نص موعظتي البطريرك الراعي والمطران عوده لليوم الأحد 02 تشرين الأول/2022/الراعي: إذا لم ينتفض النواب على أنفسهم ولم ينتخبوا رئيسا وطنيا وسياديا فلا يلومن الشعب إذا انتفض عليهم جميعا/عوده أمل انتخاب رئيس يملك رؤية ويسعى للانقاذ: لعدم إعاقة عمل المحقق الأصيل في انفجار المرفأ إظهارا للحقيقة وإرساء للعدالة

74

البطريرك الراعي: إذا لم ينتفض النواب على أنفسهم ولم ينتخبوا رئيسا وطنيا وسياديا فلا يلومن الشعب إذا انتفض عليهم جميعا
وطنية/02 أيلول/2022

المطران عوده أمل انتخاب رئيس يملك رؤية ويسعى للانقاذ: لعدم إعاقة عمل المحقق الأصيل في انفجار المرفأ إظهارا للحقيقة وإرساء للعدالة
وطنية/02 أيلول/2022

Al-Rahi calls on MPs to elect ‘sovereign president’
Naharnet/October 02 2022
Maronite Patriarch Beshara al-Rahi on Sunday expressed concern that the fate of presidential election sessions will continue to be linked to “consensus.””We continue to pray for the election of a president. How can a parliament consider vacuum as being the possible option and election to be impossible?” al-Rahi added, in his Sunday Mass sermon. “If MPs don’t rebel against themselves and elect a sovereign president, the people must not be blamed if they rebel against them,” al-Rahi said. “The failure to elect a new president would be an act of sabotage to undermine the main post,” the patriarch warned.

Archbishop Aoudi: We lack officials who measure by one standard
LCCC/October 02/2022
Archbishop Elias Aoudi, in his Sunday’s homely pointed out that “what our country has reached is a result of lack of faith, lack of love, and the tyranny of selfishness and interest, which obliterates humanity in the human heart and cancels out mercy and sympathy, so that personal interest prevails over love of the other, and exploitation and monopoly arise.”He added, “Our hope is that everyone will demand together, to show the truth in the case of the port explosion, to establish justice for all. This justice will happen when the authentic investigator is left to do his work without obstruction or interference, stressing that “all those obstructing justice must override their interests, strip their immunities and facilitate the work of the judiciary.” So that everyone who has a right gets his due.” Also, Archbishop asked, “Isn’t it time to put an end to everyone who throws the poor into the mouth of death by drowning? Is it difficult to know them and hold them accountable?” He added, “We lack officials who follow the same standard, and treat everyone according to the dictates of the law, without equivocation or selectivity.” Lebanon does not need officials who not seeks a chair or a title, rather having a vision and a program of work that is credible and aims to save the remains of this country. We need officials not to be satisfied with reaching the center and achieving the ambitions that they carry, and the hunger for power and money. Also, we hope that the representatives will live up to the confidence placed in them by the voters and not use the agency lightly and arbitrarily.”

البطريرك الراعي: إذا لم ينتفض النواب على أنفسهم ولم ينتخبوا رئيسا وطنيا وسياديا فلا يلومن الشعب إذا انتفض عليهم جميعا
وطنية/02 أيلول/2022
اعرب البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي عن خشيته من ان “يستمر ربط جلسة الانتخاب بتوافق لا يحصل وتنتهي المهلة الدستورية، من دون توافق ومن دون انتخاب رئيس”.
وسأل: “كيف لمجلس نيابي ان يعتبر الشغور الرئاسي هو الممكن والانتخاب هو المستحيل”، كما سأل: “اين المرشحون الجديون الذين يوحون بالثقة إن انتخبوا أكانو مرشحي تحد أم مرشحي توافق”. ولفت الى انه “على القوى اللبنانية المؤمنة برسالة لبنان ان تمنع حصول الشغور”.
كلام الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الاحد الثالث بعد الصليب، في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه القيم البطريركي الخوري طوني الآغا والخوري يوسف جنيد وامين الديوان الخوري خليل عرب، وفي حضور النائب ويليام طوق، قنصل لبنان في المانيا شربل نصار، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس الرابطة المارونية خليل كرم واعضاء الرابطة، فوج الكشاف الماروني في حرف اردة وعدد من المؤمنين.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان:
“حيث تكون الجثة، هناك تجتمع النسور” ( متى 24: 28). قال فيها: “في سياق حديث الرب يسوع عن نهاية العالم ومجيئه الثاني بالمجد ديانا، إستعمل صورة النسور التي بتحليقها في الفضاء تشم رائحة الجثة، فتتحلق حولها للدلالة على أن المؤمنين والمؤمنات الذين يسمون بالفضائل يعرفون المسيح الآتي في حياتهم اليومية ومكان وجوده، وكذلك الأبرار والقديسون في مجيئه الثاني بالمجد. ترمز “الجثة” إلى آلام المسيح، “الحمل الذي سيق إلى الذبح” (أشعيا 53: 7). عند مجيئه الثاني، كما في مجيئه اليومي في سر القربان، يجتمع القديسون كالنسور حول مذبحه ويرتفعون بذبيحته إلى عرش الحمل المذبوح في السماء. فالنسور يمثلون القديسين الذين حلقوا بفضائلهم وقداسة حياتهم إلى أعالي السماء. نقرأ في كتاب المزامير: “القديسون يتجدد شبابهم كالنسور” (مز 103 (102)، 5). فلا بد عند الإحتفال بالذبيحة القربانية من التخشع مدركين حضور القديسين حول المذبح، فنضم قرابين أعمالنا الصالحة إلى القربان الإلهي، ونسمو معهم إلى قمم الروح بالفضائل الإلهية والإنسانية”.
واضاف: “إن اللقاء بالمسيح ورؤيته يقتضيان من كل مؤمن ومؤمنة الإرتفاع إلى قمم الروح، قمم الإيمان والصلاة والأخلاق. لا يستطيع المنغمس في المسائل الدنيوية والأنانية والكبرياء واللاأخلاقية أن يلتقي المسيح ويصغي إلى صوته ويلتمس نعمة خلاصه، ما لم يسمو بفضائل الإيمان والرجاء والمحبة، وبالفضائل الإنسانية.
تحتفل الكنيسة اليوم بأحد الوردية، وجرت العادة التقوية بتلاوة مسبحة الوردية، كل يوم وطيلة شهر تشرين الأول الذي بدأ. في ختام هذه الليتورجيا الإلهية، سنصلي مسبحة الوردية سوية، مخصصين كل بيت من أبياتها للتأمل في سر من الأسرار الأربعة: الفرح والنور والألم والقيامة، وننهي بزياح العذراء. وتستطيعون تلاوتها معنا كل مساء كالعادة الساعة السادسة عبر محطة تلي لوميار-نورسات و Facebook. يسعدنا أن نحتفل معا في هذه الليتورجيا الإلهية التي نختتم بها، بالشكر لله الفترة التي قضيناها في كرسينا البطريركي في الديمان على مشارف الوادي المقدس، ومقر سيدة قنوبين البطريركي. حيث عاش عدد كبير من بطاركتنا مع أساقفة طيلة أربعماية سنة، في عهد العثمانيين، من سنة 1440 إلى 1840 قبل الإستقرار في بكركي والديمان. فكنا نتأمل مع زائرينا كم ضحوا وناضلوا وصمدوا من أجل حماية ثلاثة: الإيمان والحرية والإستقلالية. وهي أسس بني عليها لبنان، وتشكل مصدر قيمه الروحية والثقافية والأخلاقية والوطنية.
ويطيب لي أن أحييكم جميعا مع الترحيب، بفوج كشافة لبنان في بلدة حرف أرده العزيزة التي زرناها مؤخرا وباركنا لهذا الفوج بيوبيله الذهبي، إننا نجدد لهم التهاني ونشكر مرشدهم حضرة الخوري يوسف جنيد، على مرافقته الروحية والتوجيهية لهم”.
وتابع الراعي: “إننا نواصل صلاتنا من أجل انتخاب رئيس للجمهورية قبل الحادي والثلاثين من هذا الشهر الأخير من المهلة الدستورية. وأول ما نرجو أن يسبق التوافق على اسم المرشح المتصف بالمواصفات التي يجمعون عليها، رؤية موحدة وطنية واقتصادية للحكم ولعلاقات لبنان العربية والدولية، بحيث تتفق عليها جميع القوى السياسية. وما نخشاه، أن يستمر ربط جلسة الانتخاب بتوافق لا يحصل، فتنتهي المهلة الدستورية من دون توافق ومن دون انتخاب رئيس. وهذا مرفوض بالمطلق لأنه جريمة بحق الشعب اللبناني والدولة في حالتيهما الراهنتين”.
وسأل: “كيف لمجلس نيابي أن يعتبر الشغور الرئاسي هو الممكن، والانتخاب هو المستحيل؟ أين الضمير؟ وأين المسؤولية الفردية والوطنية؟ وأين المرشحون الجديون الذين يوحون بالثقة إن انتخبوا، أكانوا مرشحي تحد أم مرشحي توافق؟ ليست الرئاسة تتويج مسيرة حياة خاصة، بل تتويجا لمسيرة وطنية في خدمة القضية اللبنانية.
وما نخشاه أيضا أن تسليم نواب بحصول شغور رئاسي لا يعود إلى انتظار الاتفاق على اسم رئيس، بل إلى تموضع من شأنه أن يحدث شغورا دستوريا يؤدي إلى تغيير في مقومات البلاد، وماهية الوجود اللبناني الحر، في ظل الشغور الرئاسي والتخبط الحكومي. لذا، يجدر بالقوى اللبنانية المؤمنة برسالة لبنان أن تمنع حصول ذلك، وتحافظ بجميع الوسائل الناجعة على لبنان التعددي، المدني، الديمقراطي، الموحد في كنف دستور لامركزي توافقنا عليه. وهذه أمانة في عنق كل مواطن وجماعة”.
واردف: “مع رغبة الشعب اللبناني الكاملة بتأليف حكومة جامعة وقادرة، فإن إلهاءه بالاجتهادات الدستورية وبكيفية انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء، وهي شؤون باتت وراءه. فالغليان الشعبي اليوم تخطى هذا المنطق وأدرك أن عدم انتخاب رئيس جديد هو فعل إرادي وتخريبي وتدميري لضرب المركز الأول والأساسي في الدولة، ومن خلاله كل بنيتها الدستورية والوطنية.
وحين يقوم الشعب على مسؤولين أساؤوا الأمانة التاريخية، تسقط الاجتهادات وتفقد قيمتها. الشعب لا يهتم بدستورية انتقال صلاحيات الرئاسة الأولى، بل يسأل لماذا لم تنتخبوا رئيسا ؟ وإذا لم ينتفض النواب على أنفسهم ولم ينتخبوا رئيسا وطنيا وسياديا ومؤهلا لتسلم مقاليد الحكم، فلا يلومن الشعب إذا انتفض عليهم جميعا”.
وختم الراعي: “نصلي إلى الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سلطانة الوردية المقدسة، أن يستجيب صلاة شعبنا وصراخ آلامه وفقره وحرمانه، ويدخلنا في فجر جديد بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة كاملة الأوصاف والصلاحيات. له المجد والشكر إلى الأبد”.
وبعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح النائب طوق ورئيس الرابطة والاعضاء والمشاركين في الذبيحة الالهية. وقدم المرشد الروحي لكشاف لبنان فوج حرف اردة الخوري جنيد درعا تكريمية للبطريرك الراعي. والقى كلمة طلب فيها بركة غبطته للكشاف والرعية، واشار فيها الى ان الزيارة للصرح “تأتي بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الكشاف”.
وتابع: “رفعنا ذبيحة الشكر مع الكشاف والرعية على نية غبطتكم ليبقى صوتكم صوت الانبياء والبطاركة العظام في الدفاع عن لبنان وعن حقوق شعبكم”.

المطران عوده أمل انتخاب رئيس يملك رؤية ويسعى للانقاذ: لعدم إعاقة عمل المحقق الأصيل في انفجار المرفأ إظهارا للحقيقة وإرساء للعدالة
وطنية/02 أيلول/2022
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “ما سمعناه اليوم هو جزء من موعظة المسيح على الجبل، كما دونها الإنجيلي لوقا، وهي تختصر تعليم المسيح. المسيح الخالق يعرف قدراتنا جيدا، لذا عندما أعطانا الوصايا المذكورة في إنجيل اليوم، لم يطلب ما لا علاقة لطبيعتنا به. تعليمه يوافق طبيعتنا، لأنه جبلنا وفقا لهذا التعليم الذي سوف يعطينا إياه. إذا، وصايا المسيح مغروسة في الإنسان بالفطرة. هذا ما يقوله لنا القديس يعقوب أخو الرب بوضوح عندما يوصينا قائلا: «إقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم» (1: 21). الكلمة مغروسة، لكن ينبغي أن نقبلها عن طريق التعليم، لأننا نجهل طبيعتنا. الحاجة إلى وجود تعليم شفهي أو كتابي ليست سوى دليل على تغربنا وتشتتنا الداخلي. لقد وضع الله المعرفة العملية في طبيعتنا، وكتب شرائعه في أذهاننا. فمشيئته هي التي أتت بنا إلى الوجود، وهي التي تحفظنا فيه. لكننا نجهل كيف يريدنا الله أن نعيش الحياة التي أعطانا”.
أضاف: “إذا، كلمة المسيح مغروسة في طبيعة الإنسان، لكن يبدو أن إدراك معناها يفوق الطاقة البشرية، والاقتداء بها يأتي بعد محاولات عديدة. زمن حياتنا هو الفرصة المعطاة لنا لنبدأ محاولات الإقتداء بوصايا الله. إنها مسيرة شاقة وسهلة معا. هي الطريق الضيقة المحزنة، لكنها حمل خفيف أيضا. إنجيل اليوم يصف سهولة الوصايا إذ نقرأ قول الرب: «كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك إفعلوا أنتم بهم». في هذه القاعدة خلاصة تعليم المسيح عن علاقتنا بالآخرين. وصاياه ليست مغروسة فينا وحسب، بل هي عادلة وسهلة، نافعة ومفهومة من الناس أجمعين. إنها عادلة لأنها تفترض المقاييس نفسها في أفعالنا وفي أفعال الآخرين، وسهلة لأننا نفهم جيدا حقوقنا ونعرف ما نطلبه من الآخرين بدقة، وهي نافعة لأن الأرض تصبح بها فردوسا. الأمر الوحيد الذي تطلبه منا الوصايا هو أن نعطي الآخرين ما نريده ونطلبه لنفوسنا بوفرة. لا شك أن المنطق يظهر سهولة تطبيق الوصايا، لكن الواقع يدل على العكس، حيث يبدو أن حفظها يتطلب غصبا. أحيانا يقول المسيح، الذي دلنا اليوم على سهولة حفظ الوصايا، إن ملكوته «يغصب والغاصبون يختطفونه» (مت 11: 12). ملكوت السماوات هو ملكوت المحبة التي هي «كمال الناموس». إنه الملكوت الذي يقيم داخل الناس (لو 17: 21)، ويظهر حضوره بالفضائل التي تكتسبها النفس البشرية التي تخطت حب الذات والأنانية، وتابت عن خطاياها. عندما يسمع الناس قول الرب: «كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا أنتم بهم»، يطبقونه في دائرة الأصدقاء. يعطون وينالون بالمساواة، يحبون ويحبون، «لكن الخطأة أيضا يفعلون هذا». إن التقيد بالقاعدة الذهبية مع الذين ليست لدينا مشكلة معهم لا يعتقنا من الخطيئة، ولا يخلصنا. يكمن الخلاص في الخروج من الدوائر الضيقة لذوي الآراء المتشابهة. طبعا، هذا لا يعني أننا لا نحتاج إلى دائرتنا الضيقة التي تريحنا وتشددنا في الإيمان، لكن ينبغي ألا يختلف تطبيق وصايا الرب في دائرتنا عما هو خارجها”.
وتابع: “إن الرغبة في أن يحبنا الآخرون، من دون أن ننمي بذار المحبة في قلوبنا، هي نتيجة مرض روحي. قد يحدث مرارا كثيرة أن نحسن إلى الآخرين، لا بدافع المحبة المنزهة عن المصلحة الشخصية، بل رغبة في محبتهم. غير أن المحبة الحقيقية لا تتماشى والمصلحة، وهي لا تضع شروطا، ولا تنظر إلى المحسن إليه هل هو صالح أو شرير. لا تقرض مرتجية أن تنال ما يساوي القرض، وتحب دون أن تنتظر أو أن تطلب مقابلا. هذه المحبة دليل صحة نفسية، الصحة التي اكتسبت من خلال دفع الذات في جهاد نفسي وجسدي يحمل الصليب كصفة أساسية. ينتهي إنجيل هذا الأحد بعبارة «كونوا رحماء كما أن أباكم هو رحيم» التي تلخص كل الوصايا الواردة قبلها، لأن الرحمة هي الوجه العملي لكل الوصايا. فبعد أن أوصى الرب سامعيه «أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا غير مؤملين شيئا» دعاهم أن يكونوا رحماء، على صورة الآب الذي هو رؤوف وشفوق وغفور ومحب وطويل الأناة وغزير الرحمة”.
وقال: “ما وصل إليه بلدنا هو نتيجة لانعدام الإيمان وقلة المحبة وطغيان الأنانية والمصلحة، ما يطمس الإنسانية في قلب الإنسان ويلغي الرحمة والتعاطف، فتتغلب المصلحة الشخصية على محبة الآخر، وينشأ الاستغلال والاحتكار، والربح غير المشروع، وغيرها من الآفات، كل ذلك في سبيل حب الأنا. نسي الجميع وصية المسيح: «كما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا أنتم بهم»، فنكلوا بأخيهم المواطن، وجعلوه مطية لمصالحهم، ووسيلة لإدراك غايتهم، لذلك عم الفساد وصار أسلوب حياة، وأصبح الواحد يطلب ما لنفسه ولو على حساب الآخر، وهذا ما نعاينه يوميا في تصرف المسؤولين والمواطنين، وما شاهدناه وأحزننا عندما تقابل أمام قصر العدل ذوو الموقوفين يطالبون بالعدالة لهم، وذوو الضحايا المطالبون بالعدالة لضحاياهم. العدالة لا تتجزأ، وعندما تسود تشمل الجميع. لذا أملنا أن يطالب الجميع، معا، بإظهار الحقيقة وإرساء العدالة للجميع، وهذا يحصل عندما يترك المحقق الأصيل يقوم بعمله دون إعاقة أو تدخل. ليس جيدا أن يحب الإنسان نفسه ويبغض أخاه، وليس عدلا أن يحفظ الإنسان رأسه ولو هلك الآخر. لذلك على جميع معرقلي العدالة أن يتخطوا مصالحهم وينزعوا حصاناتهم ويسهلوا عمل القضاء لكي ينال كل ذي حق حقه. الرحمة التي أوصانا بها الرب ليست شعارا بل هي تطبيق عملي للشعور بالرأفة الذي يتغنى به البعض تمويها. وعوض رفع الشعارات عليهم المطالبة بمحاسبة كل من يقترف خطيئة تجاه إخوته البشر، خصوصا الذين يستغلون أوجاع الناس وآلامهم ويأسهم ويتاجرون بحياتهم. ألم يحن الوقت لوضع حد لكل من يرمي الفقراء في فم الموت غرقا؟ هل معرفتهم ومحاسبتهم بهذه الصعوبة؟”
أضاف: “نحن نفتقر إلى مسؤولين يكيلون بمكيال واحد، ويعاملون الجميع بحسب ما يمليه القانون، دون مواربة أو انتقائية. وبما أننا على أبواب انتخاب رئيس للجمهورية، أملنا أن يتم هذا الاستحقاق دون تأخير، وأن لا يصل إلى المركز أي ساع إلى كرسي أو لقب، بل من يملك رؤية وبرنامج عمل، ويكون ذا مصداقية، ويسعى إلى إنقاذ أشلاء هذا البلد، لا أن يكتفي بالوصول إلى المركز وتحقيق الأطماع التي يحملها، والجوع إلى السلطة والمال. كذلك نأمل أن يكون النواب على قدر الثقة التي أولاهم إياها الناخبون وألا يستخدموا الوكالة بخفة وعشوائية. عرف لبنان بتميزه وفرادته، ويكاد يكون البلد الديمقراطي الوحيد في محيطه حيث درجت عادة تداول السلطة، لكنها للأسف تعطلت، وأملنا أن نعود إلى أصالتنا وتميزنا وأن يعود لبنان إلى دوره الريادي وألقه”.
وختم: “دعوتنا اليوم أن نكون رحماء وأن نعي مقدار ضعفنا وخطايانا، أن ننتبه إلى أفعالنا وأقوالنا، وألا نجرح أحدا، بل أن نكون بلسما يطري الجراح ويخفف الآلام، لأننا بهذا نكسب الآخرين، فيمجدون، بسببنا، الرب الخالق، ويحفظون وصاياه ويعملون بها مثلما فعلنا نحن”.