المخرج والكاتب يوسف. ي. الخوري/إلى وزير الأتصالات الذي سرقنا: روح درب السدّ لا ترِد، وخذ معك نجيب المضطرب الذي صنع ثروته الهائلة من سرقات الاتّصالات. كلكم “أرطة” خِساس

281

إلى وزير الأتصالات الذي سرقنا: روح درب السدّ لا ترِد، وخذ معك نجيب المضطرب الذي صنع ثروته الهائلة من سرقات الاتّصالات. كلكم “أرطة” خِساس.

يا زعران ويا “عكاريت”، انتم لصوص وخِساس…
المخرج والكاتب يوسف. ي. الخوري/06 تموز/2022

استباقًا، وفي حال استدعتني الأجهزة الأمنيّة أو القضاء بتهمة القدح والذمّ، وسُئلت كالعادة ماذا ومَن أقصد بكلامي، سأوفّر منذ الآن اللفّ والدوران والسجالات، واشرح مقاصد كلامي: كلمة “زعران” هي جمع أزعر، وأزعر لها أكثر من معنى في القاموس، والمعنى الذي أردته في هذه الرسالة هو “مقطوع الذّنَب”، ما يعني أنّي أشتم أناسًا في أقفيتهم أذناب. أمّا “عكروت” فكلمة شعبية يختلف معناها بين قَوم وقوم آخر، والمعنى الذي أريده منها هو “عرص شرموط”، يعني أنا أشتم أناسًا عرصات شراميط، وما أكثرهم في بلادي.

مَن أخرجني عن وقاري اليوم هم “العكاريت” الزعران جماعة الاتّصالات، وعلى رأسهم وزيرهم المختلّ، Crazy Harry، الذي لا أعرف من أيّ كوكب أتوا به ليوزّروه، وعلى رأسهم جميعًا صاحب الدولة نجيب المضطرب الذي لكثرة ما هو طويل، لا يَلحظ الـ Bodyguard الذي يرافقه، فكيف سيرى الناس المتواضعين وأوجاعهم!!؟

إليكم، أنتم يا مَن لستم من صنف حاملي الأذناب المقطوعة، ولا من صنف العرصات الشراميط، نموذجًا بسيطًا عن كيفيّة سرقتكم في قطاع الاتّصالات، والنموذج نفسه ينجرّ على باقي قطاعات الدولة.

وصلتني أوّل من أمس رسالة من شركة Sodetel، أحد مورّدي خدمة الأنترنت في لبنان، جاء فيها ما ترجمته بالحرف: “عزيزي العميل، ابتداءً من الأوّل من تموز، وعملًا بالأسعار الجديدة، أصبح رصيدك في خدمة 4G+، 5857 Mbps صالحة للاستعمال خلال الـ 6 أيّام المقبلة فقط. لمزيد من المعلومات اتّصل على 1278”.

ماذا تعني في الواقع هذه الرسالة!!؟ إنّها تعني أنّ Sodetel تُبلّغني بوقاحة أنّها سرقت من رصيدي، وأنّها تستخفّ بأدنى حقوقي متسلّحةً بقرار وزير أرعن، ملامحه لا توحي إلّا بانّه مراوغ على هَبَل ليس إلّا.

اشتراكي بالأنترنت السريع من Sodetel يتمّ تفعيله ببطاقات مُسبقة الدفع. في 13 حزيران الماضي اشتريت 50 GB صالحة للاستعمال لغاية 12 تمّوز الجاري ضمنًا. استخدمت منها حوالي 18 GB خلال شهر حزيران وتبقّى لي 32 GB. وعليه، يكون القصد من الرسالة المُشار إليها أعلاه، تبليغي بأنّ رصيدي انخفض من 32 GB إلى 5.85 GB بزعم أنّ الأسعار ارتفعت.

ثمن بطاقة الـ 50 GB التي اشتريتها هو 100,000 (مائة ألف) ليرة لبنانيّة، اختلسوا منها 27 GB أيّ ما قيمته 54,000 (أربع وخمسون ألفًا) ليرة أو دولارين في السوق السوداء. للوهلة الأولى تقول “مش حرزانة يا صبي تِنسَم كرمال دولارين”، لكن حين تفكّر “بـالبَعصَة” تتوتّر وتنفعِل! وحين تفكّر أنّه بمجرّد أن تجرؤ Sodetel على ارتكاب هكذا فعلة، فهي إمّا لا تعتبرك وإمّا تستغبيك، تغضب!! وحين تشكّ انّ هكذا خطوة قد تكون لجسّ النبض، ولاستكشاف مدى جهوزيّة الشعب للانتفاض من جديد، على غرار ما حصل يوم أرادوا سرقته بتسعيرهم خدمة الواتساب، لا يعود بمقدورك سوى الاستشاطة غضبًا عليهم، إذ متى تأكّدوا من أنّ الشعب لن يتحرّك، سيتمادون في السرقات، وهم ZOMBIES عرصات يتغذّون من دماء الفقراء!!!

اتّصلتُ بالرقم 1278 لألعن أمّهات الذين خلّفوهم، لكن لا أحد يُجيب. كرّرت الاتّصال مثنى وثلاث، لا حياة لـِمَن تُنادي، يبدو أنّ الشبيبة “أَرَطوا مصرياتنا وراحوا يسكروا فيهن ويشربوا كاس سكوتنا عن وساخاتهن”.

ما الذي كنتُ سأقوله للموظّف على الرقم 1278 لو ردّ على اتّصالي، وهو لا يتحمّل أيّة مسؤوليّة في ما يحصل!؟

كُنتُ سأقول له: “يا ابني، إذا أنا اشتريت منك عقارًا بالسعر الذي أنت حدّدته، وأنت سجّلته باسمي بعدما قبضت المبلغ المطلوب كاملًا، أيحقّ لك، في حال ارتفع سعر العقار بعد شهر من بيعه لي، أن تأتي وتطالبني بفارق السعر؟”، وكنت أنوي بعد قول هذا الكلام أن ألعن سلسفيل المسؤولين في Sodetel من الصغير إلى الكبير وصولًا إلى الوزير، لأنّ المكالمة كانت ستكون مسجّلة، وسيسمعونها وهم متبسّمون على قاعدة “شو هَمّ لِ حرامي الشرموط مَن واحد مِتلي مأروط!!؟”.

أكَلت هوا وسَكَتّ، ثمّ هدأت وما بيدي حيلة، إلى أن سمعت نشرة الأخبار في المساء وفيها يُبرّر Crazy Harry الوزير فعلته، مدّعيًا أنّه جَنى ممّا به زنى، “لأنّ هناك عددًا من المواطنين والتجّار اعتمدوا سياسة تخزين الوحدات للاستفادة من بيعها على السعر المرتفع على حساب المواطن”، وهو يُريد أن يقطع عليهم الطريق!!! حقًا أنت Crazy وطويل الأنف مثل Pinocchio أيّها الوزير، وما كان ينقصنا إلّا أن تستغبينا، وأنت الغالب في الغباء!!

والله العظيم سأصدّق شُكوك حليم ابن خالتي بأنّ هناك مَن وضع شيئًا للبنانيين في مياههم حتّى ارتفع مستوى الهبل لديهم إلى درجة أن يتسعدَن وزير بهذا الشكل، ويكتفي أحد النواب برفع الصوت متمنيًّا لو استقال الوزير ولم يرفع الأسعار، عوض أن يضربه بالكرسي على رأسه، ونكتفي نحن الشعب بالتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لَكَم تمنّيت أن تسأل لجنة الاتّصالات النيابيّة سيّد Crazy Harry الوزير كيف هو يحمي المواطن ممّن يستفيدون من رفع الأسعار!!؟ فالمواطن سيدفع السعر الجديد نفسه سواء اشترى بطاقاته من المورّد مباشرة أو مِن التجار الذين خزّنوا بطاقات ليستفيدوا من رفع الأسعار، مع العلم أنّ لبنان نظامه الاقتصادي ليبرالي حرّ، ومِن حقّ ايّ تاجر أن يستفيد بهذا الأسلوب إذا كان معتمدًا رسميًّا، إلّا في حال أصبحنا تابعين لأمر الفقيه ولا ندري.
أنا أعتقد سيّد Crazy بأنّه على النيابة العامة استدعاؤك وليس مساءلتك أمام لجنة نيابيّة، وليؤخذ كلامي التالي كإخبار:
– لو أنذرت التجّار بأنّك ستخصم من الأرصدة في الأوّل من تموز، هل كانوا سيُخزّنون البطاقات؟ لا!
– لماذا قبل قرارك رفع الأسعار لم تدرس السوق وتزوّده على قدر حاجاته خلال الفترة الممتدّة من تاريخ قرارك رفع الأسعار لغاية الأوّل من تمّوز؟
– تهديدك بالاستقالة هو مسّ بالسيادة الوطنيّة وخرق فاضح للديمقراطيّة، ولا اعرف إذا كنتَ تعرف انّنا بلد ديمقراطي؟
– بايّ حقّ أو قانون تسرق من المستهلك ما دفع ثمنه وأصبح ملكًا له؟
– ماذا عن الفواتير العشوائيّة التي صدرت مضاعفة الشهر الماضي، وماذا عن أسوأ خدمة اتّصالات وأنترنت في العالم، وفي الوقت نفسه الأغلى، حتّى بعد انهيار الليرة اللبنانيّة؟

عزيزي Crazy، الوزير الناجح هو مَن يجترح الحلول لخدمة الناس وليس مَن يضع يده في جيوب الناس كي لا ينهار القطاع. أنصحك بالاستقالة والقطاع لن ينهار، وهذا أكيد، لأنّه عدّة الشغل الأساسيّة في عمل أجهزة الاستخبارات المحليّة والدوليّة، لاسيّما للتجسّس على المواطنين وقمعهم.
روح درب السدّ لا ترِد، وخذ معك نجيب المضطرب الذي صنع ثروته الهائلة من سرقات الاتّصالات. كلكم “أرطة” خِساس.

الصور في اسفل. نجيب ميقاتي وجوني قرم/جوني قرم