الأب سيمون عساف: هرج ومرج الإستحقاق الرئاسي بظل دستور مبتور هجين/يبقى التدويل لا غير الآتي بوضع دستور جديد للشعب حيث ان الزعماء غير قادرين على ادارة انفسهم

105

هرج ومرج الإستحقاق الرئاسي بظل دستور مبتور هجين/يبقى التدويل لا غير الآتي بوضع دستور جديد للشعب حيث ان الزعماء غير قادرين على ادارة انفسهم.
الأب سيمون عساف/فايسبوك/05 أيلول/2022

لا الشعب يُلام ولا الحكَّام كذلك بظل دستور مبتور هجين. إن اتفاق الطائف أشبه بطبخة مهلوطة لم تستوي بشكل مدروس، بل كان تهريبة من درب أهل القانون والاختصاص. تركَّيب طرابيش من دون معلّم عتيق يضبط الإيقاع. هل بمقدور عاقل أن يتصوّر دولة رئيسها فاقد الصلاحيات وكلٌّ يغني على ليلاه.
كان الدستور قبل اتفاق الطائف يخوّل رئيس الجمهورية التنحيَة والتولِيَة بملء السلطان المُعطى له بقوة القانون، ولو لم يلجأ الى هذا السلوك المحق، إنما يمسك امتيازات تراقب وتعاقب وتنيب وتثيب، منوطة به لكونه الرئيس الأول للبلاد.

للأسف كان اتفاق الطائف ورقة نعوة لبنان والواقع المؤلم يشهد على القول. وللتذكير كان الاتفاق الثلاثي أصلح بألف مرة إذ صلاحيات الرئيس لم تُمَس، وما ذلك إلا لتسير عجلة الحكم بقائد واحد لا بالف قرعة والف طاسة كما هو حاصل الآن. عند كل استحقاق تبدأ المشاكل والاجتهادات والمكوكية الأشبه بحجر الطاحون وهو يدور على نفسه ويبقى في نفس المكان.

عوض أن يخرج المؤتَمرون في الطائف بدستور يضمن الحقوق للجميع ويكون على مستوى العصر، سلقوا على الماشي توليفه فيها بلف ولفلفة، فجاءت ادعاءات إصلاح الدستور من ماركة” الكيف ما كان”، طارت الصلاحيات وانفلت الملقّ على الغارب، والنتيجة المخزية تشهد على ذلك. فالكل يعرف البائع والمساهم في تنفيذ هذا المشروع المخجل المُدَمِّر. ليس في أي حال موضوع بحثنا الآن، ولكن نسلِّط الضوء لنلفت الانتباه الى كيفية انزلاق باعة تاريخهم ونضال شهدائهم بأرخص ما يكون المبيع. نحن اليوم على عتبة استحقاق انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد.

يطرح السوءال نفسه أين القيادة أين الرجال المؤهلين لإدارة أزمة خانقة مآزقها متشابكة كتشابك العليق فوق السبيل؟ مساكين أهلنا ومسكين شعبنا القبلي الذي تهمُّه عشيرته قبل انتمائه الى الوطن. كلٌّ يفصِّل لبنان على قياسه والهوية واحدة. لا لا فالتاريخ مشحون بمغالطات وضغائن وحزازات وتناحر ونعرات. لذلك لا يمكن أن يتكوَّن وطن بذهنيات متباعدة غير متناغمة، ثقافتها متفاوتة واول ما يذر قرنه الدين. ناهيكم عن الأمر السياسي منه ما هو داخلي وإقليمي ومنه ما هو خارجي ودولي.

من تراه البطل المغامر الذي يتمكن من تفكيك هذه الأحاجي المستغلقة والألغاز المستعصية وازالة العراقيل الهائلة؟ بين هرج ومرج الاستحقاق يترنّح الدولار وتتلاشى الخدمات الأولية الماء والكهرباء للمواطن المغدور المنهوب المغلوب. وحدها الأيام القادمة تحمل الحلول المفروضة مع القطار السريع الساعي الى المحطة. في رأينا المتواضع، يبقى التدويل لا غير الآتي بوضع دستور جديد للشعب حيث ان الزعماء غير قادرين على ادارة انفسهم.