بيار عطالله/رئيس الحكومة السابق الأمير خالد شهاب جاع وما باع

185

رئيس الحكومة السابق الأمير خالد شهاب جاع وما باع (منقولة)
بيار عطالله/فايسبوك/27 أيلول/2022

يروي المحامي الأستاذ خليل ابو حمد انه يوم عيد الاستقلال سنة ١٩٧٢ صودف ان الرئيس سليمان فرنجية كان يقف مع بعض المدعوين على شرفة الطابق الأول في القصر الجمهوري قبل مباشرة استقبال المهنئين بعيد الاستقلال. لفت نظر رئيس الجمهورية سيارة اجرة عادية تتوقف في الباحة وينزل منها رجل عجوز يتكىء على عكاز..سأل الرئيس فرنجية عنه فقالوا له:انه رئيس الحكومة السابق الأمير خالد شهاب. عندها طلب الرئيس فرنجية من الوزير ابو حمد معرفة ان كانت سيارة الأمير خالد شهاب مقطوعة او معطلة حتى وصل بسيارة تكسي؟ صافح الوزير ابو حمد الأمير خالد شهاب وسأله لماذا حضرت في سيارة اجرة؟ رد ببساطة انا لا أملك سيارة ولا قدرة لدي على الإنفاق عليها، وبعد ان عرف الرئيس فرنجية بالجواب أشار الى احد مرافقيه بدفع اجرة السيارة العمومية التي أقلت الأمير خالد شهاب وصرفها وتحضير احدى سيارات القصر لتكون تحت تصرفه بإيصاله الى المنزل. ولحظة انصراف الأمير خالد شهاب استفقد السيارة العمومية فقيل له انها صرفت فسأل: من حاسب السائق لكي أحاسبه وأُعيد له ما دفع ولكنه لم يتلقى جواباً، كما دعاه مرافق الرئيس فرنجية للصعود في السيارة الرئاسية لتوصيله الى منزله في حي الناصرة في الاشرفية.

وكان عُرف عن الأمير خالد شهاب بأنه كان يستقل الترامواي للتوجه الى مكتبه توفيراً على خزينة الدولة من نفقات انتقاله الى رئاسة مجلس النواب او رئاسة الحكومة، وهناك مقولة مشهورة عن الأمير خالد شهاب تقول:(المير خالد جاع وما باع) فما قصة هذا المثل؟ كان الأمير خالد شهاب يملك أراضي في فلسطين رفض بيعها لليهود بالرغم من حاجته الماسة للمال وعدم تمكنه من الوصول اليها او استغلالها وبقي يحتفظ بصكوكها حتى وفاته. من هنا أتى هذا المثل (جاع وما باع).

الأمير خالد شهاب ترأس برلمان ١٩٣٥ وثلاث حكومات في أعوام ١٩٣٦-١٩٣٨-١٩٥٢ وانتُخب نائباً عن محافظة الجنوب كما عيٌن وزيراً عدة مرات وتسلم وزارات المال والخارجية والعدل والتربية والتجارة والصناعة والداخلية والأشغال العامة والنقل. بعد كل تلك الفترة الطويلة من المشاركة في الحُكم لم يكن قادراً ان يقتني سيارة، وتوفي في ٧ تموز ١٩٧٨. هذه القصة تبيٌن المقارنة بين شرفاء الأمس ولصوص اليوم ..
رحمَ الله زمن الشرفاء