ادمون الشدياق/البطولة … البطل هو من يقوم بأي عمل خارق ومميز وغير اعتيادي

155

البطولة … البطل هو من يقوم بأي عمل خارق ومميز وغير اعتيادي
ادمون الشدياق/فايسبوك/16 آب/2022

البطل هو من يقوم بأي عمل خارق ومميز وغير اعتيادي. والصفة الأولى والأساسية والعامل المبدئي في تحديد ماهية البطل والبطولة هو أن يكون هذا العمل الغير اعتيادي لمصلحة خارجة عن نطاق المصلحة الشخصية ، أي أن يكون لمصلحة الجماعة حتى ولو تعارض العمل مع المصلحة الشخصية للبطل.

ولكن ليس من صفات البطولة بشيء ان نستغل العمل البطولي كرهينة عندما تتعرض مصالحنا للتهديد وبذلك يصبح العمل المميز سلاحاً مصوباً الى صدر المجموعة التي من أجل بقائها تم العمل. عندما ينقلب العمل البطولي سلعة مقايضة ضد المجموعة لنيل مطالب معينة يصبح البطل خاطفاً صغيراً مبتزاً تحتقره قوافل الشهداء التي قدمت التضحية القصوى بدون أن تطلب أي منة أو جائزة أو منصب.

الصفة الثانية للبطل هو أن يكون صبوراً ،جلوداً وثابتاً على مبادئه حتى في تلك الليالي الحالكة التي ترهب من ليس من طينة الأبطال. أن من يكوع عند أول مطب وصعوبة ومن لا يكون نوراً للجماعة في ظلمة الليالي الحالكة لا يمكنه أن يدعي البطولة ووراثة الشهداء.أن درب البطولة وعرة،طويلة، قاسية ومليئة بالأشواك لا يقطعها إلا المختارون اللذين تعبق في رئتيهم رائحة بخور الشهداء وهم يسيرون على هذه الدرب التي قطعها قبلنا بشير وآلاف من رفاقنا الأبطال بدون منة أو حساب.

أن من يريد أن يمنن ويحاسب ويتحفنا بنظرياته الدونكيشوتية كلما خطى خطوة على درب البطولة والمقاومة فعليه أن يدفع ما عليه من جبال ديون لرفاقه الشهداء قبل أن يطالب بفلسه المنقور كلما ثقل عليه الحمل ودق الكوز بالجرة.

الصفة الثالثة للبطل هي الشجاعة فلا بطل بدون شجاعة. والشجاعة تقضي بأن تسير درب المقاومة بخطوات ثابتة وعزم لا يلين وبتصميم أكيد على متابعة الطريق مهما وعرت وطالت وقفرت وقل الرفاق فليس العبرة في المشاركة بقسط من الدرب بل العبرة في إكمال المسيرة.

وليس العبرة في السير عندما يكون السائرون كثر والحصاد كثير بل عندما يقل الفعلة ويقع على عاتق الأبطال إكمال الطريق بشجاعة مهما شحت مواردهم وعظمت صلبانهم وقل سلاحهم وكثر أعدائهم، وكثر المشككين داخل صفوفهم، وخارجها.

نعم يتابع الأبطال السير على درب البطولة بشجاعة لا يوهن عزيمتهم تشكيك عدو أو تخاذل صديق لأن عيونهم مسمرة على منارة القضية في أخر الطريق وعلى شعلة عظيمة في أعلى المنارة تنير لهم الدرب، شعلة تتأجج وتتوهج أكثر وأكثر كل يوم مع سقوط كل شهيد.

صفات البطولة الأخيرة التي نريد معاينتها هي صفة قول الحقيقة والمجاهرة بها بدون مواربة وبلا تزلف مهما كانت صعبة وهذا ما أوصانا به شهيد الشهداء البشير.

أوصانا أن نقول الحقيقة مهما كانت صعبة لنصبح رسلاً للبنان الجديد ونحضر لجيل مقاوم صادق شجاع يستميت من أجل الحقيقة ولا يرضى بأنصاف الحلول.

بعد بشير الجميل لم يعد قول الحقيقة فضيلة وخيار شخصي بل واجب تجاه أرواح الشهداء .

ولكن ليس من شيم الأبطال ولا من الحقيقة والصدق بشيء أن ندعي الإعداد الفكري لأولئك اللذين يتحضرون بعدنا لخوض غمار المقاومة ونحن ليس عندنا الإعداد الفكري الكافي لتخطي عنجهياتنا وطموحاتنا الشخصية وتاريخنا الذاتي النرسيسي الذي ينفر المقاومون الجدد ويجعلنا حلقة مغلقة تمنعنا من الأرتقاء والارتفاع بذواتنا بطريقة حلولية حتى درجة الانصهار بالذات العلوية الجامعة لكل قلب مقاوم يتوق الى النضال ولم تسنح له الايام نظرا لحداثته بحمل السلاح والتي قادت خطوات شعبنا على طريق المقاومة لآلاف من السنين وما تزال.

أن درب المقاومة وخاصة في هذه الأيام الصعبة درب وعرة،طويلة، قاسية ومليئة بالأشواك ولكن مع كل وعورتها وقساوتها فأن من يقطعها بقلب بطل وبروح التضحية والصبر والثبات والشجاعة وحب الحق وقول الحقيقة يألفها درب بطولة ناعمة هينة ملؤها الأمل والمجد والرجاء.

ودائماً تذكر يا أخي المقاوم أين غير بين صفوف المقاومة اللبنانية الحقة الرافضة لانصاف الحلول وسياسة الانتظارعلى حافة النهر ستسنح لك الفرصة لتمشي درب بطولة قطعها من قبلك الناصري المسيح وبطرس وبولس وألف رسول ورسول.

درب قطعها من قبلك ملكيصادق وهنيبعل وفخرالدين وألف شهيد وشهيد.
درب قطعها من قبلك بشير الجميل شهيد الشهداء وكل من قاوم وجاهد وناضل من أجل لبنان حر سيد مستقل وكل سمعان قيرواني في لبنان استطاب ويستطيب أن يرفع على كتفه صليب لبنان ولو لبرهة من عمر الزمن.

نعم أن الدرب مشرعة والمنارة تشع والشعلة في أعلاها متقدة تنتظر كل من عمل ويعمل لمصلحة الجماعة بلا أنانية وخزعبلات وتسويات ومحاصصات وبهلوانيات انتخابية. كل من عمل بذكاء وصبر وجلادة وثبات وشجاعة وحب لا يرتوي لقول الحقيقة مهما كانت صعبة وكل من كانت درب البطولة دربه.