a group that wants to impose hegemony on the country through it,” the patriarch added.
“The people reject a government and a president who would be tailored to fit the interests of some parties,” al-Rahi went on to say.
“We do not want a settlements president,” said Maronite Patriarch, Cardinal Beshara Boutros Rahi, this Sunday from Bkerki, adding that “the Maronite Patriarchate does not distribute its support to specific candidates, contrary to what is being promoted by some.” “The time has come to reveal the features of the candidate for the presidency, and to impose himself with his personality, experience and solidity,” the Patriarch went on. Finally, Rahi demanded that the deputies elect a president in the upcoming October 13 session, and then form the government.

المطران عوده: نأمل أن يكون تصرف النواب في جلسة انتخاب الرئيس أكثر نضجا وجدية عوض اللجوء إلى الورقة البيضاء وكأن لا أحد يستحق تولي المسؤولية
وكالة الأنباء الوطنية/09 تشرين الأول/2022
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد قراءة الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: “واجه المسيح، عند باب مدينة نايين، أحد أصعب مشاهد حياة الإنسان، حيث قابل امرأة أرملة ترافق ابنها الوحيد الميت إلى القبر. طبعا، في لحظات كهذه، ليس سهلا أن يتكلم الإنسان مع المحزونين على الخطيئة التي هي علة الموت. فالمتألمون لا يحتملون الحقيقة كلها، وحزنهم يشبه جرحا يمتد في الجسد كله، وعند لمسه يحدث ألما كبيرا”.
أضاف: “المسيح تحنن على المرأة وقال لها: «لا تبكي»، وكان يعدها للحدث الذي سيلغي حزنها. لم يكن كلامه فارغا، ولا تعزية وهمية، كما يفعل أبناء هذا الدهر عندما يقدمون التعازي بأحد الراقدين. فالبكاء طبيعي عند الحزانى، وهو رد فعل يشفي النفس، والرب يسوع نفسه بكى على صديقه لعازر أمام قبره، دلالة على كمال طبيعته البشرية، وعلى أن البكاء ليس من المحرمات. أراد المسيح أن يوقف حزن المرأة حالا، لذلك حياها بعبارة: «لا تبكي» التي نقلت معها التعزية، كونها انبثقت من شفاه الذي هو القيامة والحياة. إن قراءة إنجيل اليوم تعطينا الفرصة لنوضح بعض الأمور المتعلقة بموقفنا أمام المحزونين. فمقاربة الناس الحزانى هي إحدى أهم أوجه عمل الكنيسة الرعائي. قيامة المسيح هي أساس كنيستنا، وفعلها هو إبطال الموت الروحي، أما عقيدتها فهي الإيمان بقيامة الأجساد المائتة. إذا، لا تحاول الكنيسة أن تجعل الناس ينسون الموت، بل تساعدهم على تخطيه. لا تهدف إلى جعلهم متزنين نفسيا فقط، بدفعهم إلى قبول هذا الواقع وهذه الحقيقة الصعبة كأمر طبيعي، بل تعلمهم طريقة إبطال الموت. نقرأ في الإنجيل إن الموت هو عدو، لا بل إنه آخر عدو سيبطل، ونحن نأتي إلى الكنيسة لكي ننعتق منه انعتاقا يبدأ منذ الآن، إلا أنه سيكتمل بالقيامة العامة لأجساد الأموات كلها في المجيء الثاني للمسيح”.
وتابع: “تحنن المسيح واقترب من الأرملة. هكذا نقترب نحن من المحزونين لنشاركهم أحزانهم، ولكي نبكي مع الباكين. الموت سر: كيف تنفصل النفس عن الجسد قسرا، كيف ينفك التناسق والتوافق! بالغريزة يدوم الرابط الطبيعي وبالمشيئة الإلهية ينفك، كما يقول الآباء القديسون. تجاه هذا الحدث الذي لا مفر منه لدى جميع البشر، يتزعزع كيان الإنسان ويضطرب. هذا أمر طبيعي، وخاصية الطبيعة التي تقاوم انحلالها. يتألف الحزن من إحساس مضاعف: الإنفصال عن الشخص المحبوب، والإحساس بالجحيم مبتلعا الجميع، أي اليقين بأن هناك موتا، وأن الحياة البيولوجية تنتهي. عندئذ يبدو كل شيء تافها لا معنى له، وينقلب مشهد الحياة كلها، على حسب ما يقول القديس يوحنا الدمشقي: «الكل ظل ومنام». في هذه الحالة لا تلقى المواعظ في الشجاعة والصبر ترحيبا دائما، بل تولد أحيانا اعتراضا قد يصل إلى الكفر بالله. إذا لم يكن المحزون ناضجا نفسيا وروحيا، لا يستطيع أن يفهم مشيئة إله المحبة في الموت. لا يقدر مثلا أن يقبل بأن الله استدعى هذا الإنسان لأنه وجده في أفضل ساعة له، أو لأنه لم يرد أن تفسده إحدى الشرور المستقبلية، أو ليمنع شرا ما قد بدأ يتطور، أو أخيرا لكي يصبح شاهدا في محيطه، أي ليعلم بموته الأمور التي لم يستطع أن يعلمها بحضوره. ثم إن المحزون قد لا يستطيع دائما أن يميز بين ما هو بسماح من المشيئة الإلهية، وبين ما هو ناتج عن مسؤولية الإنسان نفسه والتي تخرج عن مشيئة الله. في هذه الحالة لا يمكن جعل حضور الله ملموسا عند الحزانى إلا من خلال الإيمان الذي لا يأتي عن طريق الخطابات، بل عن طريق المحبة والمشاركة في الحزن. المحبة التي يلدها الإيمان الحقيقي هي أقوى من الموت، وكلمتها تأتي بالتعزية والرجاء، لا تحدث جرحا، ولا تنكأ الجراح، بل تبلسمها”.
وقال: “إن الكنيسة ترسل دائما كلمة صلاة إلى البيت الذي عنده شخص راقد. هذه الكلمة يحتاجها ذوو الراقد كما الراقد نفسه. من هنا عادة قراءة سفر المزامير لكي يتجه الذهن نحو الله. هذا ما تفعله الكنيسة، التي تعرف حاجات نفس الإنسان الحقيقية عندما يكون في الجسد، كما عندما ينفصل عنه. غير أن العالم يرى عكس ذلك. ينشغل بشتى الأمور التافهة للحياة اليومية، إلى أن يحل يوم الدفن أو إلى أن تنتهي التعازي التقليدية، ناكرا كل مساعدة للراقد. لقد قال الرب للأرملة: «لا تبكي»، ثم أقام ابنها الميت. فلكي يجلب حضورنا تعزية للمحزونين ينبغي أن نقبل تعزية الله إلى حد ما. ينبغي أن نختبر، ولو قليلا، الحزن الروحي الذي يقبل التعزية الإلهية. القديس غريغوريوس بالاماس يجد في إقامة ابن الأرملة نموذجا لتجديد أذهاننا. نفسنا أرملة للختن السماوي بسبب الخطيئة، وعندما تندب ابنها الوحيد، أي الذهن، الذي يموت عن الأهواء محمولا خارج مدينة الأحياء، تقبل زيارة المعزي التي تمنح التعزية الأبدية”.
أضاف: “عندما نقرأ إنجيل اليوم، لا يسعنا إلا أن نفكر بالأمهات الثكالى اللواتي فقدن فلذات أكبادهن في تفجير العاصمة، الذي لم تفك أحجيته بعد وما زال التحقيق فيه معطلا. أيضا، نفكر باللواتي لا يزلن يفقدن أولادهن بسبب الجوع والفقر أو انقطاع أدوية الأمراض المزمنة، وبسبب الهجرة الشرعية وغير الشرعية، التي لا تفرق الأمهات بين مرارتها ومرارة فراق الموت. فإلى متى هذا الاستهتار بمشاعر البشر؟ متى سينعم بلدنا بسلام تام واستقرار دائم، بعيدا عن المصالح الذاتية التي لا تؤدي سوى إلى الموت المحتم؟ للأسف دولتنا تتفرج على معاناة المواطنين وآلامهم عوض أن تبادر وتقوم بخطوات عملية من أجل إنقاذهم، وإبعاد المعاناة عنهم، كي لا يتحولوا إلى مجرمين أو خارجين على القانون، يحصلون حقوقهم بأيديهم، بالترهيب والقوة والعنف”.
وتابع: “هنا لا بد من التشديد على دور المسؤولين والمصارف معا في جلاء حقيقة وضع أموال الدولة والمودعين. فمن حق المواطن الذي يعاني الفقر والحاجة أن يعرف مصير وديعته في المصرف، ومن واجب الدولة والمصارف معا حماية أموال اللبنانيين وإعادتها الى أصحابها. لقد ائتمن اللبنانيون المصارف على أموالهم، والأمانة حق يسترجع متى شاء صاحبه. فهل يتصرف المؤتمن بالأمانة أم يحافظ عليها كأثمن ما لديه؟ وهل يجوز للدولة أن تستبيح أموال مواطنيها؟ بعض المسؤولين قد يفتقرون إلى الأمانة وإلى الجدية والرصانة في رؤيتهم إلى الأمور ومعالجتها، ما يدفع المواطن إلى التصرف بغريزته عوض احترام النظام والقانون. لذا نأمل أن تنخرط دولتنا، مع كل المعنيين فيها، في عملية إصلاحية إنقاذية سريعة تدخل الطمأنينة إلى قلوب المواطنين، وتتعامل معهم بشفافية ونزاهة. كما نأمل أن يكون تصرف النواب في جلسة انتخاب الرئيس القادمة أكثر نضجا وجدية، وأن يتحملوا مسؤوليتهم في انتخاب رئيس للبلاد ضمن المهلة الدستورية، عوض اللجوء إلى الورقة البيضاء أو ما شابه، وكأن لا أحد يستحق أو هو مؤهل لتولي المسؤولية وقيادة معركة الإصلاح والإنقاذ، أو كأن الوضع يسمح بإضاعة الوقت”.
وختم: “دعوتنا اليوم أن «نطهر أنفسنا من كل أدناس الجسد والروح، ونكمل القداسة بمخافة الله» كما سمعنا في رسالة اليوم، وأن نقبل تعزية الروح القدس المعزي، حتى نستطيع بدورنا أن نقدم التعزية للآخرين. علينا أن نسكت الأنا، ونتألم مع المحزونين، ونصلي من أجلهم”.